وكالة الصحافة اليمنية// أعلنت المفوضية العليا للاجئين مطلع العام الحالي عن تجاوز عدد اللاجئين السوريين الـخمسة ملايين لاجئ، هذا الرقم الكبير الذي اضطر للهروب من الحرب والدمار الذي لحق بسوريا منذ بدء الأحداث في سوريا.
هذا بالنسبة للشأن السوري وهي حقيقة لا يمكن إنكارها فقد وصل المهاجرون السوريون الى كل دول العالم تقريباً هروباً من الحرب وبحثاً عن الأمن وفرص العمل، ولا غريب في ذلك كونه شعب مسالم وأعزل.
لكن إذا نظرنا الى الشعب اليمني الذي تعرض لحرب عدوانية كونية أبشع من أي حرب فسنقف أمام حقائق مختلفة تماماً.
الأولى: أنه لم ترصد أي عملية نزوح للمواطنين اليمنيين خارج بلادهم، وذلك لقدرة المواطن على التحرك داخل بلده بحرية مستفيداً بذلك من الروابط الاجتماعية التي صنعت أسراً متماسكة تقاوم أعتى الظروف الحربية والطبيعية.
الثانية: أن الكثير من المغتربين وفور بدء العدوان على اليمن بدأوا بحجز تذاكر العودة الى وطنهم في ظاهرة وفاء وتحدٍ قد لا نجد نظيراً لها في أي دولة بالعالم.
الثالثة: أن الجمهورية اليمنية وفي ظل العدوان الغاشم الذي تشنه 17 دولة استقبلت نسبة كبيرة من اللاجئين الأفارقة تجاوز عددهم النصف مليون لاجئ خلال ما يقرب من ثلاث سنوات.
الرابعة: وهي الحقيقة التي يجب أن نعترف بها ألا وهي أنه حدث نزوح فعلي من اليمن الى الخارج، لكن هذا النزوح لا يلغي ما ذكرناه عن المواطن اليمني الذي يأبى مغادرة وطنه خاصة في الظروف الحربية الصعبة التي يكون فيها طرف خارجي معتدي على بلادهم، فهذا النزوح الذي أشرنا إليه يقتصر على النخبة السياسية التي نزحت بقضها وقضيضها الى الرياض عاصمة آل سعود وأبرزهم الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي وغالبية وزرائه ومعاونيه ومستشاريه ، ليحصل بنزوحهم آل سعود وأمريكا واسرائيل على الأسباب والمبررات اللازمة لشن العدوان البربري على بقية الشعب اليمني والذي كان مخططاً له منذ أشهر طويلة كمشروع أمريكي بواجهة وأدوات عربية ظل يترقب الفرصة المناسبة للانقضاض على اليمن تحت مبررات لا مشروعة.
عدا هذه الحقائق يتم الحديث عن ارتفاع أو هبوط عدد اللاجئين اليمنيين من الحروب والعدوان وتذكر أرقام قد تصل الى اثنين مليون عند بعض المنظمات وقد لا تتجاوز المليون بحسب تقارير أخرى، وبعيداً عن إنكار تلك الأرقام أو اثباتها لكن الجميع يعرف بأن هذه المواطن اليمني لا يمكن أن ينزح خارج بلاده مهما جارت عليه الظروف أو تآمرت عليه الدول.