المصدر الأول لاخبار اليمن

إصرار أمريكي على استمرار معاناة الشعب اليمني

تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

ما كان في الماضي القريب مجرد تكهنات حبيسة الأبواب المؤصدة بشأن ضلوع الولايات المتحدة في حرب التجويع ومساعيها المتواصلة لعرقلة أي اتفاق قد يفضي للتوصل لحل ينهي الأزمة الإنسانية في اليمن التي وصفتها تقارير الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في العالم خلال قرن أصبح حقيقة ملموسة بعد تصريحات الساسة الأمريكيين بشأن ملف صرف مرتبات الموظفين المنقطعة.

مرتبات معقدة

 الأربعاء، وصف المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، مرتبات الموظفين المقطوعة في اليمن بـ”المعقدة”.

جاء ذلك في تصريح صحفي نشرته صحيفة “الاتحاد” الإماراتية.

وقال ليندركينغ، أن الولايات المتحدة تعمل للتوصل إلى اتفاق هدنة جديدة في اليمن أكثر شمولاً، موضحاً أن بعض القضايا، التي تتم مناقشتها، مثل كيفية ضمان حصول جميع موظفي القطاع العام على رواتبهم معقدة.

ولفت إلى أن عملية صرف المرتبات يمكن أن يكون لها آثار على مستقبل اليمن.

في السياق أعرب مراقبون وحقوقيون عن استغرابهم الشديد عن الآثار التي يمكن أن تهددها صرف المرتبات على مستقبل اليمن، خاصة أن قضية المرتبات إنسانية بحتة ما كان يجب أن تقايض بأمور عسكرية وسياسية.

ويتهم حقوقيون يمنيون الولايات المتحدة بتجاهل قضية معاناة الموظفين اليمنيين جراء قطع مرتباتهم ضمن حرب التجويع التي يمارسها التحالف بحق الشعب اليمني خارج القانون الدولي والقانون الإنساني.

وأعتبر الناشطين تلك التصريحات اعتراف ضمني بمشاركة واشنطن المباشرة في حرب التجويع ضد اليمنيين.

راية لواء التجويع

ودأبت الإدارة الأمريكية طيلة سبع سنوات منذ نقل البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء إلى محافظة عدن، الوقوف موقف المتفرج على معاناة الموظفين اليمنيين وتفاقم أوضاعهم الإنسانية، من دون أن تحرك ساكناً، بل وعملت على تزكية ودعم الاستمرار في قطع المرتبات كورقة ضغط ضد حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء.

المواقف والتصريحات الأمريكية الأخيرة، لم تكشف تحول سياسة الإدارة الأمريكية في تلغيم الملف الإنساني اليمني فقط، بقدر ما كشفت أن واشنطن هي في الأصل حاملة لواء حرب التجويع وقطع المرتبات المستحَقّة للموظفين اليمنيين.

وجاءت تصريحات المبعوث الأمريكي إلى اليمن، وسط أنباء تتحدث عن تعثّر المفاوضات اليمنية السعودية لوقف الحرب في اليمن ورفع المعاناة عن شعبه، مع وجود أنباء تشير إلى وصول وفد عُماني للعاصمة اليمنية صنعاء لتحريك تلك المفاوضات.

رد صادم

وفي سياق متصل  فصنعاء على ما يبدو رسمت بدقة ملامح إنهاء دوامة فراغ ما بعد الهدنة، ووجهت للسعودية وبقية دول التحالف وفي مقدمتها الولايات المتحدة رسائل تحذيرية مفادها أن صنعاء حاضرة للحرب وبجهوزية عالية في حال فشلت مساعي السلام واستمرت دوامة فراغ ما بعد الهدنة على حساب تفاقم الوضع المأساوي للشعب اليمني، وتجاهل الملف الإنساني.

الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى كشف في 30 يوليو الماضي، تعثر المفاوضات بين صنعاء والرياض ووصولها إلى طريق مسدودة إثر مماطلة الأخيرة وتهربها من صرف المرتبات المنقطعة.

وحذر المشاط في كلمته، من التواجد العسكري الأمريكي والأجنبي في الجزر والممرات البحرية الاستراتيجية اليمنية، مبيناً أن قوات صنعاء تعمل على تطوير قدراتها الصاروخية لاستهداف المواقع والمعسكرات الأجنبية في الجزر اليمنية.

وقال : “لا تقتصر حربنا مع العدو على المواجهة العسكرية، نحن نخوض حرب إرادات فهو يريد لنا الموت ونحن نطلب الحياة بعزة” مشيراً إلى أن الحرب والعدوان على اليمن عنوانه الجهل والجوع والفقر والحرمان لكن إرادة وصلابة وقوة أبناء الشعب اليمني هي التي منعت مخططات الأعداء، حسب قوله.

كما أكدت صنعاء على لسان أكثر من مسؤول باستهداف القوات الأمريكية، معتبرة إرسال قوات وسفن حربية إلى البحر الأحمر، عملا عدائيا.

قد يعجبك ايضا