تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
مفارقة عجيبة للموقف والضمير الإنساني حين نستحضر مفهوم الإرهاب والدفاع عن النفس عند مجتمع دولي منافق مصاب بعمى البصيرة قبل عمى البصر، بفعل الخضوع لقوة المال والهيمنة حتى وأن تجلت للعلن مقارنة بسيطة بين أخلاقيات المقاومة الفلسطينية في إطلاق المزيد من الأسرى الصهاينة لديها لدواعي إنسانية مقابل إصرار صهيوني على إبادة البشر والحجر في عزة تظل المواقف والضمير الدولي في موت سريري.
ملائكة وسط جحيم الشيطان
حالة كبيرة من الإفلاس والتخبط سادت أمس الخميس، أركان العدو العسكرية جراء استمرارية الجرائم البشعة التي ترتكبها طاحونة القتل والإرهاب الصهيوني في إطار حرب الإبادة الجماعية بحق سكان غزة هذه المرة طالت ماكينة الموت والإرهاب الصهيوني العاملين في المجال الإنساني والطواقم الطبية والمراكز الصحية في غزة.
طائرات العدو كعادتها طوال 34 يوماً تنشر الموت والدمار في غزة من خلال شن غارات وقصف عشوائي لضمان حصد الكثير والكثير من أرواح الأبرياء هذه المرة استهدفت غارات الموت والدمار المستشفيات وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية نتج عنها قتل العشرات وإصابة المئات غالبيتهم من الأطفال والنساء النازحين داخل المستشفيات وعائلات الجرحى إلى جانب الطواقم الطبية والمسعفين ورجال الإنقاذ.
وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مشاهد فيديو مؤثرة لقيام الطيران الحربي بقصف المستشفيات والطواقم الطبية في غزة واستهدف المسعفين بشكل مباشر.
ويظهر أحد المشاهد طفلاً يختضر بجوار عدد من الأطفال الموتى أمام مشفى النصر للأطفال وسط غزة وهو يناشط الصحفيين بإنقاذ حياته.
كما أظهر مشهد آخر قيام دبابات العدو باحتجاز سيارة إسعاف في مدينة جنين وعدم السماح لها بنقل المصابين للمستشفيات.
استهداف ممنهج
واصلت قوات العدو استهداف المستشفيات والطواقم الطبية لليوم الثاني على التوالي حيث تعرضت مساء اليوم الجمعة، غرفة العناية المكثفة داخل مستشفى القدس في حي تل الهوا غرب غزة لاطلاق نار مباشر من قبل قوات العدو.
وطوال الـ 48 الساعة الماضية لم يتوقف الطيران الحربي ومدفعية العدو الصهيوني، في استهداف محيط مستشفى الشفاء، الأمر الذي أدى إلى استشهاد العشرات في محيط المشفى غالبيتهم من الأطفال والنساء.
أمس الخميس استهدف الطيران الحربي مستشفى النصر الخاص بعلاج الأطفال مما أسفر عن دمار كبير في المستشفى طال حتى غرف العمليات.
كما استهدف الطيران الصهيوني محيط عيادة الفاخورة التابعة للأونروا غرب مخيم جباليا، الأمر الذي دفع الأهالي إلى نقل 6 إصابات لعدد من منازل المواطنين.
أخر جرائم العدو تمثلت في استهداف مدفعيته لمستشفى الرنتيسي في غزة ليل “الخميس الجمعة) ما أسفر عن احتراق الطابق السفلي وتضرر أجزاء من المبنى.
كما استهدفت مدفعية العدو لخيمة الصحفيين في مستفة الشفاء ما أسفر عن إصابة 4 صحفيين حالة أحدهم وصفت بالخطيرة.
وفي أول رد من قبل إدارة المشفى أكد مدير مستشفى الشفاء الطبي أن الاحتلال يمعن في قصفه كل المستشفيات في قطاع غزة
وبدوره قال مدير المستشفى الإندونيسي: إن “محيط المستشفى تعرض لقصف ب 11 صاروخا إسرائيليا اليوم”.
كما قال مدير مستشفى العودة في غزة، إن الغارات التي شنّتها الطائرات الحربية الصهيونية تسببت في إصابة عدد من طواقمنا، وإلحاق ضرر كبير في ممتلكات المستشفى.
وفي ذات الصعيد، أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أن طائرات العدو استهدفت بشكل مركز المستشفيات ومحيطها وكذا إستهداف 3 سيارات إسعاف بشكل مباشر.
وأكد المتحدث باسم صحة غزة في تصريحات صحفية، إن عدد النازحين داخل المستشفى الإندونيسي الذي تم استهدافه بأكثر من 20 غارة وإلقاء أكثر من 15 قنبلة خلال نصف دقيقة يتجاوز 20 ألفا.
وبدورها أعلنت اليوم الخميس، 16 مشفى في غزة توقف عملها وعجزها عن استكمال مهامها الطبية جراء قصف العدو ونفاذ المحروقات.
وهو ما أكده المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أن مستشفى العيون والصحة النفسية وكل الخدمات الطبية الخاصة بالأطفال توقفت عن العمل
من جانبه، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الاحتلال أرتكب منذ فجر الخميس وحتى الساعة السادسة مساء أي خلال 12 ساعة فقط 20 مجزرة راح ضحيتها 249 شهيدا.
الأونروا بدورها أعلنت اليوم، عن ارتفاع عدد قتلى موظفيها في قطاع غزة إلى 99 منذ 7 أكتوبر
الجدير بالذكر، أن الدكتور خليل الدقران المتحدث الرسمي لمستشفى شهداء الأقصى قد أوضح في مقابلة خاصة مع “وكالة الصحافة اليمنية” أن أكبر المشاكل التي يعاني منها الطاقم الطبي بالمشفى بشكل خاص وفي مستشفيات غزة بشكل عام أن العديد منهم ذهبوا إلى بيوتهم ولم يعودا للعمل جراء استشهادهم مع عائلاتهم بفعل استهداف الطيران الصهيوني لمنازلهم.
مواقف خالدة
أمام مشهد جرائم استهداف القطاع الصحي والكادر الطبي في غزة ودخول الضمير والموقف الدولي في موت سريري، باستثناء الصين الشعلة المنيرة للضمير الدولي التي دعت مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة اليوم الجمعة، لمناقشة هجمات “إسرائيل” على المستشفيات في غزة.
وحذرت الخارجية القطرية، اليوم الجمعة، من نية الاحتلال استهداف مجمع الشفاء الطبي في غزة، داعية المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لتوفير الحماية لمجمع الشفاء ومن فيه.
كما طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بحماية المرضى والعاملين في مجال الرعاية الطبية في غزة وسط تصاعد الهجمات الإسرائيلة على المرافق الصحية.
فيما نظم عاملون في مجال الرعاية الصحية في مدينة فيلادلفيا الأمريكية، وقفة احتجاجية بسبب دعم بلادهم للكيان الصهيوني في تنفيذ جرائم بحق المستشفيات في غزة قاموا فيها بالاستلقاء في ساحة المدينة الرئيسية”.