تحليل خاص/ وكالة الصحافة اليمنية
بعد أسبوع من التصعيد العسكري في جبهة الساحل الغربي للتحالف الذي تدعمه أمريكا على الأرض عاد موظفو الأمم المتحدة لفتح مكتب المنظمة في المدينة.
هذه العودة ليس لها علاقة بالواجب الإغاثي والإنساني الذي تؤديه المنظمة في المحافظة؛ حيث أنها عملت على إجلائهم قبل أيام من التصعيد العسكري على المدينة خوفا على حياتهم فيما إذا تمكن المصعّدون من دخول المدينة، بل هو نتيجة مسبقة على فشل التصعيد ونتيجة مؤكدة على تراجع أمريكا عن خطتها المتمثلة بدخول الحديدة.
وكانت عملية الإجلاء لموظفي المنظمة من الكادر الأجنبي جاء بناء على طلب تقدمت به الأمريكية “ليز غراندي” إلى مجلس الأمن يفيد بوجود تهديدات يتعرض لها الموظفين وأن حياتهم في خطر، إلى جانب الضغط الأمريكي الذي مارسته لضرورة إجلاء الموظفين، ما يشير إلى النوايا التي أرادتها أمريكا المتحالفة مع السعودية والإمارات في اليمن.
وشهدت أيام التصعيد زخما إعلاميا كبيرا على وسائل إعلام التحالف والصحف الأمريكية يروج لتقدم المتحالفين في الساحل والوصول إلى مدينة الحديدة والاستيلاء على مطار المدينة غير أن ذلك تبخر مع عرض قناة الجزيرة القطرية لمقطع مصور يظهر سيطرة “الجيش اليمني واللجان الشعبية” على المطار وما حوله ويفند ذلك الزخم.
وعمل الجيش واللجان الشعبية على التصدي لكافة الزحوف التي خطط لها المتحالفون وحاصروا قوات التحالف وأفشلوا خطط الزحف واستولوا على زورق بحري فرنسي كان هو الآخر قادم نحو الشواطئ اليمنية، علاوة على رصد التحركات وانطلاق طيران الجو المسيّر وما تلاه من انسحاب القوات المتحالفة من الدوار ووقوعهم في حصار الدريهمي.
وقال مراقبون أن التصعيد من قبل التحالف كان قياسا للنبض غرضه معرفة مدى القوة والضعف لدى أنصار الله، وهو ما دفع ليز غراندي إلى التقدم للخارجية اليمنية بطلب إعادة الموظفين الأجانب للعمل في المدينة بعد التأكد من قوة مواجهة الجيش واللجان للتحركات وإفشالها.
المراقبون وصفوا ذلك بالفشل الأمريكي الإماراتي في الانتصار على أهل الأرض واعتبروها صفعة موجعة تلقتها دول التحالف.
وأكد المراقبون أن عودة الموظفون إلى الحديدة دليل واضع على تراجع القرار الأمريكي عن معركة الساحل بعد كسر عظم التحالف المدعوم من البيت الأبيض.