فيما يصعد الاحتلال الإسرائيلي من تصريحاته المعادية للبنان وحزب الله واستمرار قصف الأراضي السورية، والتهديد بضرب إيران، أجرى حزب الله مناورات عسكرية ضخمة في رسالة واضحة لقيادات الاحتلال بالجهوزية لأي سيناريو.
المناورة اشتملت على العديد من التكتيكات القتالية، أهمها محاكاة أسر جنود الاحتلال، والتوغل البري، وصد غزو إسرائيلي للجنوب اللبناني، اقلقت الكيان الصهيوني، بل وأفزعت المستوطنين في تل أبيب، الذين يدركون شراسة وصلابة أصحاب الحق في الدفاع عن أرضهم والقتال حتى أخر نفس من أجل حقوقهم.
وسائل الإعلام العبرية تناولت أبعاد المناورة وقالت أن ما يخفيه حزب الله أعظم مما تم تداوله، ووصفت مشاهد عرض الصواريخ التابعة للحزب برساله مفادها أن جيش حزب الله منظم.
وفي هذا السياق، لفتت صحيفة ” معاريف” أن الطيران الذي أظهره الحزب أثار الرعب في ” إسرائيل” لما يتمتع به من قدرات فائقة، وقدرة على ضرب مواقع حساسة واستراتيجية، في حال اندلعت مواجهة عسكرية. ولفتت الى ان هذه الطائرة التي يمتلك منها حزب الله اعدادا غير معروفة، هي أكثر أسلحة هجومية دقيقة على الإطلاق، من حيث الفعالية والتكلفة، وهي طائرة انتحارية قادرة على إصابة الأهداف بدقة.
وفي تقرير للقناة “13” الإسرائيلية، قال مراسل الشؤون العربية حيزي سيمنطوف، انّ «حزب الله يريد أولاً التهديد، وأيضاً تمرير رسائل مفادها أنّ حزب الله هو فعلياً جيش منظم مع قوات خاصة وسلاح”.
مناورة إسرائيلية
في محاولة للرد على مناورة حزب الله، وتخفيفا لحالة الفزع التي سادت تل أبيب، سارع الاحتلال الإسرائيلي أمس الاثنين، إلى إجراء مناورة أسماها ” القبضة الساحقة” تستمر لمدة اسبوعين.
وكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، في “تويتر”: القبضة الساحقة.. انطلاق المناورة الرئيسية على مستوى القيادة العامة لجيش الدفاع على أن تستمر لمدة حوالي أسبوعين، حيث ستحاكي القتال متعدد الجبهات جوا، وبحرا، وبرا، وعبر السبكتروم والفضاء الإلكتروني السايبري، وستختبر المناورة جاهزية جيش الدفاع لخوض معركة طويلة الأمد وكثيفة” على حد قول أدرعي.
صرصور المقهى
ما يعيشه الكيان الصهيوني مع مستوطنيه من “هلع” وقلق دائم، جسدته حادثة طريفة حصلت في أحد مقاهي تل أبيب، السبت الماضي، حيث تسبب “صرصور” بحالة من الفوضى والخوف، انتهت بجرح اثنين من المستوطنين وهروب رواد المقهى دون وعي.
وبحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن صرخات امرأة داخل مقهى في تل أبيب أثارت الفوضى والذعر على نطاق واسع في المكان، حيث بدأ الناس بالفرار إلى كل الاتجاهات خوفا من هجوم مشتبه به.
وطبقا لروايات الشهود، فقد هرعت الشرطة إلى مكان الحادث في مقهى “ديزنغوف” لتمشيط المكان؛ لكن التحقيقات توصلت إلى أن سبب الصراخ كان رؤية صرصور تحت الطاولات ما أثار فزع امرأة أسقطت منضدتها أرضاً، ليعتقد رواد المقهى أن هناك خطر أمني.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن الحادث تسبب في إصابة شخصين بجروح طفيفة، جراء تحطُّم الزجاج في أثناء محاولتهما الفرار من موقع الحادث وسط تل أبيب.
وعلى الرغم من طرافة الموقف؛ إلا أن هذه الحادثة تعكس مدى ما يعانيه المحتل، ليس فقط في فلسطين ولكن في أي أرض تمت السيطرة عليها بالقوة، وهو ما يؤكد أيضا أن “إسرائيل” تواصل استفزاز الشعوب العربية والإسلامية، الأمر الذي انعكس على مستوى الفرد داخل الأراضي المحتلة، حيث بات أبسط صراخ في أي مكان يمثل كابوسا على المستوطنين.
وبعيدا عن محاولات الكيان في استعادة توازنه السياسي والعسكري، إزاء ما يتلقاه من ضربات المقاومة على الرغم من وحشيته، فإن كل ما فعله الصرصور هو سخرية من تصريحات رنانة لقيادات جيش الاحتلال، الذي يخاف مستوطنيهم، من أبسط الأشياء حتى يصلوا إلى مرحلة الخوف من ظلهم.
هروب مستمر
وكانت مقاطع فيديو قد أظهرت في العاشر من مايو الجاري لحظات هروب وزيرة اتصالات الاحتلال إلى الملجأ خوفاً من صواريخ قطاع غزة، عقب إطلاق رشقات صاروخية باتجاه تل أبيب ردا على العدوان الأخير.
كما أظهرت مشاهد مصوّرة أخرى رعب وخوف المستوطنين وهم على الأرض خارج سياراتهم أثناء انطلاق صفارات الإنذار في مستوطنة “رمات غان” وسط فلسطين المحتلة.
وفي “تل أبيب”، أظهرت لقطات مصوّرة هروب المستوطنين بشكل جماعي من صواريخ المقاومة. وقد نزل المستوطنون من سياراتهم وبدأوا بالفرار ،بحسب ما أظهرت المشاهد.
وفي مشاهد أخرى، ظهرت شوارع “تل أبيب” وهي فارغة تماماً، وأشبه بمدينة الأشباح بعد إطلاق المقاومة صواريخها من غزة.