لم تعول المقاومة الفلسطينية على أي دعم عربي أوإسلامي منذ إتخاذها قرار خوض معركة طوفان الاقصى ضد الكيان الصهيوني، ولو كانت تراهن على ذلك لما خاضت هذه المعركة أصلاً ، فالمقاومة الفلسطينية تعرف جيداً ان قادة الدول العربية والاسلامية أعجز من ان يتخذوا أي قرار يمكن ان يصب في صالح الشعب الفلسطيني .
عجز قادة الدول العربية والاسلامية بدى واضحاً خلال القمة العربية الاسلامية التي انعقدت في الرياض اليوم ، والتي خرجت ببيان هزلي لا يرقى الى مستوى ما يحدث في غزة من عدوان همجي صهيوني وجرائم إبادة جماعية بحق المدنيين ، ليظهر فيه هؤلاء القادة عاجزين عن اتخاذ قرار ينقذ المدنيين في غزة من حرب الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني.
نتائج هذه القمة المخزية كان متوقعاً فمن دعت اليها هي” السعودية “وكيف لقمة دعت اليها دولة تعتقل قادة المقاومة الفلسطينية المتواجدين فيها وتتجه نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني ان تخرج بقرارات قوية لصالح المقاومة الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني .
في الحقيقة ان هذه القمة لم تأتي لخدمة القضية الفلسطينية بقدر ما أتت إرضاءً لغرور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي استغل ما يحدث في غزة لدعوة قادة الدول العربية والاسلامية لقمة في الرياض وإظهار نفسه على انه قائد للدول العربية والاسلامية فقط .
والحقيقة الثانية هي ان هذه القمة ولدت ميتة، رغم وجود إيران التي كانت كلمة رئيسها هي الاقوى بين الكلمات والتي طالب فيها الدول العربية والاسلامية بتسليح الشعب الفلسطيني ، وهو الامر الذي لم يعره قادة الدول العربية والاسلامية أي اهتمام ، وبدل ان تركز كلماتهم على كيفية إيقاف العدوان على غزة وإيقاف الجرائم الصهيونية في غزة ، انحرفوا بالحديث إلى موضوع أهمية إقامة الدولة الفلسطينية كطريق للسلام ، وتركوا تماماً الحديث عن الموضوع الذي اجتمعوا لأجله ، وهو العمل على وقف العدوان على غزة وإدخال المساعدات الانسانية ، وتوحيد الجهود لتحقيق ذلك في أسرع وقت ، لتنتهي القمة بدون تحقيق اي نتائج عملية على الواقع الا من بيان مخزي ، يضاف إلى البيانات والمواقف المخزية التي خرجت بها القمم السابقة سواءً كانت عربية أو إسلامية والتي لم تضيف شيء للقضة الفلسطينية في الماضي ، ويبدو انها لن تضيف شيء في المستقبل.
ولعل الصورة الجماعية لقادة الدول العربية والاسلامية ومحمد بن سلمان يتوسطهم ، هي مخرجات هذه القمة الاستثنائية .
في المقابل نجد ان مواقف قادة الدول العربية والاسلامية لم تفت في عضد المقاومة الفلسطينية ابداً فهي لم تعد تعول هذه الانظمة ابداً ، بقدر تعويلها على الله وقدراتها العسكرية التي راكمتها خلال السنوات الماضية، إضافة إلى وقوف محور المقاومة خلفها، ومشاركته في المعركة إلى جانبها في مواجهة الكيان الصهيوني ضمن معركة طوفان الاقصى.