في الـ30 من أكتوبر الماضي، قال وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي “إيلي كوهين” إنهم أمروا بعودة ممثليهم الدبلوماسيين من تركيا، على خلفية التصريحات التي أطلقها أردوغان حول العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
هذا الحراك أوحى للجميع بأن ثمة موقف تركي قوي سيتم اتخاذه تجاه الكيان الصهيوني وما يقوم به من مجازر في غزة، خاصة بعد وصف الرئيس التركي للصهاينه بالمحتلين، وبأنهم يسعون لتوفير «شكل جديد من الحملات الصليبية»، مستنكراً: «بكيتم على الأطفال في أوكرانيا، لمَ هذا الصمت إزاء الأطفال القتلى في غزة؟».
وصعد اردوغان من لهجته في خطابه أمام أنصاره من حزب «العدالة والتنمية»، بقوله أنه يتحدث بوضوح لأن بلاده لا تدين للكيان الصهيوني بأي شيء، معلنا أنه سيكشف للعالم أن “إسرائيل” مجرم حرب.
ما إن انتهى الخطاب الحاد، انتظر العالم مخرجات ذلك الوعيد التركي، وتساءل البعض عن إمكانية تدخل الجيش التركي في فلسطين المحتلة لإيقاف العدوان الصهيوني، أو اتخاذ أي قرار فعلي يضمن وقف المجازر الحاصلة بحق الشعب الفلسطيني.
ما حصل اليوم السبت، لم يكن هو المنتظر من تركيا، حيث أعلنت وزارة الخارجية التركية أنها لن تقطع علاقتها مع الكيان الصهيوني، مكتفية باستدعاء السفير التركي في تل أبيب للتشاور، حسب تصريحات الخارجية التركية.
وزارة الخارجية التركية في بيان لها قالت: إنها بصدد استدعاء السفير شاكر أوزكان تورونلار “في ضوء المأساة الإنسانية التي تتكشف في غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة ضد المدنيين ورفض إسرائيل وقف إطلاق النار”.
ومع تعهد تركيا بعدم قطع علاقتها مع الكيان الصهيوني” فإن حالة المقاطعة الوحيدة التي لوح بها أردوغان هي وقف اتصالاته مع رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو على خلفية مجازر الاحتلال في فلسطين المحتلة ككل، حيث نقلت وسائل إعلامية تركية عن إردوغان قوله إن “نتانياهو لم يعد شخصًا يمكننا التحدث معه”.