للمشككين..هذه هي انجازات “الإمارات ” في عدن والجنوب (صور)
تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية الوعود التي تنهال على أبناء الحديدة من قبل التحالف والرئيس المستقيل هادي، هي ذاتها التي وعدوا بها أبناء محافظة عدن والمحافظات اليمنية الجنوبية.. فما الذي تحقق هناك في ظل سيطرة التحالف، كي يتحقق في الحديدة التي تبدو عصية على الانكسار والخداع الإعلامي وخطب الإنجازات الوهمية. باستثناء معتقل “بئر أحمد في […]
تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية
الوعود التي تنهال على أبناء الحديدة من قبل التحالف والرئيس المستقيل هادي، هي ذاتها التي وعدوا بها أبناء محافظة عدن والمحافظات اليمنية الجنوبية.. فما الذي تحقق هناك في ظل سيطرة التحالف، كي يتحقق في الحديدة التي تبدو عصية على الانكسار والخداع الإعلامي وخطب الإنجازات الوهمية.
باستثناء معتقل “بئر أحمد في عدن” الرهيب الذي أصبح حديث العالم لوحشية الممارسات القمعية بداخله والتعذيب الذي يصل حد شواء أجساد المعتقلين، والانتهاكات الجسدية حد الاعتداءات الجنسية، باستثناء ذلك المعتقل “سيء الذكر” و18 معتقل وسجن وزعت في المحافظات التي يسيطر عليها التحالف في الجنوب لا شيء يمكن ذكره في بند الانجازات وتحسين الأحوال.
تتعامل القوات الإماراتية كسلطة احتلال في الجنوب منذ أكثر من 30 شهراً، وقد تنكرت لكل وعودها “الدسمة” في عدن وحضرموت وسقطرى و والخ، وقد تعمدت إهانة هادي الذي استنجد بها وبارك للتحالف العربي الذي تقوده السعودية عدوانه على “كل اليمن واليمنيين دون استثناء”، فكان جزاءه طرده من عاصمته المؤقتة ووضعه تحت الإقامة الجبرية في الرياض ولم يسمح له بالعودة إلى عدن إلا قبل 10 أيام بعد اتفاق قدم فيه هادي مزيداً من تنازلات تمكن لأبوظبي التحكم في شريط ساحلي وموانئ يمنية هي الأفضل في الشرق الأوسط.
حتى المرتبات التي قالت وسائل الإعلام الموالية للتحالف وهادي أن الرئيس المستقيل وجه بصرفها للموظفين في محافظة الحديدة، لا يملك حرية قرار صرفها إلا بإذن من التحالف ولأغراض خبيثة تستهدف اسقاط الحقوق وجعلها “مكرمة” منه ويقابلها التنازل عن الأرض والسيادة.. ولعل في ما حصل لمحافظة تعز دليل دامغ على ذلك، حيث ظل الموظفين هناك يطالبون ويتظاهرون ويحتجون عاماً ونصف من أجل الراتب..!.
وفي منتصف 2015 بسطت أبوظبي سيطرتها على الوضع الأمني والاقتصادي والإعلامي داخل مدينة عدن، فما كان منها إلا أن عمدت عبر عصاباتها على إقلاق السكينة والفوضى وجرائم الاغتيالات ومداهمات واقتحامات المنازل.. ولم تكتفي بذلك فقد عمدت كذلك إلى تعطيل الحركة التجارية في موانئ عدن الأمر الذي ضاعف معاناة المواطنين والتجار داخل أهم مدينة اقتصادية يمنية.
ودعمت أبوظبي وبمباركة سعودية السلفيين المتشددين وجعلتهم مليشيات تسير بأمرها، وكونت ما يسمى بالمجلس الانتقالي لتقويض سلطات الشرعية وأغرقت ما يسمى بالمناطق المحررة بمئات الأزمات التي كان من نتائجها مزيداً من الفقر وظهور تشكيلات عسكرية وأمنية مليشاوية يقودها قادة ميدانيين في تنظيمي “داعش” و “القاعدة” .
