تعمل الولايات المتحدة على تمديد الوقت لمواصلة جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة من خلال المراوغة بادعاءات البحث عن هدنة إنسانية لإدخال المساعدات إلى غزة.
خلال ساعات قليلة ارتفع عدد الضحايا المدنيين في غزة إلى 11 الف شهيد وذلك بعد قرابة ثلاث ساعات من اخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية التي أعلنت عن مقتل 9025 اليوم الخميس.
لا يبدو أن هناك انسجاماً بين سرعة المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة و التحركات الأمريكية البطيئة لوقف تلك المجازر التي تحدث بحق الشعب الفلسطيني.
ورغم أن الولايات المتحدة لا تتردد في الإعلان أن الوقت غير مناسب لوقف إطلاق النار، إلا أنها وتحت ضغط الشعوب في جميع انحاء العالم اضطرت لتبني مواقف غير مستعجلة تتحدث عن هدنة إنسانية مؤقتة.
ومن أجل كسب مزيد من الوقت لصالح استمرار عمليات الإبادة الجماعية في غزة، قال وزير الخارجية الأمريكي، انطوني بلينكن، اليوم الخميس، أنه سيتوجه إلى الشرق الأوسط لبحث مسألة الهدنة الإنسانية مع الكيان الصهيوني.
يحاول المسؤولون الأمريكيون التظاهر بأن هناك قرار إسرائيلي مستقل عن واشنطن، بغرض ذر الرماد على العيون، حيث أن الجميع يعلمون أن الولايات المتحدة هي من تتخذ القرارات حاليا في ما يخص المسائل الكبيرة بدلاً عن الإسرائيليين، لتجسد حقيقة المقولة الإسرائيلية التي تنص: ” الحمدلله الذي أوجد في واشنطن من يفكر بدلاً عن إسرائيل” وهي مقولة عادة ما يتم استحضارها عندما يدخل الكيان الصهيوني في مآزق ما.
وكالحرب على اليمن والحرب الغربية الروسية في أوكرانيا يعتقد كثير من المراقبين على مستوى العالم أن الولايات المتحدة تستطيع يقاف مجازر الإبادة الجماعية في غزة، ولا يوجد في الكيان الإسرائيلي من يستطيع الرفض.
يبدو أن صمود المقاومة الفلسطينية والضغوط الشعبية على مستوى العالم قد بدأت تخلق حالة من الخوف لدى المسؤولين الأمريكيين من الكراهية لإسرائيل، وحدوث المزيد من الاهتزاز لصورة الولايات المتحدة في العالم.
حيث خرجت الإدارة الأمريكية عن قواعد الديبلوماسية، وسمحت لحالة الانفعال أن تسيطر على أدائها تحت تأثير عملية طوفان الأقصى في الـ7 من أكتوبر الماضي. ورغم أن الولايات المتحدة كانت تقدم لإسرائيل كل ما تحتاجه من سلاح وأموال ومقاتلين إلى جانب توفير الغطاء السياسي لحماية الكيان الصهيوني من أي ادانة في مجلس الأمن الدولي، وتعطيل القانون الدولي لصالح الإسرائيليين، إلا أن واشنطن كانت تغلف دعمها لإسرائيل ببعض الديبلوماسية حيث فقدت واشنطن الاتزان بشكل تام بعد عملية طوفان الأقصى وتبنت مواقف واضحة وصريحة لدعم مجازر الإبادة التي يمارسها الإسرائيليين بحق الشعب الفلسطيني. بما يجعل من حديث واشنطن عن الوساطة أمر غير مقبول بعد أن مواقف واشنطن الواضح أنها طرفاً في جرائم قتل نساء وأطفال غزة.