متابعات/وكالة الصحافة اليمنية//
رغم هدنة أعلنها الطرفان كل من جانبه، تجددت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” في العاصمة الخرطوم، الأربعاء أول أيام عيد الأضحى، فيما رحب قائد الجيش رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان بـ”أي مبادرة تركية لوقف الحرب”.
ونشرت وسائل إعلامية سودانية إن اشتباكات عنيفة تجددت جنوب الخرطوم بـ”أسلحة ثقيلة وخفيفة”، ونفذ الطيران الحربي ضربات جوية على أهداف متفرقة، بالتزامن مع سماع دوي مضادات أرضية وتصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المناطق المستهدفة.
كما قصف الطيران الحربي تجمعات لقوات “الدعم السريع” في محيط جسر الحلفايا في مدينة بحري شمالي الخرطوم، وقصفت مدفعية الجيش الثقيلة تجمعات كبيرة لـ”الدعم السريع” في بمدينة أم درمان غرب العاصمة.
ويأتي ذلك رغم إعلان البرهان، مساء الثلاثاء، عن وقف إطلاق النار من جانب واحد في أول أيام عيد الأضحى، بعد أن أعلن قائد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مساء الإثنين، عن “هدنة من جانب واحد بمناسبة عيد الأضحى تستمر الثلاثاء والأربعاء”.
وخلَّفت الاشتباكات المتواصلة منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي أكثر من ثلاثة آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، بالإضافة إلى ما يزيد عن 2.2 مليون نازح داخل وخارج السودان أحد أفقر دول العالم.
وبرعاية سعودية وأمريكية، استضافت مدينة جدة السعودية على مدار أسابيع مفاوضات بين ممثلين عن الجيش و”الدعم السريع” توصلت إلى سلسلة هدنات جرى خرقها وتبادل الطرفان اتهامات بالمسؤولية عن ذلك، ما أدى إلى تعليق المفاوضات.
والأربعاء، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي أجراه مع البرهان، “جاهزية الحكومة التركية لمواصلة جهودها في تقديم المساعدات الانسانية للشعب السوداني”، بحسب وكالة الأنباء السودانية.
فيما أعرب البرهان عن تقديره لاهتمام أردوغان بالأوضاع في السودان، “لا سيما بعد اندلاع التمرد”، وأكد ” قبول السودان لأي مبادرة تركية لإيقاف الحرب وإحلال السلام في السودان”.
وبين البرهان وحميدتي خلافات أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح بدمج “الدعم السريع” في الجيش، وهو بند رئيسي في اتفاق مأمول لإعادة السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين، بعد أن فرض البرهان، حين كان متحالفا مع حميدتي، عام 2021 إجراءات استثنائية أبرزها حل مجلسي الوزراء والسيادة.
واعتبر الرافضون تلك الإجراءات “انقلابا عسكريا” على المرحلة الانتقالية التي بدأت في أعقاب عزل الرئيس عمر البشير (1989-2019)، بينما قال البرهان إنها تهدف إلى “تصحيح مسار المرحلة الانتقالية”، وتعهد بتسليم السلطة للمدنيين عبر انتخابات أو توافق وطني.