أثار ناشطون قضية التفاوت في أسعار الاسماك، بين صنعاء وعدن، التي كشفت الاستغلال البشع الذي يعيشه المواطن في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف.
فقد وصل سعر كيلو الجمبري إلى 000 12 ريال في عدن، بينما يبلغ سعره في صنعاء الفين ريال بحسب الناشطين.
تبعد صنعاء عن أقرب نقطة في ساحل اليمن الشرقي 378،27 كم، ما يعني أن سعر الكيلو الجمبري القادم إلى صنعاء يشمل أسعار نقل تمر بنقاط جبايات على امتداد الطريق في مناطق سيطرة التحالف، على عكس عدن الواقعة على ساحل البحر العربي.
يعتقد ناشطون من أبناء مدينة عدن، أن تفاوت أسعار الأسماك بين صنعاء وعدن، يُعري مجدداً حقائق حرب التجويع، ورغم قرب مدينتهم من الساحل، وموقعها الاستراتيجي؛ إلا أن هذا القرب، لم يعف أبناء المدينة من دفع ثمن باهظ ضمن صراع القوى الدولية الساعية إلى فرض تواجدها في اليمن.
جرت العادة في مقارنات الأسعار بين صنعاء وعدن على خلق شعوراً بالخيبة لدى المواطنين في المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرة التحالف، لتؤكد لهم أن حرب التجويع التي يتعرضون لها لا تقل شراسة عن تلك التي ينفذها التحالف بحق المواطنين في مناطق سيطرة حكومة صنعاء.
اليوم الاثنين، أعلن الصحفي فتحي بن لزرق من أبناء مدينة عدن أنه جلب 25 كيلو جمبري من صنعاء إلى عدن، في مفارقة تكشف مرارة الوضع في عدن التي يتخذها التحالف عاصمة بديلة.
منذ بداية حرب التحالف على اليمن، فقدت العملة اليمنية أكثر من 500% من قيمتها في مناطق سيطرة التحالف، بسبب إقدام الحكومة المدعومة من الرياض بطباعة خمسة ترليون ريال من العملة المحلية؛ لكن في مقابل تضخم العملة المحلية وتراجع القدرة الشرائية للريال اليمني في عدن، لم تقم الحكومة التابعة للتحالف برفع قيمة الأجور، كما يحدث في جميع دول العالم التي تفقد فيها العملة المحلية قيمتها أمام الدولار.
بالنسبة لأبناء عدن تأخذ مسألة ارتفاع الأسماك حساسية خاصة، حيث أن أبناء عدن يعتمدون على الأسماك باعتبارها وجبة أساسية على موائدهم.
في يونيو الماضي أعلنت الحكومة التابعة للتحالف في عدن منع تصدير الأسماك خارج البلاد، لكن القرار لم ينفذ على أرض الواقع، كون الدول المستفيدة من تصدير الأسماك هي نفس الدول التي تتحكم بالقرار في تلك المناطق، ويبدو أن تلك الدول غير مستعدة للتنازل عن احدى الامتيازات الصغيرة لترك أبناء عدن على قيد الحياة.