السعودية بين كماشة الضغوط الإماراتية وابتزاز حزب الإصلاح
تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
تشير التصريحات الصادرة عن أطراف موالية للسعودية في “مجلس حضرموت الوطني” إلى أن الأخير قد يكون مصيره الفشل في ظل احتدام الخلافات بين مكوناته.
وأعلن مساعد رئيس تحرير صحيفة “عكاظ” السعودية، عبدالله الهتيلة، في تغريدة له على منصة “إكس” موقفاً جديدا للرياض لسلخ محافظة حضرموت عن اليمن.
وقال الهتيلة “نؤكد مراراً وتكراراً أن حضرموت ستكون بمنأى عن أي تجاذبات وأنها تسعى لتثبيت إدارتها للمحافظة ذاتياً بحكمة أهلها وحرصهم على مستقبلها”.
ويبدو أن تصريحات “الهتيلة” تأتي معبرة عن حجم الشرخ القائم حالياً بين أطراف “مجلس حضرموت” الذي تم الإعلان عنه في الرياض في 21 يوليو الماضي، سبق لبعض الأطراف المشاركة في تأسيس المجلس أن أعلنت احتجاجها من المماطلة في إعلان هيئة رئاسة “مجلس حضرموت” متهمة المحافظ مبخوت بن ماضي وبعض القوى بالسعي إلى احتكار رئاسة المجلس وفق تشكيلة معينة تخدم الرياض أولا وأخيرا وفق سياسية الاقصاء لبعض المكونات وترحيل حفل اشهار المجلس من شهر لآخر بعد أن تقرر في منتصف سبتمبر الماضي.
أظهرت الخلافات التي اعترت “مجلس حضرموت” استمرار الخلل البنيوي الذي تعايشه قوى التحالف في اليمن، رغم محاولات الترقيع التي لجئت إليها السعودية من خلال إعادة التحالف مع حزب الإصلاح لمواجهة ضغط الإمارات في المحافظات الشرقية لليمن.
وكما يبدو أن الرياض لم تتمكن من احتواء طموح جماعة الإخوان في اليمن “حزب الإصلاح” الذي كان له حضور كبير في الاجتماعات التي افضت إلى إعلان تأسيس “مجلس حضرموت” والذي فضل خلال الإعلان عن مبادئه الاحتفاظ بالعصى من المنتصف، من خلال مسايرة رغبات السعودية في سلخ حضرموت عن اليمن، في حال ذهبت البلاد إلى التقسيم، والإبقاء في نفس الوقت على حضرموت ضمن اليمن الواحد في حال فشلت مساعي التقسيم.
يعاني “مجلس حضرموت” من مخاض متعسر لولادته على أرض حضرموت بسبب استغلال حزب الإصلاح لحالة الضعف السعودي والاحتياج لفصائل الحزب التي تسيطر على مديريات وادي وصحراء حضرموت أمام الاطماع الإماراتية في تلك المناطق.
استطاع الإصلاح تكبيل السعودية بالعديد من القيود التي تحتم عليها إما القبول بشروط قياداته أو القبول بإمكانية استحواذ المكونات الموالية للإمارات على مديريات وادي حضرموت، في مشهد سياسي وعسكري وصف بالورقة الأخيرة بيد “جماعة الإخوان” من خلال التمسك بآخر المناطق الجنوبية والشرقية لليمن بعد عملية اقصاء ممنهجة قادتها السعودية ضد الحزب في عدن وسقطرى وشبوة وأبين منذ سيطرة فصائل الإمارات على عدن في منتصف أغسطس 2019م.
وسط حالة الشد والجذب الحاصلة بين قوى التحالف الإقليمية تبرز الأطماع الأمريكية من خلال تواجد قواتها في محافظة حضرموت ومناطق الساحل الشرقي لليمن على بحر العرب لتتكشف ملامحها جليا من خلال الاهتمام الأمريكي المتزايد بحضرموت وشقيقتها المهرة التي وصلت إلى حد تجول فرق من المارينز الأمريكي في ضواحي مدينة سيئون مركز مديريات الوادي والصحراء على غرار ما حدث في مديرية “الغرفة” وسط محافظة حضرموت نهاية أغسطس الماضي.