خاص /وكالة الصحافة اليمنية//
لا يملك الاتحاد الأوروبي تجاه اليمن سوى إصدار البيانات، إما الترحيبية ببعض الجهود التي تبذل من قبل أطراف الصراع، أو الإعلان عن الدعم المالي الذي لا نعلم أين ينتهي به المطاف؟
تصريحات متواصلة عن دعم السلام في اليمن، وتأكيدات متتابعة عن أهمية إنهاء الحرب على اليمن؛ لكن على أرض الواقع، لا يقدم الاتحاد الأوروبي أكثر من هذه الخطب التي لم تعد مجدية في ظل معاناة شعب اليمن منذ قرابة تسع سنوات.
وفي الوقت الذي تتباين فيه المواقف الدولية بشأن السلام في اليمن، ما بين من يرى أن الحرب لن تنتهي طالما أرادت واشنطن ذلك، وبين من يرى أن الحرب قد تستمر، لانعدام التوافق الدولي حول ذلك بما يتناسب مع الإرادة السياسية للعاصمة صنعاء التي لا تطالب بأكثر من العدالة وإنصاف اليمنيين من هذه الحرب، يلعب الاتحاد الأوروبي دور المتفرج الذي لا يلق بالا لايجاد حلول فعلية تنهي هذه الحرب وآثارها الاقتصادية، فما يقدمه مجرد “ترقيع” لـ ” ثقوب اسفنجية” كلما اعتبر أنه نجح في تقديم مبادرة، هطلت المزيد من المآسي يومًا بعد أخر.
قال الاتحاد الأوروبي، في بيان صحفي اليوم الخميس، أنه ملتزم بالسلام في اليمن ودعم تدابير بناء الثقة التي تيسرها الأمم المتحدة بين أطراف النزاع لتحقيق عملية سياسية شاملة.
وأضاف إن التمويل الذي قدمه والمقدر بـ ثلاثة ملايين يورو للمرحلة الثانية لمرفق الأمم المتحدة لدعم السلام في اليمن، يهدف لدعم آلية المنح الصغيرة المنشأة حديثاً التابعة لمرفق دعم السلام، وتوفير الفرص لمنظمات المجتمع المدني المحلية لتنفيذ برامج بناء السلام في جميع أنحاء اليمن، ولا سيما المنظمات والمبادرات التي تقودها النساء.
وقال سفير الاتحاد الأوروبي إلى اليمن، جابرييل مونويرا فينيالس” اليوم، نجدد التزامنا تجاه مرفق دعم السلام بمساهمة قدرها ثلاثة ملايين يورو، ستمول هذه المساهمة تدابير بناء الثقة وغيرها من الأنشطة المتعلقة بالسلام التي تدعم جهود الوساطة التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة وتحقيق السلام المستدام لليمنيين”.
من ناحيته رحب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج، بالدور الذي يلعبه الاتحاد الأوروبي في دعم السلام في اليمن، بما يشمل مساهمته في مرفق الأمم المتحدة لدعم السلام في اليمن.
إنهاء الحرب والحصار أولوية
ويرى كثير من المراقبين أن الدعم الدولي المقدم لليمن لا يعالج المشاكل الأساسية في البلاد، وبدلاً من إحداث ضغط دولي لرفع الحصار، يركز المجتمع الدولي على تفعيل قضايا أقل أهمية بعيدة عن المشاكل المركزية التي تعاني منها البلاد.
وإذا ما أستمر الاتحاد الأوروبي يتحرك في دائرة مفرغة بعيداً عن مشكلة اليمن الأساسية ، والمتمثلة بإنهاء الحرب ورفع الحصار؛ فإن ما سيقدمه الآن ومستقبلا مجرد دعاية سنوية لأعماله التي يجني من خلالها المليارات، تحت مسمى تقنين الكوارث الإنسانية الناتجة عن الحروب والتدهور الاقتصادي.
الاتحاد الأوروبي لم يصدر خلال الـ9 السنوات الماضية من الحرب على اليمن، أي بيانات تنتقد الدول الأوروبية التي ترسل أسلحتها إلى السعودية والإمارات لتستخدمها لقتل المدنيين في اليمن، بل ولم يطالب بمحاسبة أي شركة أسلحة أو تذكيرها بالمبادئ الإنسانية وحق التعايش السلمي بين الدول، بل عمد بدلا عن ذلك إلى إنعاش حملات التبرع في أوروبا لإنقاذ شعب يأتيه الموت من نفس القارة.