وتشهد عدن والمحافظات الجنوبية تظاهرات احتجاجية مستمرة رافضة لتواجد الاحتلال الإماراتي، بعد أن انكشفت لأبناء تلك المحافظات أن الوعود الإماراتية واهية وأنهم ومدنهم تحولوا إلى فرائس تحت إدارة أبوظبي والرياض.
ويقول مراقبون إن الإدارة الإماراتية لمدينة عدن التجارية خلقت وضعاً سياسياً مضطربا يعيق التنمية ومشاريع الخدمات، ما حرمها من متطلبات حياتية على رأسها الكهرباء.
وتعاني عدن نقصاً في توليد الطاقة يقترب من ثُلثي الاحتياجات، إذ يبلغ التوليد المتوفر حاليا 150 ميغا واطا، بينما الطلب على الكهرباء يصل إلى 370 ميغا واطا.
وكانت أولى وعود الإمارات لحل أزمة الكهرباء التي أرّقت مئات آلاف اليمنين في عدن وغيرهم في المناطق المجاورة جنوب اليمن، حين أعلنت في أكتوبر2015، عن تقديم 9 مولدات كهربائية بقوة 420 ميغا واطا لكهرباء عدن كحل عاجل للأزمة، بالإضافة إلى صيانة الشبكة وتعهدت بإنشاء محطة كهرباء جديدة لمحافظة عدن وباقي المحافظات الجنوبية المجاورة لها.
وقتها خرج مدير مؤسسة الكهرباء في عدن، مجيب الشعبي، بتصريحات لوسائل إعلام إماراتية، نشرتها “البيان” تحت عنوان رئيسي :”الإمارات حققت أحلام أهالي عدن”، فيما نشرت صحيفة الاتحاد: “الإمارات تتبنى مشروعاً متكاملاً لإنهاء مشكلة الكهرباء في إقليم عدن”، وأفردت صحيفة” الإمارات اليوم” حيزا واسعا للوعود تحت عنوان: “الإمارات تتعهد بإنهاء مشكلة الكهرباء في عدن”.
بعد حفلة وعود أكتوبر، كانت المدينة تعاني زيادة انقطاعات التيار، حينها خرج مدير محطة الحسوة لتوليد الكهرباء بتصريح لمواقع محلية يقول: “هناك وعود إماراتية لتحسين الكهرباء لمجابهة الصيف القادم”، لكن طال انتظار الأهالي دون تنفيذ، وحتى اليوم مازال الأهالي في عدن يشتكون من حضور الصيف الساخن بينما لم تحضر كهرباء الإمارات !.
وفي ظل الاحتلال الإماراتي الذي يطالب كثير من الأهالي والناشطين والسياسيين في عدن اسقاطه منذ عدة شهور ، لم يشعر السكان في عاصمة هادي المؤقتة بالأمان طيلة ثلاثة أعوام.. فقد كانت – وما تزال – ملاحقة بجرائم الإرهاب والتفجيرات الانتحارية، والاغتيالات السياسية وحتى الدينية والشعبية، وحوادث الاغتصابات، والطرد والتهجير القسري بصورة مناطقية ، فضلاً عن جر الآلاف من شباب عدن والمحافظات الجنوبية المجاورة لها إلى محارق “الساحل الغربي” وفي الجبهات الحدودية ليقاتلوا ويقتلوا بدلاً عن السعودية والإمارات.
ما حصل في عدن، سيناريو “حقير” يراد للحديدة أن تعيش تفاصيله البائسة والمؤلمة والقاسية، وللتذكير فقط فقد كانت أولى انجازات التحالف في بعض المناطق التي سيطر عليها في الساحل الغربي تهجير قسري للسكان وحوادث اغتصاب استفزت اليمن بأكمله.