نشرت مجلة “جاكوبين” الأمريكية تقريرًا للصحفي “سيموس مالكقافزالي” نُشر أمس السبت، تناول فيه سعي أمريكا الحثيث لتطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني والسعودية.
وقال التقرير: تضغط أمريكا من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين “إسرائيل” والسعودية قد يتضمن توقيع الولايات المتحدة على اتفاقية دفاع مع المملكة. وبالتالي فإن الولايات المتحدة سوف تكون ملزمة بالدفاع عسكرياً عن دولة لا توجد فيها مؤسسات ديمقراطية، حتى بالاسم.
تأتي هذه الجهود الأمريكية للتوسط في علاقة بين “إسرائيل” والسعودية رغم أن الطرفين لم يكونا في حالة حرب منذ ما يقرب من خمسين عامًا، وهي الصفقة التي تشير التقارير إلى أنها قد تتضمن توقيع أمريكا على اتفاقية دفاع مشترك مع المملكة ، ومع “إسرائيل” أيضًا بحسب التقرير.
ونوه التقرير إلى أن الصفقة قيد التنفيذ الآن هي جزء من دفعة متجددة لاتفاقيات التطبيع، وهي سلسلة من إنجازات السياسة الخارجية توسطت فيها إدارة ترامب والتي من خلالها طبع الكيان الصهيوني مع الإمارات، والبحرين، وقد روج الكيان للتطبيع باعتباره علامة فارقة في العلاقات اليهودية الإسلامية.
التقرير وصف تلك الاتفاقيات بأنها مجرد صفقات مباشرة، الهدف منها اعتراف بعض الزعماء بالكيان الصهيوني.
في الواقع، كانت الاتفاقيات أقل من كونها اتفاقيات سلام بقدر ما كانت مجرد صفقات مباشرة، مقابل تنازل دبلوماسي كبير. حتى التطبيع مع المغرب مقابل اعتراف الولايات المتحدة باحتلالها للصحراء الغربية. وسيوقع السودان اسمه على الاتفاق مقابل قيام الولايات المتحدة بإزالته من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأشار التقرير إلى دور الرياض فيما يتعلق بمشروع الممر التجاري الضخم، حيث ستمر خطوط الشحن والإنترنت والسكك الحديدية الجديدة من الاتحاد الأوروبي إلى الهند عبر كل من “إسرائيل” والرياض. الجزء الأكبر من اللغز هو رغبة السعودية في البدء فيما يزعمون أنه برنامج نووي مدني؛ لكن إصرار على هذا الخط من الحجج لصالح جانبها قوبل بآخر انقلاب من جانب ولي العهد نفسه، الذي قال في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز: “إذا حصلت [إيران] على واحدة، فعلينا أن نحصل عليها”.
ومع ذلك، ظهرت أصوات في منشورات مثل صحيفة وول ستريت جورنال تصر على أنه لا ينبغي “توبيخ” السعودية بسبب سعيها للحصول على الطاقة النووية، وأن “المخاطر يمكن إدارتها”. (ليس من قبيل الصدفة أن هذه الأصوات جاءت من مؤسسات بحثية يتدفق عليها ما يقرب من مليون دولار من المنظمات المتحالفة مع الحكومة السعودية).
إن الحجة الداعية إلى إبرام اتفاق دفاعي مع السعودية يتم وضعها الآن بشكل مباشر ضمن الازدراء المتجدد للانفراج مع إيران من قبل محمد بن سلمان. أكمل السلك الدبلوماسي السعودي مؤخرًا تقاربًا تاريخيًا مع إيران، والذي شهد إعادة فتح سفارتها في طهران، وتعيين سفراء جدد، وبدء محادثات لم يكن من الممكن تصورها سابقًا مع حكومة صنعاء.
وعود غامضة
ووصف التقرير وعود محمد بن سلمان لفلسطين فيما يتعلق بالتطبيع مع الكيان الصهيوني بالغامضة، حيث عبر فقط عن رغبته في “تيسير حياة” الفلسطينيين، وهو ما يمكن تسميتها بسياسة حافة الهاوية، المثيرة للقلق في أي وقت.
وختم التقرير بالقول إن السبب وراء سعي السعودية للحصول على الحماية الصارمة من الولايات المتحدة ليس أمراً يصعب فهمه، بعد إعلانها الحرب على اليمن وتعرض أبرز منشآتها للقصف بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، التي وصلت حتى إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي.