خاص // وكالة الصحافة اليمنية//
منذُ أن سيطرت دولة ” إيران “ على أكبر منطقة بحرية في الخليج، خصوصًا بعد إحكام سيطرتها على الجزر الثلاث الإمارتية التي تقع على مسافة 23 ميلا تقريبا من الإمارات، بينما تفصلها عن إيران مسافة 43 ميلا، وما تلى ذلك من نقلة نوعية لإيران في جميع المجالات العسكرية و السياسية والاقتصادية، والعلمية.
اليوم الخميس يدشن “حسن روحاني” ضربة فتاكة بسلاح اقتصادي جديد لربما سيكون لهُ صدى خليجي مُزعج، خصوصًا عند جارته اللدودة الإمارات، وكيف لا يكون ذلك و“بندر عباس ” – مقر المشروع – يفصل عن “دبُي “بمسافة 242 كم بينما يبتعد عن العاصمة طهران بحوالي 1577 كم
(مصفى “نجم الخليج الفارسي”) لإنتاج النفط والطاقة ،هذا المشروع راح” حسن روحاني” بوصفة المشروع الاقتصادي العملاق، الذي سيعيد الفرس إلى مكانتهم التاريخية، مؤكدًا أنهُ سيرفع حجم انتاجه من 12 مليون لتر إلى 24 مليون لتر من البنزين يومياً، بمواصفات ‘يورو 5 ‘ وسيرتفع إنتاج السولار من 4 ملايين لتر إلى 8 ملايين في اليوم.
وكما يعد مصفى “نجم الخليج الفارسي” هو الأول من نوعه في البلاد وفق تصميم مكثفات الغاز كمادة اولية حيث يقوم بتكرير 360 الف برميل من مكثفات الغاز يوميا في اطار 3 مراحل كل منها 120 الف برميل بهدف انتاج البنزين والسولار ووقود المحركات النفاثة.
إي أن المصفى سيقوم بأنتاج 36 مليون لتر من البنزين يوميا بمواصفات “يورو 5″ و 14 مليون لتر من السولار الخفيف والثقيل واكثر من 3 ملايين لتر من وقود المحركات النفاثة واكثر من 4 ملايين لتر من الغاز المسال و 130 طنا من الكبريت الجامد و 425 طنا من الهيدروجين.
وكانت المرحلة الاولى للمصفى قد تم تدشينها قبل اكثر من عام ويعتزم مقر “خاتم الانبياء (ص)” للبناء والاعمار، عبر تمويل المشروع، تدشين المرحلة الثالثة منها حتى نهاية العام الجاري ( ينتهي في 20 اذار/ مارس القادم .
وحسب وصف خبراء اقتصاد “أنهً أكبر مصفى للمكثفات الغازية في العالم والذي تبلغ طاقته الإنتاجية 360 مليون لتر وفر منذ تدشين مرحلته الأولى في ربيع العام الماضي ولحد الآن نحو5 مليارات و400 مليون دولار للبلاد ويعمل هذا المصفى حاليا على توفير نحو 15 مليون دولار يوميا عبر إنتاج البنزين والديزل والغاز السائل داخل البلاد.
هذا ما جعل الرئيس روحاني يصفه قائلًا:( مصفى “نجم الخليج الفارسي” مشروعا قل نظيره في المنطقة والعالم)
وفي تصريح صحفي ادلى به في مطار” بندرعباس “ بمركز محافظة “هرمزكان” جنوب ايران اليوم الخميس وقبل افتتاح المرحلة الثانية من المشروع ، اعرب الرئيس روحاني عن امله بان “يشهد في المستقبل القريب تدشين سائر الاجزاء والمراحل المتعلقة بالمشروع”.
كما نوه الرئيس “الإيراني” في كلمته خلال مراسم تدشين المشروع الى سياسات الحكومة لإكمال المشاريع الكبرى في مجال الطاقة في البلاد، معتبرا مصفى “نجم الخليج الفارسي” مشروعا لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال انتاج البنزين.
ونوه الرئيس “روحاني” قائلًا “ان البعض يسعون حسب اوهامهم للقضاء على الجمهورية الاسلامية إلا اننا ومن خلال التلاحم والتكاتف والابتعاد عن الخلافات والتزام الصبر والثبات والثقة بالله والصمود سنهزم العدو بالتأكيد لأننا أثبتنا هذه التجربة في التاريخ.
في المقابل يأتي هذا مصدقًا لما نشرتهُ مجلة “الإيكونوميست” البريطانية على موقعها الالكتروني بتاريخ 25 يوليو 2015 نقلًا عن ” رئيس الوزراء الإيراني السابق “حلنجي ميرزا” والذي قال :”أن النظرة الإيرانية تجاه الخليج العربي بجميع جزائره بما فيها الجزر الإماراتية المحتلة، بقوله: إن الشعور السائد لدى الحكومات الفارسية المتعاقبة، أن الخليج الفارسي (العربي) من بداية شط العرب إلى مسقط بجميع جزائره وموانيه بدون استثناء ينتمي إلى فارس (إيران)”
على نفس الصدد يأتي هذا المشروع في ظل الحظر الأميركي وتهديد كبريات الشركات النفطية بما فيها” توتال” بالانسحاب من المشاريع النفطية والغازية في إيران بحيث ان المشروع خير دليل على الطاقات والقدرات الايرانية وكفاءة خبرائها وكوادرها المتخصصة في مقر “خاتم الانبياء (صلى الله عليه وآله)” للبناء والاعمار على انجاز مشاريع ضخمة ومعقدة.
من جانب أخر أعلنت الشركات الإيرانية استعدادها لتولي اي مشروع تنسحب منه الشركات الاجنبية بفعل الضغوط الاميركية وذلك اعتمادا على الخبرات والطاقات والامكانيات المحلية.
في ظل الصعود الاقتصادي الذي تحققهُ “إيران” بين فترة وأخرى، تحارب وتتهم من جميع دول العالم خصوصًا من دول الخليج التي غاصت في مستنقع الموت في الأراضي اليمنية بحجة الخوف من التقدم الإيراني، وهذا الأخير هو الأقرب لهم من اليمن واليمنيين.