تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
يحمل البيان الأخير الذي أصدرته القوات البحرية اليمنية الكثير من المؤشرات حول إمكانية أن يتحول البحر الأحمر إلى ساحة مواجهات حربية على خلفية إعلان اليمن استهداف أي سفينة على علاقة من أي نوع بالاحتلال الإسرائيلي.
حيث حذرت البحرية اليمنية التابعة لقوات صنعاء في بيان أصدرته أمس الأربعاء، أنها ستستهدف أي قطعة حربية ترافق السفن الإسرائيلية، إلى جانب تأكيد إصرار القوات البحرية اليمنية على اعتراض أي سفن تتصل بالاحتلال الإسرائيلي، حتى توقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
واهابت البحرية اليمنية، بجميع السفن الابتعاد عن السفن الإسرائيلية، وعدم اغلاق أجهزة التعارف أثناء مرورها في البحر الأحمر، إضافة إلى تجنب التعامل مع السفن الإسرائيلية.
ويبدو من وجهة نظر مراقبين، أن هناك تحركات عسكرية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها لتسير قطع بحرية عسكرية لحماية السفن الإسرائيلية، تقف وراء إصدار بيان البحرية اليمنية مما يعني أن البحر الأحمر قد يشهد مواجهات أكثر سخونة خلال الفترة القادمة.
ويبدو أن تنصل الكيان الإسرائيلي من ملكية السفينة “جلاكسي ليدر” كان اجراء مدروس بغرض تحريض الرأي العام الدولي ضد تحركات صنعاء لمنع مرور السفن التابعة للاحتلال الإسرائيلي. إلا أن صنعاء تمكنت من ابطال مفعول التحريض الصهيوني بالإعلان أن مرور السفن في البحر الأحمر آمن لكل سفن العالم باستثناء سفن الكيان الإسرائيلي.
ورغم أن صنعاء تعرضت لحرب شعواء وعملية حصار خانق أدت إلى مقتل مئات الاف المدنيين سواء الذين قتلوا بالقصف المباشر أو نتيجة الحصار والحرب الاقتصادية التي فرضها التحالف على اليمن منذ تسعة أعوام؛ لكن ذلك لم يدفع صنعاء إلى تفعل الورقة الهامة التي تمتلكها بالضغط على حركة الملاحة في البحر الأحمر، والتي لجئت إليها صنعاء لوقف العدوان الصهيوني على قطاع #غزه وليس من أجل اليمن، وهو موقف أخلاقي يحسب لصنعاء، ينسحب على أي تصعيد قد يحدث بين القوات البحرية اليمنية من جهة والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى في البحر الأحمر.
منذ انطلاق حرب التحالف على اليمن في مارس 2015 اخذت الولايات المتحدة في ترديد أسطوانة أن ” الحوثيين يشكلون تهديداً على الملاحة البحرية” إلا أن صنعاء تمكنت من إدارة مواجهتها مع التحالف بحنكة دون التأثير على حركة الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب بشكل أحبط مساعي واشنطن لفرض تواجدها العسكري في البحر الأحمر.
وبالنظر إلى صغر مساحة عرض البحر الأحمر التي تبلغ 19كم في أقصر مسافة، ولا تتجاوز 355كم في أقصى مسافة تفصل بين ضفتي البحر الأحمر الأسيوية والأفريقية، مما يفرض الالتحام المباشر من مسافات قريبة بين الأطراف المتحاربة، بما يعني أن مستوى التقنيات العسكرية الحديثة التي يتباهى بها الأمريكيون والغرب لن تكون ذات فاعلية كبيرة في المواجهة، بينما سيكون للبحرية اليمنية القدرة على توجيه ضربات موجعة في حال الدخول بمواجهات مسلحة مباشرة في البحر الأحمر.
مع العلم أن صنعاء سبق أن أعلنت عن امتلاك صواريخ بحرية تتيح لليمن ضرب أي هدف في عرض البحر من أي نقطة في الأراضي اليمنية.
ويبدو في المحصلة من وجهة نظر مراقبين، أن أي مواجهات قد تقدم عليها الولايات المتحدة وحلفائها خارج وقف العدوان على غزة والشعب الفلسطيني، لن تؤدي إلى خدمة الإسرائيليين بقدر ما يمكن أن تحدث معضلة توتر تعيق الملاحة في البحر الأحمر، وهو ما يبدو أن الولايات المتحدة تستوعبه تماماً، ويبدو أن فرض الحصار على إسرائيل في البحر الأحمر من قبل اليمن، قد أدى إلى اجبار واشنطن على القبول باتفاق هدنة لطالما كان الصهاينة يرفضونها ويؤكدون إصرارهم على مواصلة جرائم الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني، قبل أن يفرض #اليمن معادلة جديدة في البحر الأحمر، لا يمكن على أساسها أن تواصل القوى الصهيونية جرائمها في فلسطين المحتلة.