تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
تصاعدت حدة المخاوف الإقليمية والدولية مؤخراً من عودة المواجهات العسكرية بين قوات صنعاء وقوات التحالف في ظل الحديث عن تراجع سعودي بشأن التفاهمات بين الرياض وصنعاء التي تم التوصل لها خلال شهر رمضان المنصرم.
وتبرز هذه المخاوف وسط الحديث حول مساعي أمريكية لعرقلة أي اتفاق قد يفضي للتوصل لحل ينهي معاناة الشعب اليمني.
وأكد مراقبون عرب وأجانب، ان فشل الجانب السعودي في الخروج من العباءة الأمريكية وحلحلة التعقيدات التي وضعتها الإدارة الأمريكية، لمنع الرياض من الخروج من المستنقع اليمني وضع المشهد العسكري على المحك خاصة وان صنعاء أكدت انها جاهزة للسلام وفي أتم الجهوزية لكافة الخيارات.
صنعاء التي لوحت باستعدادها لكل البدائل اكدت أنها لن تقبل المساومة بشأن مطالب إنسانية ما كان من المفترض الخوض فيها ومقايضتها بالملف العسكري لولا نفاق المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الأمم المتحدة.
صنعاء جاهزة للسلام وحاضرة للحرب
ووجهت لدول التحالف رسالة مفادها أن صنعاء جاهزة للسلام وفي نفس الوقت حاضرة للحرب في حال استمرت دوامة فراغ ما بعد الهدنة “اللاحرب واللاسلم”
بعد مرور أكثر من عام على انتهاء الهدنة وفشل مساعي التمديد الأممية والعمانية في الوصول إلى حلول جذرية لتثبيتها، والانطلاق نحو تحقيق سلام عادل ومشرف لكافة الأطراف تجاوزت صنعاء مرحلة الصبر الاستراتيجي وراهنت على إبداعها في تطوير أدواتها العسكرية التي قلبت موازين القوى العسكرية على الأرض، لا سيما في مجال تصنيع الصواريخ الباليستية وسلاح الجو المسير بحرفية وتقنيات دقيقة.
وعلى ما يبدو فإن صنعاء رسمت بداية النهاية لدوامة فراغ ما بعد الهدنة، ووجهت لدول التحالف رسالة مفادها أن صنعاء جاهزة للسلام وفي نفس الوقت حاضرة للحرب في حال استمرت دوامة فراغ ما بعد الهدنة “اللاحرب واللاسلم” والتي فاقمت من الوضع المأساوي للشعب اليمني، وتهدد بتجاهل الملف الإنساني.
هذه الحالة – وفق المراقبين- تعني عودة محتملة للعمليات العسكرية بين صنعاء ودول التحالف وبشكل أوسع من السابق، وبما يؤثر سلباً على جميع الأطراف، وهذا ما أكده خطاب الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى الذي يمثل أعلى سلطة رسمية في صنعاء، في 22 مايو الماضي، خلال كلمه له بمناسبة الذكرى الـ 32 للوحدة اليمنية.
المشاط حذر في كلمته، الرياض من الخضوع للابتزاز الأمريكي والبريطاني بهدف عرقلة أي مساعي للسلام بين صنعاء والرياض، قائلاً: “من يستجيب للابتزاز الأمريكي هو من يتحمل المسؤولية والسعودي هو المسؤول الأول عن الوضع في المنطقة”، داعياً السعودية إلى إدراك أن استقرارها مرتبط باستقرار اليمن.
وأضاف: “إذا قرر السعودي أن يخضع للابتزاز الأمريكي والبريطاني هذا شأنه، نحن في الجمهورية اليمنية لا يوجد لدينا ما نخسره بعد”.
ولفت إلى أن العرقلة الأمريكية لحل الملف الإنساني ستؤدي كما قال قائد الثورة إلى نفاد الصبر مبيناً أن الدخول في أي تصعيد الآن لن يكون ضرره على اليمن فقط بل سيصل ضرره الجميع بما فيها أمريكا وبريطانيا (حسب قوله).
رقم صعب
المشاط ايّاً كانت خلفيته الاجتماعية حسب المضامين والتوصيفات الهزيلة للحملة الإعلامية التي شنتها وسائل إعلام التحالف فإنه يمثل رقماً صعباً في أجندات الدول الاستعمارية الحديثة
ورأي مراقبون ومتابعون للشأن اليمني، أن الحملة التي تبنتها عدد من المواقع الإخبارية والحسابات التابعة للتحالف بشكل ممنهج ومدروس ضد المشاط وما حملته من مضامين هزيلة تؤكد بأن تصريحات الرجل أرعبت أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني.
وأكد عدد من المراقبين، أن أشد خصوم المشاط كان يتوقع أن تتضمن الحملة اتهامات بالضلوع في تنفيذ أجندات إيرانية لزعزعة استقرار المنطقة وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وقضايا فساد، إلا أن المضامين جاءت بعبارات عنصرية أثارت سخرية واسعة للحملة من قبل مؤيدي العدوان.
وبحسب المراقبين فإن المشاط ايّاً كانت خلفيته الاجتماعية حسب المضامين والتوصيفات الهزيلة للحملة الإعلامية التي شنتها وسائل إعلام التحالف فإنه يمثل رقماً صعباً في أجندات الدول الاستعمارية الحديثة.