بصقٌ على المسلمات وخلع للحجاب بالقوة وفصل لطلاب من مواقعهم النقابية”، مذبحة للحريات الأكاديمية والسياسية تشهدها الجامعات الأمريكية المرموقة تستهدف الحركة المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني بشكل غير مسبوق ويؤشر إلى وجود خطة ممنهجة وراء هذه الحملة.
يواجه الطلاب الرافضون لقصف غزة والمؤيدون لحقوق الشعب الفلسطيني اتهامات بمعاداة السامية وتم استهدافهم بسبب تحدثهم علناً ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الحرب الأخيرة.
فبينما تدعي الجامعات الأمريكية أنها أماكن تلتقي فيها الأفكار وتتحدى وجهات النظر غير التقليدي، فإن المرجح أن يقول معظم الطلاب وأعضاء هيئة التدريس المؤيدون لفلسطين خلاف ذلك، حسبما ورد في تقرير لموقع “ميدل ايست البريطاني”.
في جامعات النخبة مثل هارفارد وكولومبيا وييل، من بين جامعات أخرى، يقول الطلاب إن محاولاتهم للتحدث علناً ضد الفظائع التي يتم إطلاق العنان لها في غزة يتم الخلط بينها وبين معاداة السامية.
في أواخر الأسبوع الماضي، أصدر مجلس الشيوخ الأمريكي قراراً يصف المجموعات الطلابية الفلسطينية في العديد من الجامعات بأنها “معادية للسامية وبغيضة ومحتقرة أخلاقياً”، زاعماً أنهم “يتعاطفون مع أعمال العنف والإبادة الجماعية ضد “إسرائيل” ويخاطرون بالسلامة الجسدية للأمريكيين اليهود”.
ثم، في وقت سابق من هذا الأسبوع، وجَّهت إدارة بايدن وزارة العدل ووزارة الأمن الداخلي ووزارة التعليم بالدخول في شراكة مع سلطات إنفاذ القانون في الحرم الجامعي للتحقيق في الحوادث المعادية للسامية في الحرم الجامعي.
قال طلاب من العديد من الجامعات الأمريكية الرائدة، الذين تحدث العديد منهم إلى الموقع: إنه حتى أكثر الجهود الحميدة للدعوة إلى وقف إطلاق النار، أو قيادة محاضرة لتسليط الضوء على الاحتلال الإسرائيلي، قوبلت بادعاء بأنها محاولات شريرة لتدمير “إسرائيل” وتم تجريم المطالبين بها أو إحراج أسرهم أو تدمير خططهم لحياتهم المهنية.
وقالوا إن المناقشات المحيطة بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المستمر منذ 75 عاماً تم تكميمها لسنوات، قبل وقت طويل من بدء الجولة الأخيرة من الأعمال العدائية، لكن مستوى الترهيب أصبح الآن صارخاً، مع التعتيم المتزايد على الجرائم الإسرائيلية على المستوى المؤسسي.
وقالت ديما الخالدي، مديرة منظمة فلسطين القانونية، للموقع البريطاني: “يواجه الطلاب في جميع أنحاء الولايات المتحدة مستوى غير مسبوق من المضايقات والهجمات الاستقصائية بسبب دعمهم للحقوق الفلسطينية”.
“في الأسبوعين الماضيين فقط، استجابت منظمة فلسطين القانونية حتى الآن لأكثر من 260 حادثة قمع للدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وهو ما يعادل عدد الحوادث التي عالجناها في العام الماضي بأكمله”.
وقال العديد من الطلاب للموقع:إنه في أعقاب مقتل طفل فلسطيني أمريكي يبلغ من العمر ستة أعوام في شيكاغو، وارتفاع عدد الهجمات المشتبه بها المعادية للإسلام، نُصحوا باتخاذ الاحتياطات اللازمة، بما في ذلك تغيير أسمائهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وارتداء الأقنعة أثناء الاحتجاجات.
طلاب جامعة هارفارد
وفي جامعة هارفارد، وهي مقر تعليمي مرموق في شمال شرق الولايات المتحدة، قال الطلاب إن محاولات قمع المشاعر المؤيدة للفلسطينيين كانت من بين أشد المحاولات.
بعد يوم واحد فقط من دخول المقاتلين الفلسطينيين من غزة إلى جنوب إسرائيل، فيما أطلقت عليه الفصائل الفلسطينية “طوفان الأقصى”، ألقى الطلاب بقيادة أكثر من عشرين مجموعة، بما في ذلك لجنة التضامن مع فلسطين ويهود هارفارد من أجل التحرير، باللوم على الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ 17 عاماً في الهجوم المميت.
أثار هذا على الفور غضب الطلاب اليهود المؤيدين لإسرائيل، فضلاً عن خريجيه الأقوياء وقاعدة المانحين، بالإضافة إلى العديد من الأعضاء في الكونغرس من مختلف الانتماءات الحزبية.
ومع ذلك، استمر العديد من الطلاب في جامعة هارفارد والجامعات الأخرى في خسارة فرص العمل بسبب التعبير عن مواقف تتناقض مع التوجهات الأمريكية السائدة في التعامل مع إسرائيل وفلسطين.
وتم تسيير شاحنات تحمل أسماء الطلاب الموقّعين على البيان واستهداف آبائهم.
وقال أحد أساتذة جامعة هارفارد، الذي تحدث إلى موقع “ميدل إيست آي” شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الوضع خرج عن نطاق السيطرة، حيث شوهدت شاحنات أيضاً في الضواحي تستهدف آباء الطلاب الناشطين البارزين.