تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
رغم مرور 33 يوماً على اغتيال المسؤول الأممي “مؤيد حميدي” في محافظة تعز، إلا أنه لم يتم حتى الآن الكشف عن الجهة التي تقف خلف الجريمة وكذا القبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة.
بينما ساهم صمت الأمم المتحدة تجاه اغتيال حميدي، في اضفاء نوع من الريبة حول جريمة الاغتيال، وخلق تجاهها ابعاد لم تكن ظاهرة ساعة ارتكاب الجريمة.
صمت مريب
ويعتقد مراقبون، أن هناك مساعي لإدخال جريمة اغتيال “مؤيد حميدي” في حالة موت سريري، وتهيئة الرأي العام المحلي والدولي، لنسيان الجريمة، من خلال التزام الصمت حيال جريمة الاغتيال سواء من قبل الأمم المتحدة، أو من جهة السلطات التابعة للتحالف في تعز، مع عدم استبعاد أن يتم استغلال القضية لأغراض سياسية وعسكرية لا تخدم الحقيقة، خصوصاً أننا نتحدث عن مناطق تحولت فيها جرائم الاغتيالات إلى فعل يومي، لم يعد هناك من يكترث لها، حتى وإن كانت الجريمة قد طالت هذه المرة شخصية دولية.
ويبدو أن عدم تقديم أي معطيات حول الجريمة يجعلها تذهب إلى طور الجرائم الاعتيادية في مناطق سيطرة التحالف، وبما يعني أن شركاء العمل الإنساني قد يكونون هدفاً سهلاً للقوى المتصارعة جنوب وشرق اليمن، والتي يعمل خلالها كل فصيل على وضع الآخر في مواقف ضعف محرجة أمام العالم.
أين القتلة ؟
في 26 يوليو الماضي، قال سمير حميدي شقيق المسؤول الأممي في تصريحات صحفية إن “الأمم المتحدة ابلغتنا أن الحكومة اليمنية القت القبض على 12 شخص مشاركون في جريمة قتل أخي بينهم سائق الدراجة النارية والمسلح الذي اطلق الرصاص صوب جسد شقيقي “مؤيد” لكنهم بعد ذلك لم يخبرونا أي شيء جديد عن أسماء القتلة أو إلى أين وصلت التحقيقات”.
وطالب سمير حميدي، من قبائل اليمن الشريفة القيام بالقبض على قتلة أخي وتقديمهم للمحاكمة.
تصريحات “سمير حميدي” طرحت الكثير من علامات الاستفهام والتعجب خاصة أنها جاءت بعد يومين من تصريح “نبيل شمسان” محافظ حكومة” التحالف في تعز، بأنه أطلع الأمم المتحدة على نتائج التحقيقات مع المتهمين عبر الانترنت وبأن حكومته طالبت من الأمم المتحدة إشراك محققين دوليين في الجريمة، وهو مالم تعلن عنه المنظمة الأممية التي ناءت عن نفسها الرد على تلك التصريحات.
ومن باب نفض الغبار عن عاتق مسؤولية الأمم المتحدة، دعا منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، “ديفيد غريسلي”، الأحد الماضي، في تصريحات صحفيه “لم ترتقي لمستوى الجريمة”، إلى تقديم مرتكبي جريمة اغتيال “مؤيد حميدي” إلى العدالة بشكل عاجل.
وعلى مايبدو حسب المراقبين، فأن الأمم المتحدة من خلال تصريحات “غريسلي” لم تعلم حتى الآن أن شرطة تعز عجزت في القبض عن المتهمين في الجريمة، هذا أن كانت شرطة تعلم من هم القتلة ودوافع الجريمة، أو أن المنظمة في الأساس لا تريد أن تعلم لشيء ما في نفس يعقوب.
ليبقى السؤال الأبرز هنا عن سر صمت الأمم المتحدة جراء جريمة اغتيال أحد موظفيها بدم بارد في تعز، ولماذا لم يتم الكشف عن القتلة ؟!.
مخطط دُبِّر بليل