تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية
الأرجنتين التي راهن العالم بأكمله وخاصة عشاق كرة القدم أن تحرز الكأس العالمي الأغلى، ظهرت هزيلة بشكل غريب في مونديال روسيا، وسقطت بصورة مفاجأة في سيناريو دراماتيكي بدئ بفخ التعادل أمام منتخب ايسلندا المغمور جدا، ثم تلقت هزيمة قاسية من كرواتيا، وكابدت في سبيل تحقيق نصر باهت على نيجريا مكنها من العبور إلى ضفة ثمن النهائي.. لكن أقدار الفيفا ساقتها إلى مواجهة ضارية طرفها فرنسا الشابة والمتعافية والممتلئة بكوكبة نجوم هي الأعلى والأغلى في عالم المستديرة.
قاومت الأرجنتين التي خرجت مترنحة بعد مباراة نيجريا المرهقة للغاية، المنتخب الفرنسي، واستطاعت تجاوز صدمة الهدف الأول المبكر جداً(د3) بهدف مماثل من صاروخية “مكابرة” لدي ماريا، ثم تقدمت فجأة بهدف انعش آمال عشاق التانغو وميسي ،عادله الفرنسيين سريعاً، ثم تكفل المراهق الموهوب امبابي بإطلاق رصاصتين رحمة على الأرجنتين بأكملها وليس ميسي وسامباولي فقط.
خروج الأرجنتين المرشحة دائماً للفوز بكأس العالم كان متوقعاً بعد الظهور الواهن في دور المجموعات.. ولكن، هل ما حصل لمنتخب التانغو في مونديال روسيا أمراً طبيعياً؟!..الخسارة أمر وارد في الرياضة، والمفاجآت تحدث، والحظ قد يخدم فريقاً أو منتخباً صغيراً أحياناً.
غير أن منتخباً كبيراً كالأرجنتين لا يمكن القبول بأن ما حدث معه في المونديال شيء طبيعي، ويبدو أن السياسة بقبحها قد تدخلت لتقصي كتيبة سامباولي كإجراء عقابي تأديبي، تقف إسرائيل وراءه!!.
قبيل المونديال رفض ميسي ورفاقه اللعب مع المنتخب الإسرائيلي في مباراة ودية، احتجاجاً منهم على جرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
الصفعة الأرجنتينية دوت في وجه الكيان الصهيوني، ومثلها في وجه اتحاد كرة القدم الفيفا.. وفعل ثوري إنساني كهذا لا يمكن أن تمرره إسرائيل ولوبياتها المنتشرة في كل العالم بما في ذلك “الفيفا”. بسهولة.. وكان لا بد من عقاب يكبل أي معترض على أفعال إسرائيل الوحشية بحق الشعب الفلسطيني.
ولتتضح الصورة أكثر، لابد من سرد الوقائع التالية.. ففي التاسع من يونيو الجاري ألغيت المواجهة الودية بين منتخبي الأرجنتين وإسرائيل كان مقر أن تُلعب في مدينة القدس في إطار استعدادات التانغو للمونديال.
الإعلام الإسرائيلي قال أن ضغوطاً سياسية وراء إلغاء المباراة، وأن وزير الرياضة الإسرائيلية ميري ريجيف طلبت من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التحدث مع رئيس الأرجنتين من أجل منع إلغاء المباراة.
لاحقاً عاد الإعلام الإسرائيلي للحديث عن أسباب إلغاء المباراة مؤكداً في تصريحات خاصة لوزيرة بلاده أن إلغاء مباراة فريق بلادها مع منتخب الأرجنتين لكرة القدم سببه تهديدات بالقتل وصلت إلى نجم التانغو ليونيل ميسي من تنظيم داعش له ولعائلته مرفقة في مؤتمر صحفي صوراً لميسي وعائلته قالت أنها مرسلة من قبل التنظيم.
وزعمت صحيفة يديعوت أحرونوت أيضاً أن “الشركة الراعية للمباراة في إسرائيل تلقت رسالة “سرية” من بيوينس آيريس بهذا الخصوص، إذ تعلل مسؤلى الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم بأن السبب في ذلك يأتي نتيجة للضغوط التي تمارسها جماعات الضغط والمؤيدة للفلسطينيين في أوروبا والعالم، وهو أمر أصاب منظمي المباراة بالصدمة المدوية في إسرائيل”.
وحقيقة الأمر هو أن رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب وقبل يومين من لعب المباراة على استاد تيدي بمدينة القدس، بعث برسالة احتجاج إلى الممثلية الأرجنتينية في مدينة البيرة بالضفة الغربية، وجهها إلى الحكومة الأرجنتينية واتحاد كرة القدم، داعيا بشكل خاص نجم نادي برشلونة الإسباني لعدم المشاركة في المباراة.
وقال الرجوب للصحافيين “ميسي هو رمز للمحبة والسلام. نطالبه ألا يكون جسرا لتبييض وجه الاحتلال ..وابتداء من اليوم سنبدأ حملة ضد الاتحاد الأرجنتيني نستهدف فيها ميسي شخصيا الذي يحظى بعشرات الملايين من المعجبين في الدول العربية والإسلامية، سنستهدف ميسي ونطالب الجميع بأن يحرق القميص العائد له ويحرق صورته ويتخلى عنه”.
كما طالبت السلطة الفلسطينية وجامعة الدول العربية الأرجنتين بالتراجع عن لعب تلك المباراة، وقد كشفت تقارير صحفية إسبانية أن نجم منتخب الأرجنتين ونادي برشلونة، ليونيل ميسي، هو من طلب عدم لعب المباراة الودية أمام إسرائيل.
وذكرت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية أن مطالبة جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطينى لكرة القدم، ميسي بعدم اللعب ضد إسرائيل في القدس، واحترام ميسي للملايين من مشجعيه المسلمين، ساهم في طلبه عدم خوض المباراة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ميسي والمدير الفني للأرجنتين خورخي سامباولي، أكدوا أن اللعب في القدس في ظل هذه الظروف، سيقحمهم في صراعات سياسية لا جدوى منها.. لافتة إلى أن إسرائيل أرادت الاحتفال بمرور 70 عاما على تأسيسها، خلال هذا اللقاء.
وحتى الآن لم تتضح حقيقة الاستهداف الإسرائيلي الانتقامي لميسي ومنتخب بلاده.. لكن ارجاع وزيرة الرياضة الإسرائيلية السبب إلى تهديدات داعش لميسي وعائلته، ينذر بخطر حقيقي يتربص بالنجم الأرجنتيني وحياته، مصدر الخطر الكيان الصهيوني، متخفياً في ثوب “داعش”.