تقدم غزة في فلسطين المحتلة صورًا اسطورية من صور الصمود، والاستبسال في الدفاع عن القضية ومقاومة المحتل الإسرائيلي، رغم كثافة القصف وبشاعة الاستهداف، وارتفاع عدد الشهداء بشكل يتنافى مع أخلاق الحروب والإنسانية.
ما تقدمه غزة من مشاهد ثبات، أصبح مصدر إلهام للآخرين سواء المسلمين أو غيرهم ممن يعتنقون الديانات الأخرى، ولعل إيمان الفلسطينيون بالله، سيشكل منهجًا للدعوة إلى الله عن الكثير ممن لا يعتنقون الإسلام دينًا.
ففي مقاطع فيديو منتشرة لمؤثرين وناشطين، ظهرت إحدى الملحدات وهي تقول بنبرة مؤثرة إنها لم تنطق بالشهادة حتى الآن؛ لكنها في كل مرة تحصل على خبر جديد يخص غزة تقترب من الإسلام.
وقالت الفتاة: شاهدنا وحشية العدوان، على قطاع غزة، الذي لم يفرق بين صغير وكبير، ومسلم ومسيحي، قابله تعامل إنساني من قبل المقاومة الفلسطينية، تجاه الأسرى، ولعل الكثير من غير المسلمين بدأوا يبحثون عن الإسلام.
وتابعت: “لم يسبق أن حصلت على شيء منحني السلام في حياتي مثل القرآن وفي مشهد أخر، تظهر اللادينية وهي تقول أنها معجبة بإيمان الفلسطينيين لأن الفلسطينيين بدوا مدرعين بالإيمان حتى في مواجهة خسارة كل شيء”.
وأشارت إلى أن البعض قالوا لها إن هذا هو الإسلام وعليها أن تقرأ القرآن الكريم.
ووفق تقرير لموقع “وجهة” انتشرت حملة العودة إلى الإسلام بشكل واسع، وصار مستخدمو المنصات يتحدثون عن تجربتهم مع قراءة القرآن ومنهم “إيملي” التي قالت في تغريدة على حسابها في موقع “إكس”- تويتر سابقاً” : “لقد بدأت في سماع نسخة صوتية من القرآن حينما عجزت عن النوم بسبب الأرق . وأضافت : “أن سماعه شيء رقيق وجميل للغاية وقد ساعدني”.
وعقبت “هولي رحمان”: “كنت دائماً أشعر بالممل من قراءة الكتب الدينية لكنني حينما قرأت القرآن صرت بحاجة دائمة إليه”.
وكانت صانعة محتوى كندية “ليندسي نيكول” قد ابدت في كلمة مصورة لها بثتها عبر مواقع التواصل، انبهارها وتعجبها من صمود الفلسطينيين وقوة إيمانهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.
وقالت: “لقد رأيت الكثير من الصور والفيديوهات لأشخاص يحملون أطفالهم القتلى بين أذرعهم وما زالوا يقولون الحمد لله ويسألون الله أن يحفظ أولادهم في الجنة.”
وتابعت لافتة إلى الصمود الكبير للفلسطينيين رغم المأساة: “وبعد ذلك سترى نفس الأشخاص الذين فقدوا أسرهم بالكامل الزوجة والأم والأب والأشقاء والأطفال، في اليوم التالي يحفرون بين الأنقاض ويحاولون إنقاذ أطفال آخرين.”
وأوضحت إن قوة وإيمان هذا الشعب الفلسطيني غير طبيعية بقولها لم يسبق لي أن رأيت شيئا مثل هذا.
كما انتشر مقطع فيديو لفتاة أمريكية مذهولة من صمود مواطني غزة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر، وبدأت الفتاة الأمريكية حديثها بطرح تساؤل: “هل يمكننا الحديث قليلا عن إيمان الفلسطينيين لأنه لا يشبه أي شيء رأيته من قبل؟.. حرفيا رأيت مقاطع لأشخاص فقدوا كل شيء، حتى أطفالهم وهم يحملونهم الذين ماتوا بين أيديهم وما زالوا يشكرون الله”.
وتساءلت الفتاة عن سبب إيمان الفلسطينيين على هذا النحو، وقررت البحث عن السبب في القرآن الكريم، وقالت: “هذه فقط تجربتي في قراءة القرآن للمرة الأولى ووجدت أشياء مثيرة جدا للاهتمام .
وأضافت: “في القرآن الكريم.. إذا قاتلك أحد فعليك مقاتلته، أيا ما كان يفعله لك عليك الرد بالمثل”.
ناشطة أخرى قالت إنها استمعت للقرآن الكريم، لأنها تأثرت بإيمان الفلسطينيين وأرادت أن تعرف من أين أتى؟ مشيرة إلى ان الإعلام الغربي جعلها تعتقد أن الإسلام دين عنيف؛ لكني الآن لا أصدق هذا.
2070 الإسلام يبلغ الذروة
وكان تقرير صدر عن مركز “بيو” الأمريكي للأبحاث عام 2017 أكد أن الإسلام، يعتبر اليوم، الدين الأسرع انتشارًا بين الأديان الأخرى، مشيرًا أنه سيصبح الأكبر في العالم بحلول عام 2070.
وأشار المركز إلى أن عدد المسلمين في العالم سيزداد بنسبة 73% بين عامي 2010 و 2050، مقابل 35% بالنسبة للمسيحين، الذين تشكل ديانتهم ثاني أسرع الأديان انتشارًا في العالم.