باريس/وكالة الصحافة اليمنية//
قالت مجلة “جيو”الفرنسية إن جزيرة سقطرى اليمنية تعتبر منذ فترة طويلة ملاذاً للسلام، وهي الآن تحت التأثير الخبيث للإمارات التي تدهورت علاقاتها مع السعودية، التي خاضت حرباً منذ فترة طويلة حتى المحادثات الأخيرة.
وأكدت المجلة الفرنسية المتخصصة في القضايا الجيوسياسية أن أرخبيل سقطرى يقع قبالة الساحل الجنوبي لليمن ، وكان لعدة سنوات مركزا لمصالح جيواستراتيجية مختلفة نظرا لموقعه المميز للغاية، وتقع الجزيرة بالفعل في وسط أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاما في العالم، وهو خليج عدن الذي يؤدي إلى قناة السويس.
وأفادت أنه إلى جانب أصوله الجغرافية، اعتبر الارخبيل منذ فترة طويلة “جزيرة سلام” بمنأى عن القتال الدائر في البر الرئيسي للبلاد؛ لكن رغم أن أرخبيل الجنة المزين بأشجار التنين يتبع رسميا لليمن، إلا أن الإمارات تحاول بكل الوسائل الاستيلاء على الجزيرة وفصلها عن السلطة الإدارية اليمنية منذ عام 2018، وجعلها تابعة لأراضيها الخاصة.
وذكرت المجلة أن هذه السياسة التوسعية التي تنتهجها أبو ظبي ساهمت إلى حد كبير في إضعاف الهدوء الاستثنائي الذي ينبعث من هذه الجزيرة منذ سنوات؛ فقبل التركيز على الأهمية التي تمثلها سقطرى بالنسبة للدولة الشرق الأوسطية، من المهم التذكير بالالتزامات الأولية التي تم الحفاظ عليها بين الرياض وأبو ظبي فيما يتعلق بالسياق اليمني.
خطة الإمارات الخفية
وتشير المجلة الجيوسياسية، إلى أنه بعد عامين من بدء الحرب، بدأت الإمارات تتبع “أجندة خفية” تهدف إلى إنشاء “إمبراطورية بحرية في اليمن”، ومع ذلك فأن الجزيرة اليمنية تمثل “ساحة مهمة لممارسة السلطة” بين البلدين في شبه الجزيرة العربية.
المجلة تابعت بالقول: هذا صحيح بشكل خاص عندما نعلم أن الإمارات والسعودية تشتركان في نفس الهدف المشترك: هزيمة قوات صنعاء كما يؤكد مركز كارنيغي للشرق الأوسط؛ لذا ولتحقيق أهدافها، حاولت أبو ظبي السيطرة على الساحل الجنوبي للبلاد من خلال دعم ومساندة ” وكيل يمني محلي” يسمى “الحراك الجنوبي” الذي يدعو إلى استقلال جنوب اليمن.
سيطرة أبو ظبي على سقطرى
المجلة رأت أنه على الرغم من ذلك، نشرت الإمارات في 30 أبريل 2018، مئات المركبات العسكرية المدرعة والجنود في جزيرة الفردوس-” سقطرى”، مستفيدة من التوترات التي تضعف البلاد.
وتضيف المجلة أن الإماراتيين سعوا أيضا إلى استغلال الثروة الطبيعية المذهلة في سقطرى، من أجل تطوير أنشطة السياحة البيئية.. دون أن ننسى إنشاء خط جوي مباشر بين العاصمة الإماراتية أبوظبي وجزيرة أشجار دم الأخوين.
المجلة أوضحت أن بعض المختصين الدوليين يشيرون إلى أن النفوذ الخفي للإمارات على سقطرى يساهم بشكل كبير في تدهور علاقات الدولة مع السعودية، ومع ذلك فأن المواقف الاستراتيجية لأبوظبي بشأن الأرخبيل هي دليل ضمني على تغيير السياسة الإماراتية تجاه اليمن.