تقرير خاص” وكالة الصحافة اليمنية
منذ 32 شهر تقريباً بدأت قوى التحالف تخطط للسيطرة على الساحل الغربي من باب المندب الى الحديدة، ولتنفيذ ذلك المخطط ضخت تلك الدول عبر وسائل اعلامها كميات هائلة من التهم والمبررات التي هدفت بها الى تأليب الرأي العام المحلي والعالمي ضد سلطات صنعاء ومحاولة أخذ الضوء الأخضر الأمريكي والأممي لاحتلال ما تبقى من الشوطئ والموانئ اليمنية.
تلخصت تلك التهم التي ظلت تكررها أبواق التحالف وقياداته في أن قوات صنعاء تشكل خطراً على الملاحة الدولية، وتهديد السفن التجارية، إلا أن سلطات صنعاء وقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي أكدوا مراراً وتكراراً عدم صحة تلك الشائعات.
وقد فند قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي ذرائع قوى العدوان والغزو لاحتلال الحديدة في آخر خطاب له وقال: لا تهديد على الملاحة البحرية من ميناء الحديدة، مضيفا: العمليات التي نستهدف بها البوارج الحربية التي تهدد الساحل تأتي لدفع العدوان عن الساحل والحديدة.
كما سبق ونفت اللجنة الثورية العليا في بيان لها منتصف الشهر الحالي المزاعم التي وردت في بيان صادر عن – ما أسمته – “دول تحالف دعم الشرعية في اليمن” والذي زعمت فيه إعاقة دولة المجلس السياسي للعمل الإنساني ومنع دخول المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية والمشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة، بالإضافة إلى احتجاز السفن التي تحمل المساعدات وفرض الرسوم وتهديد الملاحة البحرية، والقرصنة على المساعدات الإنسانية.
وفي البيان الذي جاء ردّاً على بيان أصدرته دول التحالف العربي اعتبرت اللجنة الثورية العليا تلك المزاعم محاولة بائسة ومكشوفة لتضليل الرأي العام العالمي من خلال قلب المفاهيم لتبرير عملية عسكرية جديدة تفاقم الأوضاع الإنسانية المأساوية للشعب اليمني.
وبحسب خبراء ومراقبون فإن التهديد الحقيقي يتمثل في سيطرة قوى التحالف على المدن اليمنية وتسليمها لتنظيمي القاعدة وداعش بما فيها تلك المناطق الساحلية الهامة، وقد سبق أن اعلنت الادارة الامريكية عن تعرض سفنها لهجمات ارهابية في باب المندب لتشن بعدها عدة غارات استهدفت بها منظومة الرادارات في المخا خوفاً من أن تستخدمها الجماعات الارهابية على حد زعمها.
إضافة الى التهديد الكبير الذي تمثله اسرائيل على حركة السفن الروسية والصينية والتأثير على حركة التجارة العالمية وذلك بواسطة سفنها وزوارقها البحرية المتواجدة في عدة دول أفريقية مث اريتيريا، غير أن اللوبي الصهيوني المؤثر على صناعة الرأي والقرار العالمي يخفي حقيقة التهديدات الاسرائيلية ويضع أمام الرأي العالمي عدو وهمي بديل مثل “أنصار الله” في اليمن أو “حزب الله” في لبنان” وهكذا.
متى وضعت إسرائيل مخطط احتلال السواحل اليمنية وكيف استطاعت إقناع السعودية وأمريكا بشن الحرب على اليمن؟
قبل أن تبدأ السعودية بشن الحرب على اليمن بعدة أيام كانت اسرائيل قد عبرت عن قلقها من سيطرة أنصار الله على مضيق باب المندب و أعتبرت اليمن دولة معادية.
والحقيقة أن إسرائيل لا تشعر بالقلق ولا تخشى على سفنها، لكنها بمثل هكذا تقارير تعطي إشارات الى أدواتها بالتدخل في اليمن، وتضع خطوط عريضة وترسم خرائط بتلك التقارير التي على ضوءها تتحرك الاساطيل الأمريكية وتقاتل فيها السعودية وحلفاءها.
إليكم بعض الاشارات والتحذيرات التي أطلقتها إسرائيل قبل اعلان السعودية شن الحرب على اليمن بأشهر، فقط لنعرف كيف تحركت السعودية وأمريكا ومتى تحركت وبناءً على أي تقارير تم إعلان الحرب، ولنعرف أيضاً هل تحركت السعودية لإعادة شرعية الرئيس المستقيل أم أن تحركها جاء لحماية إسرائيل التي عبرت عن خشيتها من سيطرة أنصار الله على خط الملاحة الدولية.
