متابعات..وكالة الصحافة اليمنية..
قالت «أسوشيتد برس» إن معتقلين أُطلق سراحهم، خلال الأيام القليلة الماضية، من عدة سجون تسيطر عليها الإمارات، جنوبي اليمن، بعد أيام من كشفها «وقائع تعذيب وانتهاكات جنسية» ارتكبتها القوات الإماراتية التي تدير تلك السجون، بحق معتقلين بها.
وأوردت الوكالة الأمريكية خبر إطلاق سراح ممثل كوميدي يمني يدعى «ناصر الأنباري»، الإثنين، قالت إنه كانت له حلقات درامية شهيرة عبر الإنترنت، وسط مظاهر احتفالية بين أهله وأصدقائه بمدينة عدن الجنوبية.
وعندما التقى «الأنباري» زوجته المصابة بالسرطان بكيا معا.
والإثنين أيضا، أُطلق سراح حوالي سبعة محتجزين من سجون تسيطر عليها الإمارات، في عدن، منهم رجل مسن يدعى «محمود البيضاني»، وكان يعمل في اللجنة الدولية للصليب الأحمر للمساعدة في التوسط لإطلاق سراح رهائن محتجزين لدى تنظيم «القاعدة».
واحتجز «البيضاني» في سجن «بير أحمد»، وسجن آخر خاضع للإمارات في مديرية البريقة بعدن؛ فيما احتجز أحد المعتقلين في سجن داخل منزل مدير أمن عدن، المدعوم من الإمارات، «شلال شايع».
وقال شقيق أحد المعتقلين المفرج عنهم لـ«أسوشيتد برس»: «أطلق سراح أخي بشكل مفاجئ دون إخطار العائلة».
من جانبه، رفض ممثل الادعاء في عدن، «محمد علي صالح» الكشف عن عدد المعتقلين الذين أفرج عنهم، الإثنين، بينما نقلت «أسوشيتد برس» عن مسؤولين أمنيين قولهم إنهم يتوقعون إطلاق سراح المزيد من المعتقلين في الأيام المقبلة من سجون عدة في عدن.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن تلك التطورات تأتي بعدما وصفتها بالفضيحة التي كشفت عنها، والتي تمثلت في تعرض مئات السجناء في نحو خمسة سجون (أربعة منهم في عدن) إلى تعذيب وحشي وانتهاكات جنسية على يد قوات إماراتية تدير تلك السجون، ومن ضمن تلك الانتهاكات قيام ضباط إماراتيين بإجبار مئات السجناء على خلع ملابسهم، ومن ثم تفتيش أماكن حساسة للبحث عن أية هواتف أو ممنوعات، وذلك يوم 10 مارس/آذار الماضي.
ولفتت إلى تصريح سابق لوزير الداخلية اليمني، «أحمد الميسري»، قال فيه إنه لا يسيطر على السجون، ولا يمكنه دخول عدن دون إذن الإمارات.
وطلبت «أسوشيتد برس» من المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، الرائد بحري «أدريان رانكين غالاوي» التعليق على الأمر، خاصة أن الولايات المتحدة تعد حليفا رئيسيا للإمارات في اليمن والمنطقة، لكنه قال إن القوات الأمريكية لم تتلق أية وقائع موثوقة تثبت ارتكاب وقائع التعذيب المشار إليها بتلك السجون.
كانت «أسوشيتد برس» روت شهادات مروعة للتعذيب والانتهاكات على لسان محتجزين سابقين في سجون تديرها الإمارات جنوب اليمن.
وفي يونيو/حزيران الماضي، كشف التحقيق الذي أجرته الوكالة عن السجون السرية التي تستخدم فيها الإمارات التعذيب على نطاق واسع، ومنذ ذلك الحين حددت الوكالة ما لا يقل عن 5 سجون تستخدم فيها قوات الأمن التعذيب الجنسي لقمع السجناء وإخضاعهم.
وأوضحت الوكالة أنه خلال الحرب اليمنية الدائرة منذ 3 سنوات، استولت القوات الإماراتية، التي تدعي أنها تقاتل نيابة عن الحكومة اليمنية، على مساحات واسعة من الأراضي جنوب اليمن، واعتقلت مئات الرجال واحتجزتهم في شبكة مما لا يقل عن 18 سجنًا سريًا للاشتباه في كونهم أعضاء في تنظيم «القاعدة».
وفي 24 مايو/أيار الماضي، صوت الكونغرس لصالح مطالبة وزير الدفاع الأمريكي «جيمس ماتيس» بالتحقيق في نطاق التدخل الأمريكي في المواقع السوداء للإمارات، فيما يتوجب على «البنتاغون» تقديم تقرير خلال 120 يوما إلى الكونغرس.