موجة الحر الشديدة تفتك بأبناء عدن مع استمرار انقطاع للكهرباء
تقرير خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
تزايدت حالات السخط في مدينة عدن الخاضعة لسيطرة التحالف نتيجة انهيار الطاقة الكهربائية بالتزامن مع ارتفاع الحرارة الشديدة خلال فصل الصيف الذي يفتك بأبناء المدينة.
مواطنون من أبناء المدينة أكدوا انهم يندبون حالهم في كل صيف جديد نتيجة عجز الحكومة الموالية للتحالف عن الالتزام بتشغيل محطة توليد الكهرباء، لافتين إلى أن ساعات التشغيل لا تتجاوز ست ساعات في اليوم وبشكل متقطع.
وعلى هذا الصعيد قال وزير سابق في حكومة ما قبل الوحدة، عبدالله عزيز، في تصريح لـ”وكالة رويترز” إن “عدن تعيش أسوأ أيامها وسط سلبية مجلس القيادة الرئاسي”، مشيراً إلى أن وزراء الحكومة التي يرأسها معين عبدالملك يغطون في نوم عميق في مقار إقامتهم بقصر معاشيق بينما يموت سكان عدن ببطء من شدة الحر” وفق تعبيره.
وحذر الوزير السابق من أن استمرار الوضع المتردي في عدن دون معالجة على أرض الواقع قد يقود إلى توترات اجتماعية لا يستطيع أحد التنبؤ بعواقبها.
ويحمّل سكان عدن “المجلس القيادي” والحكومة المواليين للتحالف مسئولية الاستمرار في أزمة الكهرباء، الامر الذي يهدد بكارثة حقيقية في المدينة التي كانت أول مدن المنطقة والخليج ودخلت إليها الكهرباء نهاية القرن التاسع عشر.
وتعزو الكهرباء المدينة السبب في تزايد الانقطاعات في المدينة إلى نقص الوقود وانتهاء المنحة السعودية للمشتقات النفطية بداية مايو الجاري.
إلا أن مراقبين اتهموا انهيار كهرباء عدن يعود إلى لوبي الفساد في الحكومة التي تتحكم بصفقات توريد النفط لمحطات التوليد الكهربائي ناهيك عن نكوص الرياض عن الالتزام بالحصص التي التزمت بها تحت البند المسمى “المنحة السعودية”.
وأفاد رئيس مؤسسة الكهرباء في عدن سالم الوليدي، في تصريحات صحفية أن “الصراع السياسي بين الشركاء في السلطة أثّر بشكل كبير على الأوضاع الاقتصادية والخدمات في عدن خاصة الكهرباء”.
اعترافٌ لا يغير من الواقع شيئاً لأن عدن الواقعة تحت الخط الساخن لدرجات الحرارة تصل في ساعات الذروة لقرابة 42 درجة مئوية، تعاني اليوم حالة من السخط بين المواطنين الذين اشارت تقارير إعلامية لوفاة الكثير من الحالات نتيجة ارتفاع الحرارة لا سيما بين كبار السن.
الصراع الإماراتي السعودي في المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن انعكس على الأوضاع المعيشية للمواطنين وسط حالة من الإهمال التي تتعرض له الخدمات الأساسية لحالة من الانهيار الشامل دون الاهتمام في تحسين أدائها منذ سيطرة التحالف على تلك المحافظات خلال النصف الثاني من العام 2015.
ويصف الكاتب عصام خليدي ما يتعرض له سكان عدن بأنه “جرعات تعذيبيه قاتلة مع سبق الإصرار والترصد”، فيما يقول موظف حكومي من عدن ان الناس يموتون بسبب الكهرباء. محذراً لقد طفح الكيل”.
وبحسب وزير الكهرباء والطاقة في الحكومة التابعة للتحالف “إن الموارد لا تكفي لتشغيل الكهرباء بشكل يومي بوضعها الحالي وبما يغطي الاحتياج الكلي للكهرباء”.
وتحاول حكومة معين أن تدافع عن نفسها، لكن هذا التهرب وعبارات التضامن التي يدلي بها المسئولون بصورة متكررة لن تهون على الناس أو تخفف من سخطهم أو تمنحهم دفعة هواء باردة، مبينة أنها تنفق ما يعادل 1.200 مليار دولار سنويا بواقع 100 مليون دولار شهريا من أجل توفير الوقود واستئجار محطات توليد الكهرباء.
تبقي الحقيقة التي لا يستطيع مسئولي الحكومة الموالية للتحالف تجاهلها أن حالة الغضب قد وصلت بين الأهالي لمستويات غير مسبوقة، الأمر الذي ينذر بانتفاضة شعبية ضد التحالف في عدن بسبب انقطاعات الكهرباء وانعكاساتها الكارثية على حياة المواطنين، بالتزامن مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية جراء الانهيار المتواصل للريال اليمني أمام العملات الأجنبية.