تقرير خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
يحاول التحالف امتصاص الحماس الذي يواجهه على يد الجيش اليمني في الساحل الغربي حيث افادت مصادر عسكرية أن حدة المعارك انخفضت قياساً بالوتيرة التي بدء بها التحالف تصعيده لاحتلال الحديدة قبل ثلاثة اسابيع ، والتي تكبد خلالها التحالف خسائر فادحة لم تكن في الحسبان.
واشارت المصادر إلى أن قوات صنعاء تمتلك الوعي الكافي للتعامل مع الأساليب الجديدة التي يتبعها التحالف في جبهة الساحل الغربي ، والتي يهدف من ورائها التحالف إلى إدخال الجيش واللجان بحالة استرخاء ، إلى جانب أن التحالف يريد استرداد انفاسه بعد المواجهة الشرسة التي تعرض لها في الساحل الغربي.
واضافت المصادر أن التحالف كان قد اعد حساباته بناءً على المواجهات المألوفة التي أعتاد عليها مع الجيش واللجان خلال الفترات الماضية، والتي اعتقدت الدول التحالف بناءً عليها أن التكثيف من الطيران والآليات على الأرض وزيادة عدد المقاتلين ، إضافة إلى تكثيف نيران البوارج كفيل بإجتياح الحديدة في غضون يومين أو ثلاثة ايام على الأغلب، لكن التحالف ظل يقامر بعناد على امل أن تنهار صفوف قوات صنعاء وينفذ صبرها في لحظة ما تحت وطأة الهجمة العنيفة للتحالف.
إلا أن قوات صنعاء صعقت التحالف من جهتها بأساليب وتكتيكات جديدة ، اسفرت عن حدوث أكبر مجزرة لقوات واليات التحالف منذ بدء العمليات العسكرية ضد اليمن في مارس (2015).
خبراء فرنسيون للتعامل مع الكمائن بدلاً عن الكاسحات الأمريكية “المتطورة” !
حيث باغتت وحدات الهندسة العسكرية التابعة لقوات صنعاء اليات ومجاميع التحالف بهجمات استهدفت الأرتال والمجاميع المتحركة إضافة إلى تلك المجاميع والارتال التي اتخذت مراكزها في مناطق متفرقة على الساحل ، فقد كانت الكمائن المتفجرة تفاجئ حشود التحالف بالإنفجار وسطهم بعد أن يكونوا قد اطمئنوا إلى سيطرتهم التامة على المكان ، الأمر الذي دفع مسلحي التحالف إلى الأعتقاد بأنهم يتعرضون لنيران صديقة من الطيران التابع لهم.
ونظراً للخسائر الفادحة التي أحدثتها وحدات الهندسة العسكرية والتكتيكات القتالية السريعة التي كان يتم فيها زراعة العبوات الناسفة من قبل قوات صنعاء، اضطرت دول التحالف إلى إهمال كاسحات الألغام الأمريكية المطورة، والاستعانة بخبراء فرنسيين للتعامل مع الكمائن التي تزرعها قوات صنعاء.
وتشير احصائيات عسكرية نشرت امس في صنعاء إلى أن هناك (331) الية تم تدميرها خلال ثلاثة اسابيع على الساحل الغربي ، بينما قتل وجرح اكثر (1300) عنصر من مسلحي التحالف بينهم قيادات خلال نفس الفترة، وهي خسائر لم يسبق ان تكبدها التحالف خلال هذه المدة الوجيزة .
كما كثفت قوات صنعاء من هجماتها على مجاميع واليات التحالف عبر الطيران المسير، والتي الحقت هجماتها خسائر فادحة بصفوف التحالف، خصوصاً أن قوات التحالف لم تأخذ مخاطر الطيران المسير بعين الاعتبار الأمر الذي جعل قواته فريسة سهلة للطيران المسير.
الصواريخ الباليستية تحدث فجوة في صفوف قوات التحالف
القوة الصاروخية اثخنت قوى التحالف ب(12) ضربة باليستية خلال مدة وجيزة ، وبما اجبر التحالف على تعزيز منظومات دفاعه الجوي ، واعادة نشر دفاعاته الجوية خارج الخطة التي كانت مرسومة لقوى التحالف المضادة للصواريخ ، وبما جعل التحالف يحس بفجوة نقص في منظومة دفاعه الجوي.
وإضافة إلى كل ذلك كانت قوات صنعاء تحتفظ بقوة أخرى لم تفعل إلا بالوقت المناسب ، وهي وحدات القناصة التي اعلنت صنعاء عن دخولها ساحة العمليات بشكل رسمي السبت الماضي وبعد (19) يوماً من تصعيد التحالف في الساحل الغربي.
استراحة مفخخة
ويرى عدد من المحللين العسكريين أن دول التحالف وجدت نفسها وسط بحر من النيران المتحركة التي ابتلعت كل خططه واستعداداته الجوية والبحرية والبرية في غضون (21) يوماً فقط ، وقد وصلت إلى درجة حصار كتائب بكاملها كما حدث في حيس وبيت الفقيه ، إلى جانب قطع طرق الإمدادت على فصائل التحالف ، وعزل جماعات التحالف عن بعضها، والانفراد بضرب كل جماعة على حدة دون أن تتمكن بقية الفصائل من انقاذ الجماعة التي تتعرض للضرب.
مما دفع المخططين الأمريكيين والبريطانيين إلى تجديد خططهم واللجواء إلى مسارات اخرى في المعركة تعتمد على اسلوب الإستدراج النفسي بالتخفيف من حدة العمليات ، وبما يوحي لقوات صنعاء أنها قد نالت من العدو ويحق لها أن تأخذ استراحة يباغتها العدو بعدها على حين غرة ، كما يهدف تكتيك التخفيف من حدة المعارك من قبل التحالف على حد قول خبراء عسكريين إلى جعل قوات صنعاء تتعامل مع قوات التحالف على اساس معركة النفس الطويل يتم خلالها استنزاف قوات صنعاء على يد الطيران ، بينما يسترد التحالف انفاسه استعداداً لجولة ثانية يتم خلالها الإنقضاض على الحديدة.
لكن ما يبدو واضحاً أن قوات صنعاء تمتلك مراساً في استيعاب المعركة النفسية مثل المعركة العسكرية ، فقد سبق للتحالف أن رتب خططه على اساس احداث انهيار نفسي في صفوف قوات صنعاء ، عبر المرور من طرق الساحل المفتوحة بمحاذات شاطئ البحر والاقتراب من مدينة الحديدة بما يؤدي إلى إحداث هزيمة معنوية في نفوس المقاتلين اليمنيين، دون أن تجازف قوات التحالف في التوغل بعيداً عن حافة الساحل .