تحليل / ميخائيل عوض/ وكالة الصحافة اليمنية//
سؤال لابد من حسمه، فالنظام العالمي ينشا بديلا او ترميما وتطويرا لنظام تأسس في عالم ساد” وقد اختبرت البشرية كل النظم الممكنة في العالم الرأسمالي الذي ساد؛ من متعدد القطبية محترب الى ثنائي واحادي، والبشرية في تجاربها ترتقي ولا تعود الى الماضي وادواته ونظمه فقد اصبحت في خبر كان الفعل الناقص” وفي حالتنا في العصر الحضاري الثاني للإنسانية الذي دشنته اتفاقية وستفاليا واطلقت عفاريت الرأسمالية التي انتجتها بريطانيا واوروبا الغربية، بطابعها العدواني والليبرالي.
ذاك العصر مر بالعديد من الأنظمة العالمية حتى بلغ ذروته في سيادة الرأسمالية على مستوى الكرة الارضية وتطورت وبلغت ذروتها بالليبرالية المتوحشة بقيادة امريكا وامركتها العالم والحياة البشرية بما سمي العولمة المتداعية في عواصمها، بعد ان هيمنت وتفردت وبلطجت.
فالعالم القديم الموصوف بالانكلو ساكسوني اخذ مداه وهيمن لأربعة قرون وبدل من جلده واختبر كل واي من فرصه، وتمت تجربه كل الوصفات الممكن استخلاصها منه بما في ذلك حقبة الاتحاد السوفيتي الموصوفة خطا بالاشتراكية انما هي كانت محاولة لاغتصاب التاريخ والأزمنة وفرض صيغ من خارج الحقبة الا انها اخفقت وعبرت عن نفسها بصفتها تجربة من لدن النظام نفسه وقيمه وقواعده وانماطه” رأسمالية الدولة الاحتكارية التي راوحت مكانها ولم تنجح بالارتقاء لتكون الحقبة الدنيا من الشيوعية المعروفة بالاشتراكية”. وبانفجارها اطلق العنان لليبرالية التي اخذت مداها وعبرت عن طبيعتها المتعسفة والمتوحشة.
العالم القديم اخذ وقته واختبر كل ما يستطيع وبلغ الشيخوخة ولم يعد قادرا على ترميم نفسه او ابتداع وسائل وادوات تجميل.
في رحمه ومن صنعه وبأحشائه ولد جنين العالم الجديد اي العصر الثالث للحضارة الانسانية، تماما كما هو نشأ في رحم سابقه.
فقد اختبرت البشرية تجارب وحاولت ودفعت اثمان باهضه جدا من الارواح والعمران ومن بكارة الطبيعة، ونهبت وبددت الثروات، ومنتجات البشرية، وسيقت البشرية الى الحروب والتدمير، وتقف على عتبه الحرب النووية ومخطرها بتدمير الحياة البشرية.
حقبة المخاض والطلق طالت وكلفت الكثير، وجالت القارات ومجالات الحياة كافة وتتخذ في اوكرانيا لأول مرة في التاريخ صفة الحرب الشاملة، ومازال الخطر ماثلا؛ بان يموت المولود والوالدة وتعود البشرية الى العصر الحجري.
موجبات ولادة العالم الجديد اي انتقال البشر الى العصر الحضاري الثالث يستوجبها ليس فقط انكشاف وعجز النظام الرأسمالي عن الاستمرار بعد ان نفذت صلاحيته، واعطا كل ما يمكنه. بل والاهم منتجات البشر انفسهم فالثورة التقنية الرابعة والشبكات والذكاء الاصطناعي والجوائح ومنها كورونا والحروب، وما فرضته من ادوات ووسائل انتاج جديدة لا تنتمي للعالم الرأسمالي، كما تؤسس لثقافات وهويات وعلاقات اجتماعية واليات وقواعد توزيع تتعارض الى حد الفناء مع قيم وادوات وثقافة الرأسمالية، كما تحولات المناخ والمتغيرات على الطبيعة واضطراب الكرة الارضية نفسها وعلاقتها بالأجرام وتأثيرات الفضاء وعناصره، والاحترار وعدد السكان والتكاثر بحسب المتوالية الهندسية لا الحسابية ايضا تفرض نفسها وحاجاتها وتستعجل الولادة التي طال مخاضها واشتدت حالة لاستعصاء، والامر بين الموت والولادة لا طريق ثالث….
لماذا افريقيا ونهوضها يسرع الولادة؟؟