ميناء “جوادر” الباكستاني.. هل سنقول وداعاً دبي؟!
وكالة الصحافة اليمنية: خاص
تشير الدراسات والتحليلات الاستراتيجية ان ميناء “جوادر” الباكستاني سيشكل صراعاً اقليماً ودولياً وسيغير قواعد اللعبة في المنطقة باسرها.
ففي الوقت الذي يحاول فيه الاحتلال الاماراتي الاستحواذ والسيطرة على موانئ عدن وبعض الجزر اليمنية لصالح المستعمر القديم “بريطانيا” والجديد الولايات المتحدة الامريكية التي تقف وتدعم هذا الاحتلال.
وفي نفس الوقت نجد روسيا تقف الى جانب الصين وباكستان، مما يؤكد ان الصراع اصبح دولياً من اجل السيطرة والنفوذ، الذي ستصبح معه موانئ دبي هي الخاسر الاكبر، وسيكون ذلك بمثابة اعلان حتمي لنهاية دبي كمركز عالمي للتجارة في اقل من عشر سنوات وفقاً للدراسات المستقبلية.
ويقع ميناء “جوادر” الباكستاني جنوبي غربي باكستان ويطل على بحر العرب من مضيق هرمز الذي تمر عبره ثلث تجارة النفط العالمي، وكان ميناء “جوادر” في الماضي تحت سيطرة سلطنة عمان منذ العام 1779م، الى ان اصبح ملكاً لباكستان عام 1958م، التي قامت بإعادة تشغيله مستفيدة من عمق مياهه وصلاحيته لاستقبال السفن الكبيرة، لتكون الصين المستفيد الابرز من عادة تشغيله، على اعتبار انه يمثل اقرب نقطة وصول “لشنغهاي” الصناعية.. والذي دفع الصين الى المسارعة لاستئجاره من باكستان في العام 2015م ولمدة 40 عاماً في اتفاقية ثنائية مع باكستان.
وتقدر كلفة الاستثمار السنوي لميناء “جوادر” بــ 150 مليار دولار، مع تعهد الصين بإنشاء بنى تحتية متكاملة في محيط الميناء.. وفي العام 2016م بدأت الصين أولى شحنات بضائعها الى ميناء جوادر الباكستانية عبر الطريق البري الخاص بهذا المشروع العملاق، قاطعة بذلك مسافة 3000كليومتر، من اقليم “شينجيانج” في شمال غرب الصين الى ميناء “جوادر” في اقصى غرب باكستان على خليج عمان.
ويؤكد مختصون في الشؤون البحرية ان كارثة الامارات تكمن هناء، خصوصاَ دبي التي وضعت استثماراتها في البنى التحتية ما يؤهلها للتحول الى مركز عالمي للأعمال والتجارة والسياحة بفضل موانئها الضخمة كميناء راشد ومنطقة جبل علي.. لذلك استشعر حكام الامارات هذا الخطر المحدق وحالوا بشتى الوسائل افشال المشروع الصيني الباكستاني عبر تحالفات مع الهند- العدو التقليدي لباكستان- من اجل عرقلة ذلك المشروع الذي يعتبر مدمراً حقيقياً لموانئ دبي العالمية، لكن دون جدوى.
الملفت من كل هذا ان دولة قطر دخلت على الخط ودعمت ميناء “جوادر” معلنة استعدادها لدفع 15% من كلفة تطوير الميناء نكاية بدولة الامارات.
والى جانب دبي استشعرت دولاً اخرى لهذا الخطر مثل الهند وايران ولكن بدرجة اقل من الامارات التي تعيش الكارثة.. لكن ما باليد حيلة فليس باستطاعتهم الوقوف أمام المعسكر الشرقي الذي يبدو اليوم في أوج انتصاراته المتتالية على المعسكر الغربي، ليس عسكرياً فحسب ولكن اقتصادياً ايضاً، وقادم الايام سينبئ بالمزيد من الصراعات في محطات وأماكن اخرى من العالم.