المصدر الأول لاخبار اليمن

نازحو الحديدة.. بين أنياب الموت وصعوبة الرحيل “بالصورة”

تقرير خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//

 

شهدت محافظة الحديدة خلال يونيو/ حزيران الجاري موجة نزوح كبيرة إثر إقدام التحالف على تصعيد هجماته الجوية في المحافظة الساحلية بعد ما يقارب من ثلاث سنوات من نشاط المواجهات في ميناء المخا، القريب من المحافظة بين التحالف ومسلحيه من جهة والجيش واللجان الشعبية من جهة أخرى دون تحقيق التحالف أي تقدم على الأرض.

 

وخلال الثلاث سنوات التي مضت أجبرت القوات المتحالفة ومن معها من المسلحين المستأجرين من عدة دول أهالي مدينة المخا والقرى المجاورة للمدينة على النزوح من منازلهم والبحث عن مساكن أخرى خارج المنطقة التي تحولت فيما بعد إلى منطقة عسكرية كما هو الحال في الوازعية التي شيدت فيها قوات الإمارات بنايات ومساكن للقوات التي تقاتل في صفها.

 

تهجير مقصود

 

كغيرهم من أبناء اليمن تعرض أهالي تهامة للنزوح خوفا من القصف العشوائي لطيران التحالف على منازل المواطنين في المحافظة، حيث استهدفت غارات الطيران خلال الأسبوعين الماضيين منازل المواطنين في قريتي الدريهمي والمنظر خارج المدينة إلى جانب استهداف باصات النقل وبعض المنازل في المدينة.
هذه الضربات التي قتلت وجرحت العشرات من أهالي الحديدة أجبرت عشرات الآلاف من الساكنين فيها إلى النزوح بحثا عن موطئ قدم آمن بعيدا عن كاميرات الأقمار الصناعية التي تحولهم إلى أهداف عسكرية للتحالف، كما حصل في الكثير من مخيمات النازحين التي تعرضت للقصف في حجة وعمران خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

 

وعلى مر الأيام التي سبقت تصعيد التحالف عملت منظومات الإعلام الخليجية والأمريكية والبريطانية وغيرها على إعطاء الحديدة نصيب الأسد من الحديث الإعلامي عن النزوح والمعاناة التي سيتعرض لها أبناء المحافظة، ما يشير إلى وجود خطة ممنهجة لترحيل أكبر عدد من المدنيين عن ديارهم تمهيدا لإعلان المدينة منطقة عسكرية واحتلالها كما هو الحال في المخا والمحافظات الجنوبية.

 

في العراء

 

وشهدت العاصمة صنعاء وبعض المحافظات التي تديرها دولة المجلس السياسي وصول النازحين من أهالي الحديدة بشكل يفوق التوقعات وهو ما دفع الحكومة وأمانة العاصمة والمجالس المحلية في المدن النازح إليها للاطلاع على أحوال النازحين والعمل على تأمين مناطق إقامتهم والبحث عن مراكز إيوائية لهم.
الكثير ممن نزحوا إلى صنعاء بحثوا كثيرا عن منازل تأويهم غير أن بعض ملاك البيوت يرفضون تأجيرها لهم خوفا من أن يكونوا لا يملكون إيجار المسكن؛ ما اضطرهم للجوء إلى المخيمات التي خصصت لهم من قيل الدولة.

 

ويعاني النازحون – إلى جانب تشردهم في المخيمات والمدارس وبعض المنازل – من أخطار كثيرة أكثرها ضررا الأمراض والأوبئة والمجاعة التي تجتاح مئات الآلاف من الأسر في المحافظة منذ بداية الحرب والحصار في 2015، وهو ما يمكنه أن يعرض حياة الكثيرين من الأطفال والأمهات والشيوخ للوفاة خاصة أولئك الذين يعانون من المرض.

 

الأكثر تأثرا

 

وفي الحديدة نحو ستة آلاف شخص مصاب بالفشل الكلوي، و660 ألف مواطن مصاب بالأمراض المزمنة كالسكري والضغط والحالات النفسية وأكثر من 10 آلاف مصاب بالسرطان، وأكثر من مليون ونص طفل مصاب بسوء التغذية الحاد”. حسبما أفاد الدكتور عبدالعزيز الديلمي في مؤتمر صحفي عقد الأسبوع المنصرم في المحافظة.

 

ويمكن للمجاعة أن تقتل آلاف النازحين من أبناء الحديدة خاصة مَن سيحرمهم النزوح من أعمالهم التي كانوا يعملون فيها بالأجر اليومي لسد الحاجة اليومية لأسرهم من الغذاء والماء الذي بالكاد يكفي ليوم واحد فقط.

قد يعجبك ايضا