في الـ 18 من اكتوبر 2014م قال الصحفي الإسرائيلي” آفي يسسخروف” إن إسرائيل تتابع بقلق سقوط المدن اليمنية واحدة تلو الأخرى في أيدي الحوثيين، لاسيما مع اقتراب تلك الجماعة الزيدية التي تمولها إيران من السيطرة على المجري الملاحي الذي توليه إسرائيل أهمية خاصة، ممثلا في مضيق باب المندب، والذي يعد بوابة العبور من البحر الأحمر للمحيط الهندي
.
وأضاف محلل الشئون العربية في مقال بموقع”walla” حينذاك أن وجود عناصر موالية لإيران في مجري ملاحي خطير بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي، يمكن أن يتسبب في الكثير من المشكلات للسفن الإسرائيلية التي تمر من هناك، مشيرا إلى هجمات شنتها تنظيمات فلسطينية بداية السبعينيات من القرن الماضي على سفن إسرائيلية خلال مرورها في مضيق باب المندب، واحتمالات اتباع نفس الأساليب بواسطة الحوثيين.
وإنطلاقا من ذلك الإهتمام و الأهمية كرست القيادة العسكرية الإسرائيلية ( رئاسة الأركان و وزارة الدفاع ووزارة الشؤون الإستراتيجية و الإستخبارات 3 أيام من أجل مناقشة الوضع الذي وصف بالخطير والذي نشأ في أعقاب الأحداث في اليمن و إحتمالات أن يتحرك الحوثيون للسيطرة على باب المندب.
وقد أسفرت تلك المداولات عن قرار بتعزيز القوات البحرية و الجوية الاسرائيلية وكذلك القوات الخاصة التابعة لقيادة العمق في البحر الأحمر عن طريق إرسال وحدات من وحدة هاشايطيت الكومندس البحري وكذلك وحدة من قوات شيلداج و هي وحدة منقولة جوا، وأخرى من الوحدة الخاصة التابعة لأركان العامة، وجاء ذلك في أعقاب تقديرات بأن المعركة التي ستدور عند باب المندب لن تكون بين قوات نظامية بحرية في مقابل بحرية أو دروع مقابل دروع و إنما ستكون حرب غير تقليدية تستخدم فيها الصواريخ و لكن ستكون للوحدات الخاصة البرية والبرمائية دور كبير
.
وفي نفس الإتجاه فإن الجنرال هارتسي هاليفي رئيس شعبة الإستخبارات العسكرية قام يوم الخميس 12 فبراير 2015م بجولة خاطفة إلى إريتريا ثم إنتقل إلى جيبوتي وكينيا من أجل تحذير هذه الدول من إمكانية سيطرة الحوثيين على باب المندب و سيطرة تنظيم القاعدة على خليج عدن و ما سيحمله ذلك من تهديد لمصالح جميع الدول الواقعة على البحر الاحمر والمحيط الهندي.
وفي الــ 6 من مارس 2015م اعلنت اسرائيل حالة الطوارئ البحرية أبلغت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية شركات السفن “الإسرائيلية” بالتعامل مع سواحل اليمن بوصفها سواحل دولة معادية، ما يفرض عليها اتخاذ إجراءات متشددة على مستوى الحماية والتأهب عند عبورها مضيق باب المندب.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن ثمة خشية سائدة داخل المؤسسة الأمنية في إسرائيل «من أن يحاول الإيرانيون الذين سيطروا على أجزاء واسعة من اليمن، إغلاق المضيق أو التعرض للسفن” الإسرائيلية” بواسطة صواريخ تطلق من الساحل».
وبحسب الصحيفة، فإنّ كلاً من السعودية ومصر تخشى من «سيطرة الحوثيين على اليمن»، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى المسارعة إلى شراء سفن حربية متطورة من فرنسا لمواجهة احتمال أن تغلق إيران مسار الملاحة المؤدي إلى قناة السويس.
في مقابل ذلك، قالت الصحيفة أن الأميركيون والأوروبيون، لا يزالون بعيدين عن الانشغال بذلك التهديد ويركزون اهتمامهم على مكافحة القراصنة الصوماليين في منطقة خليج عدن.
من الفقرة الأخيرة نلاحظ كيف استطاعت اسرائيل تصوير الخطر وكأنه على السعودية ومصر الدولتان اللتان لم تكملا الشهر حتى شاركتا في العدوان على الشعب اليمني بناءً على تلك التقارير الاسرائيلية، نلاحظ أيضاً حنق اسرائيل على أمريكا وأوروبا من عدم أخذهم لتلك التهديدات على محمل الجد وسخريتها من انشغالهم بمكافحة القرصنة.