خاص // وكالة الصحافة اليمنية //
لم تقتصر الصوفية في اليمن على الاستسلام والخضوع لـ التمدد الوهابي الذي نخر في جسم الصوفية على مستوى المناطق الإسلامية، ابتداءًا من باكستان حتى السودان.
على مر الإعوام السابقة ومنُّذُ سطوع سرطان الأمة” الوهابية ” عملت جاهدةٍ في ابتلاع المتصوفين في أفريقيا وآسيا والسعي نحو إرساء الفكر الوهابي المُتطرف.
ففي أفريقيا كان المزاج العام لأهل السودان صوفيٍ منذ أن دخل الإسلام البلاد، حتى أتى سرطان الوهابية الممُتد من السعودية، فتحكمت الأقلية التي ليس لها هوية بالحُكم، وحوُربت الصوفية ورجالها في كُل مسجدٍ ومدرسة ،وعمدت الوهابية على تقليص رجالها وامتصاصهم لعدة مذاهب متطرفة، بل وعملت حكومة “البشير “على منع أي كتابٍ مؤلف للطبع يرجع لعالمٍ أو شيخ صوفي، حتى لو أعتمد على أسس وقواعد البحث العلمي أو خضع للقواعد العلمية البحتة ، فمنع مجمع الفقه السوداني طباعة كتابين للشيخ العالم المناضل علي حامد الخليفة أحدهما بعنوان ( من هم أهل السنة والجماعة ) كما كتابهُ الأخر من الطباعة والذي يحمل عنوان( هل هناك بدعة حسنة )
لم يكُن الشيخ علي حامد إلا غيضٍ من فيض من العلماء الذين تم تكميم أفواههم من قبل النظام الحاكم الممتد وهابيًا إلى مسقط الرأس ( آل سعود)
كان هذا في ظل انتشار كتب الوهابية ووصولها إلى بلاد السودان بالحاويات المغمورة بتوقيعات كبار التكفيريين والإرهابيين، بسياستهم الباردة في التعتيم والتحجيم، كما كانت شاكلة الفكر الوهابي (لتنظيم القاعدة وداعش )
وبتلك الأسباب الواهية التي يتذرعون بها في كُل زمان ومكان، أمثال ((أن أهل السنة يرفضون تعدد البدع وأنواعها وكل بدعة عندهم ضلالة وكل ضلالة في النار) تقنع المنبوذين والمطرودين من دعاة الإرهاب والتكفير على شاكلة ((العودة والعريفي والقرني))، بمثل هذه من سفاسف الأمور بما يخدم ويوطد هذا الفكر المُنحل حتى أخلاقيًا، ليس لمصلحة يُراد بها أرضا الله ورسوله بقدر ما يرضون آل سعود وأسيادهم من أمريكا وإسرائيل.
الصوفية في اليمن ورجالها لم يكونوا كضحايا السودان وغيرها في المنطقة الإسلامية، فهم يعرفون حجم الفكر الوهابي الذي ما يبرح في استهدافهم غمضة عين، وكما لم يستطع الفكر الوهابي أن يدحض ويمحو “الزيدية”، كذلك فشل في محو الصوفية، الأمر الذي جعل رجال الفكر الوهابي يشُرعنوا العدوان العسكري الغاشم على اليمن، ويصدروا فتواهم بسفك دماء اليمنيين وحرق الشجر والحجر مُتجاهلين كلام الله ورسولهِ الذي ما لبثوا يومًا باللهج بذكرة، لأسباب تجلت لرجال الصوفية قبل الزيدية.
الحديدة والتي تعتبر الكرسي الأول للصوفية والمتصوفين ، تجلت مواقفهم الواضحة والقوية خلال صد الوهابية التي يُراهن عليها اليوم .
مراهنة العدو على محافظة الحديدة استراتيجيًا، مقرون بمراهنة الوهابية على أستأصل الصوفية، ليس بالسياسة الباردة في السودان وإنما بقوة السلاح المُعزز بقوة الفكر المُتطرف التكفيري.
فلم تنزوي في “الروابط العلمية ” فقط، فكان لعلمائهم الدور الكبير في توحيد الصف ولم الشمل ضد الخطر القادم من الصحراء، بعد أن فشل على مر 33 عامًا على أن يٌقلص من حجمها بعض الشيء.
في (تعز ، وإب ، وحضرموت) والعديد من المحافظات وقفت الصوفية وقفتها المبكرة وقوف الرجال المؤمنين ، بعكس غيرهم من الأحزاب والجماعات ، التي سارعت في الارتماء في أحضان آل سعود وفكرهم التكفيري .