الإمارات ترفع أولى الرايات البيضاء في الحديدة!
وكالة الصحافة اليمنية// أعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش يوم أمس وعبر تويتر وقفاً مؤقتاً للهجمات على الحديدة، رافعاً بذلك راية الهزيمة للتحالف في معركة الحديدة. وفيما كانت الإمارات قد وعدت سابقاً أنها سوف تنهي قضية الحديدة حتى نهاية شهر رمضان باحتلال هذا الميناء الحيوي والاستراتيجي، أعلنت يوم أمس الأحد وبعد مضي 50 […]
وكالة الصحافة اليمنية//
أعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش يوم أمس وعبر تويتر وقفاً مؤقتاً للهجمات على الحديدة، رافعاً بذلك راية الهزيمة للتحالف في معركة الحديدة.
وفيما كانت الإمارات قد وعدت سابقاً أنها سوف تنهي قضية الحديدة حتى نهاية شهر رمضان باحتلال هذا الميناء الحيوي والاستراتيجي، أعلنت يوم أمس الأحد وبعد مضي 50 يوماً على بدء الهجوم أنها توقف عملياتها بالحديدة، بزعم إتاحة الفرصة لمساعي المبعوث الأممي إلى اليمن من جهة، ولتجنيب إراقة المزيد من الدماء اليمنية وتخفيف الأعباء التي يتحملها الشعب اليمني جراء العدوان من جهة أخرى. هذا فيما يبعث الترحم الإماراتي على اليمن بعد مشاركتها طوال ثلاثة أعوام ونصف في حرب طاحنة حملت الشعب اليمني خسائر مادية ومعنوية فادحة يبعث على المزيد من السخرية.
وفيما فند الناطق الرسمي باسم حركة أنصارالله محمد عبدالسلام المزاعم الإماراتية بتأكيده عدم وجود أي اتفاق حول توقف الهجمات في جبهات الحديدة وتركيزه على أن الإمارات تكذب في هذا الجانب، لكن وبافتراض تحقق هذا الأمر، فهناك عدة نقاط يمكن التمعن فيها:
-
النقطة الأولى والأبرز بخصوص إعلان وقف الهجمات في الحديدة هو الإخفاق الإماراتي والهزيمة التي منيت بها مجمل قوى العدوان في مواجهة القوات اليمينة. لا ننسى أن الإمارات بدأت العملية بتجهيز 12 لواءاً من قوات التحالف بمن فيهم العمالقة، مسنودة بدعم تسليحي ومعلوماتي من قبل أميركا وإسرائيل وفرنسا وبريطانيا، واعدة بأنها سوف تنهي المهمة التي عجز عن تنفيذها بن سلمان خلال ثلاثة أعوام ونصف خلال شهر واحد.. لكنها لم تخفق في تنفيذ المهمة فحسب بل اضطرت إلى إعلان وقف القتال.
-
أعلنت الإمارات أن قرارها وقف العمليات في الحديدة يأتي من أجل إفساح المجال أمام جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث لحلحلة الأزمة وطبعاً على الطريقة التي تحلو لها ولسائر قوى العدوان. هذا في حين أن ما يشغل بال الإمارات هذه الأيام إنما هو إنقاذ قوات بتحالف العدوان باتت محاصرة في ثلاث نقاط على الأقل من قبل قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية، ولم يتبق أمامها سوى إمدادها جوياً وذلك من قبل القوة الجوية الأميركية. لذلك فإن التذرع بفسح المجال أمام غريفيث قد يكون الحل الأمثل الذي تبادر إلى أذهان الساسة في الإمارات للخروج من المستنقع اليمني. كما لم ينسى الجميع أن الإمارات والسعودية ووسائل الإعلام الغربية والعربية زعمت قبل حوالي عشرة أيام السيطرة على مطار الحديدة بالكامل، وأصرت على ادعاءها هذا، في حين أنها لم تفلح في تغطية مباشرة من هناك، لأنها وفي الأساس لم تفلح أصلاً في السيطرة على المطار.
-
الإعلان جاء على لسان أنور قرقاش، وليس وزير الخارجية أو محمد بن زايد، كما أنه تم من خلال تغريدة على تويتر. فمن جانب جاء هذا الأمر لتحقير الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي والذي بغض الطرف عن خلافاته التاريخية مع الإمارات، جيء به وبعد معارك الحديدة إلى عدن بزعم التنسيق حول العمليات. لكن إعلان قرقاش يوم أمس عن الاستراتيجية الإماراتية في الحديدة وبهذا الشكل، جاء ليضع شكوكاً حول مكانة هادي المفقودة في اللعبة السياسية باليمن. ومن جانب آخر إن الإعلان على لسان قرقاش وليس بن زايد أو وزير الخارجية، وعلى تويتر وباللغة الإنجليزية، يدل على أن الإمارات مصممة على تخريب كافة الجسور خلفها إن لم تحقق النتائج التي تصبو لها.
-
امتعاض الولايات المتحدة من استطالة أمد معركة الحديدة، واحتجاجها على المعلومات المغلوطة بشأن حرب اليمن وبشأن قوة التحالف وما تقابلها من قوة لدى الجيش اليمني واللجان الشعبية، وهواجسها من أن تكتب نتائج الإخفاق على حساب الأميركان، إلى جانب إعلان ماليزيا قبل ايام الانسحاب من قوات التحالف في اليمن، كل هذه المؤشرات والتي تنم عن انكسار شوكته، كانت سبباً في القرار الإماراتي الجديد وأسلوبها في الإعلان عنه.
-
كما يبدو أنه ونظراً لتعاظم الاختلاف بين السعودية والكويت وانكاشفه إلى العلن في الأيام الأخيرة بشأن المناطق النفطية على الحدود بين البلدين -الوفرة والخفجي- إلى جانب الخلافات الحدودية السعودية مع جاراتها، قد دفعت محمد بن زايد إلى الاعتبار من المصير الذي يواجه أعضاء دول مجلس التعاون، لكي لا يكون سهيماً في النفخ في عضلات محمد بن سلمان.