تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
التزمت السعودية بحالة مريبة من الصمت تجاه أحداث حصار قصر معاشيق واحتجاز رئيس الوزراء في “الحكومة” الموالية للتحالف الليلة الماضية في عدن.
ويبدو أن صمت الرياض، بحسب مراقبين، ناجم عن صدمة في الأوساط السياسية السعودية، من حالة النزق غير المتوقعة، التي بادرت الفصائل التابعة لأبو ظبي إلى اتخاذها في عدن.
على أن حالة الذهول السعودية سحبت نفسها على معين عبدالملك نفسه الذي لم يصدر عنه أي بيان لتوضيح حقيقة ما حدث. بينما اكتفت قناة ” الحدث” السعودية مساء اليوم الاثنين بنقل تصريح لا يرتقي لمستوى الواقعة، حيث نقلت القناة تصريح عن مصدر مسؤول في مكتب معين عبدالملك، يؤكد حقيقة “محاصرة قصر معاشيق من قبل الفصائل التابعة لأبو زرعة المحرمي” دون أي تفاصيل أخرى.
ويبدو من وجهة نظر محللين سياسيين أن السعودية فضلت الاستمرار في سياسة الاحتواء، وعدم الذهاب للمواجهات العسكرية مع الإمارات في عدن. حيث أن أبوظبي لاتزال تحتفظ بالتفوق العسكري على الأرض، مقابل القوة السعودية التي تم انشائها في فبراير الماضي تحت مسمى ” درع الوطن” والتي يبدو أنها مازالت غير جاهزة لخوض غمار أي مواجهات عسكرية مع الفصائل التابعة للإمارات جنوب اليمن، وهو أمر كشفت عنه تغريدة الباحث السياسي السعودي المقرب من القصر، علي العريشي، والتي تقمص خلالها دور المصلح الاجتماعي، بالقول أن “القوة التي اقتحمت قصر معاشيق تدعي الانتماء لعضو مجلس القيادة الرئاسي أبو زرعة المحرمي” وهي تغريدة تختلف جذريا عن تغريدات التهديد التي كان العريشي يكيلها تجاه اتباع الإمارات في عدن خلال الأشهر القليلة الماضية، لكن بمجرد أن توافرت كل مبررات الغضب السعودي، تحول العريشي إلى حمل وديع.
ورغم أن معين عبدالملك عاد إلى عدن السبت الماضي، بموجب تفاهمات سعودية مع الإمارات، إلا أن الأخيرة، قررت وضع السعوديين أمام خيار المواجهة العسكرية، باقتحام قصر معاشيق، وهو خيار فضلت الرياض تجنبه والانحناء للعاصفة، حرصاً على عدم مغادرة السعوديين لعدن بشكل نهائي، بهزيمة منكرة على يد الإمارات.