واشنطن/وكالة الصحافة اليمنية//
سلطت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية الضوء على ما وصفتها بالمخاطر الناجمة عن اسراف الدول الخليجية وفي مقدمتها السعودية وقطر والإمارات على شراء أندية ولاعبي الكرة الأوروبية.
واستشهدت المجلة بشراء الإمارات لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي والسعودية لنادي نيوكاسل وقطر لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل نجحت السعودية مؤخرا في في إحضار لاعبين بارزين للعب لصالح أنديتها في الدوري السعودي المحلي مثل كريستيانو رونالدو في النصر، وكريم بنزيمة في الاتحاد ونيمار في الهلال.
وذكرت المجلة أن تلك المساعي السعودية والخليجية أثارت انتقادات حول “استخدام المال لخنق المنافسة في أوروبا، بشكل يهدد كرة القدم، وجعلها أقل متعة.
فعلي سبيل المثال تمكن نادي مانشستر سيتي، المملوك لحكومة الإمارات، من الفوز بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الثالثة على التوالي؛ بينما فاز فريق باريس سان جيرمان، المملوك لقطر ببطولة فرنسا للمرة الثامنة خلال عشر سنوات.
والشهر الماضي، قدم الدوري الإسباني لكرة القدم، شكوى إلى المفوضية الأوروبية ضد باريس سان جيرمان، بحجة أن تمويله القطري ينتهك قواعد الاتحاد الأوروبي التي تقيد الإعانات المالية من خارج الكتلة.
وأفادت تقارير أن مانشستر سيتي أنفق مبلغا ضخما قدره 380 مليار دولار على عمليات الانتقال.
وقال بيير روندو، خبير الاقتصاد الرياضي في كلية الإدارة الرياضية في باريس، للمجلة “آمل أن تكون هناك صحوة بشأن الخطر الحقيقي الذي تمثله الصناديق السيادية الخليجية على المنافسة وعلى مشهد كرة القدم الأوروبية”.
من جانبه، قال جان باسكال جايان، الخبير الاقتصادي المتخصص في الرياضة في جامعة رين “لكي تكون الرياضة ترفيهية، فإنها تتطلب مستوى معينا من التنافس على قدم المساواة، وهذا اختفى إلى حد كبير في فرنسا مثلا”.
وقال كيران ماجواير، خبير تمويل كرة القدم في جامعة ليفربول “كان البعض ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها وجهة تقاعد اللاعبين، لكن وكلاء اللاعبين الذين قد يفكرون في الذهاب إلى الولايات المتحدة، سيقولون إن خيارهم الأول يجب أن يكون الدوري السعودي، حيث لا توجد تدابير للتحكم في التكاليف هناك (تسقيف قيمة العقود)، وقد رأينا مستوى الأجور المتاحة.
شهية مستمرة
لكن ما يثير القلق بالنسبة لأوروبا هو أن شهية السعودية لا تتوقف عند اللاعبين في سنوات تقاعدهم،
ففي يوليو الماضي، تم نقل المهاجم الفرنسي، آلان إيريني سان ماكسيمان، البالغ 26 عاما من نيوكاسل إلى النادي الأهلي السعودي.
ويخضع كلا الفريقين لسيطرة صندوق الاستثمارات العامة السعودي،
وقد أثارت هذه الخطوة غضب الأندية الإنجليزية الأخرى، التي تشعر بالقلق من أن رسوم النقل قد تم تضخيمها وتصل إلى ضخ غير منتظم لرأس المال إلى نيوكاسل.
ومع انقلاب الدوريات الوطنية رأسا على عقب، وارتفاع أسعار الانتقالات إلى أعلى المستويات، و”اختطاف” كبار اللاعبين من القارة، فإن السؤال هو ما إذا كانت كرة القدم الأوروبية قادرة على فعل أي شيء حيال ذلك.