في كل مرة يتحدث الكيان الصهيوني عن جيشه الذي لا يقهر، يُظهر الواقع خلاف ذلك، هذه المرة لم تكن صواريخ المقاومة الفلسطينية من تستمر في كشف مثل هذه المزاعم.
لقد جاءت ” الزلزلة” من الحدود المصرية الفلسطينية، حين أقدم الجندي المصري الشهيد محمد صلاح على اقتحام السياج الحدودي الذي يتواجد خلفه مجموعة من حرس الحدود الإسرائيلي في عملية نوعية تمكن خلالها من قتل ثلاثة جنود صهاينة وإصابة رابع إثر اشتباكين منفصلين، السبت الماضي.
الارتباك الإسرائيلي بعد العملية كشفته وسائل الإعلام العبرية، التي سخرت معظمها من ضعف جيش الكيان، فـصحيفة “هآرتس” العبرية قالت” تزعم تل أبيب أن جيشها لا يقهر، ولكن هجوم الجندي المصري على الحدود فضح ضعف جيشها ومحدودية أجهزته، وتقول الصحيفة إنه إذا كان هذا الهجوم بداية التغيير نحو الأسوأ، فسيتعين على الجيش الإسرائيلي التفكير في تخصيص موارد ووسائل إضافية، وربما حتى إضافة قوات أفضل تدريباً، على الأقل لفترة محدودة.
أما التلفزيون الإسرائيلي عبر قناته الـ13 فقد تساءل “كيف تسلل الجندي المصري بمفرده إلى الأراضي الإسرائيلية؟.. كيف بقي جنود الجيش بلا حياة في الموقع لفترة طويلة”.. كيف لم يعرف أحد عن ذلك”.. كيف تجول الجندي المصري بحرية لساعات داخل الحدود ولم يتم القبض عليه”..؟
وفي ذات السياق قال المراسل العسكري لموقع “والا” الإسرائيلي أمير بوخبوط: “انهار مفهوم الجيش الإسرائيلي للدفاع في اللحظة التي أعقبت استثمار مليارات الشواكل على الحدود المصرية، وهناك العديد من الأسئلة العميقة والتي لا تتعلق فقط بالملاحظات التكنولوجية”.
بدوره قال الخبير في الشؤون الأمنية “للقناة 12” الإسرائيلية، يوسي ميلمان، إنّه “إذا تبين أنّ الجندي المصري عبر الحدود وانتظر الجنود الإسرائيليين، فهذا فشل مضاعف للجيش “، مضيفاً أنّ “التحقيق المشترك لن يجيب على الأسئلة الصعبة”.
ضربة على الحدود تصيب العمق
الرعب الصهيوني لخصته قناة i24NEWS الإسرائيلية، التي أبدت مخاوفها من أن يكون تصرف الجندي المصري تلقائيا، أم أنه جزء من تنظيم مسلح؟، وهو ما قد يثير المخاوف من تكرار مثل هذه الحوادث غير المحسوبة والمفاجئة، بحسب ما ذكرته.
هذه التساؤلات وغيرها من التناولات، حملت المرارة في طيأتها لدى المتلقي الصهيوني وقياداته، خاصة بعد وصفهم العميلة بأنها كانت دقيقة، وأن المجند المصري تجول داخل المعسكر لساعات قبل أن يبدأ التنفيذ.
يومان مرا فقط والانتقادات الموجهة لجيش الاحتلال تتصاعد، بل وحملت في جوفها القلق من استمرار استهداف جنودهم أو اختطافهم، الأمر الذي جعلهم يطالبون بتكثيف التعاون الأمني مع الجانب المصري، كما أمر قائد جيش الاحتلال، هآرتسي هاليفي، بتشكيل فريق للتحقيق في الإخفاقات التي حصلت، ورجح مسؤولون في قوات الاحتلال أن يتم عزل الضباط في القيادة الجنوبية المسؤولين عن هذا الفشل، بحسب تقرير لأمير بوخيوط المراسل العسكري لموقع “ويلا” الإسرائيلي.