متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية//
كشف المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، كاظم أبو خلف، لـ”عربي بوست”، أن الوضع الإنساني في غزة أصبح كارثياً وغير مسبوق؛ بسبب تعنت الاحتلال في استمرار قصف المدنيين داخل القطاع.
وقال المتحدث لـموقع “عربي بوست” إن وكالة الأونروا ستتوقف عملياتها في غزة بغضون 48 ساعة بسبب نفاد الوقود، بالإضافة إلى أن عدم استجابة الاحتلال الإسرائيلي لنداءات الوكالة تسبَّب بكارثة إنسانية في القطاع.
مقابل ذلك، يُندد العالم بما اعتبره استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين، وللمستشفيات، وأكد مسؤولون في منظمات إنسانية أن مقار عملهم وزملاءهم لم يستثنوا من هذا الهجوم العشوائي، وفق توصيف بعضهم.
نفاد الوقود عطَّل كل شيء
وقال المتحدث باسم الأونروا في تصريحه إن الوقود نفد من المستودع التابع للوكالة في قطاع غزة، والأونروا لن تتمكن في غضون أيام قليلة من إعادة تزويد المستشفيات به، وبمياه الصرف الصحي وتوفير مياه الشرب.
وأضاف المتحدث ، أن “عدداً كبيراً من المركبات لم يعد بإمكاننا استخدامها؛ لأنه ليس لدينا وقود، ما يجعل من المستحيل استلام المساعدات المقرر مرورها عبر معبر رفح”.
“أمر آخر لا يقل خطورة مرتبط أيضاً بنفاد الوقود، هو غياب محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي، فهذا من شأنه أن يضاعف مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة، مثل الكوليرا وغيره”، يُضيف المتحدث.
وبلغة الأرقام، كشف المتحدث باسم وكالة الأونروا رصد أكثر من 13 ألف حالة تعاني أمراضاً جلدية، و55 ألف حالة أخرى مرتبطة بالجهاز التنفسي، ناهيك عن حالات إسهال في صفوف الأطفال بسبب شرب المياه الملوثة، التي انتقلت من ألفي حالة عام 2021 إلى 33 ألف حالة اليوم.
استهداف المدنيين
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الأونروا إن الأصل في الحرب تجنب قصف المدنيين بل حمايتهم، ما زعمه الجيش الإسرائيلي غير صحيح، لأنه على الأقل، هناك 9 منشآت تابعة للوكالة تعرضت للضرب المباشر، ما أدى إلى مقتل وإصابة بعض زملائنا.
وقال المتحدث: “قبل يومين، استهدف سلاح البحرية الإسرائيلية دار الضيافة التابعة لنا في رفح، وألحق بها أضراراً جسيمة. ولولا أن موظفينا كانوا قد غادروا المبنى قبل نحو ساعة فقط من الغارة، لكانت النتائج كارثية”.
وأضاف المتحدث أنه لحدود ساعة إجراء الحوار، سقط 102 شهيد يشتغلون بوكالة الأونروا، وجُرح أكثر من عشرين بسبب الحرب، كلهم كانوا موجودين في المنطقة الجنوبية التي يفترض أن تكون آمِنة.
وهذا الرقم، حسب المتحدث، للأسف مرشح للارتفاع، من أجل ذلك، نكّسنا أعلامنا على كل مقراتنا في العالم، إلا بغزة، في إشارة إلى إصرارنا على مواصلة العمل الإنساني رغم كل الظروف.
كي تأخذوا فكرة عن الوضع، 102 قتيل هو الرقم الأعلى في صفوف العاملين في المجال الدولي الإنساني منذ إنشاء الأمم المتحدة للأسف.