تحليل/ ميخائيل عوض / وكالة الصحافة اليمنية//
كان للبحرية البريطاني بصفتها دولة بحرية دورا محوريا في تامين الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس. ومع تراجعها وانكسار شوكتها التي مثلت حرب السويس ١٩٦٥ نقطة تحولها وتراجعها الحدي، اورثت وتشاركت مع امريكا السيطرة على البحار والمضائق واصبحت امريكا بحاملات طائراتها وببحريتها واساطيلها القوة المهيمنة على المضائق والممرات والبحار ما امن لها التفرد والسيطرة على النظام العالمي ووراثته كقوة مهيمنة ومسيطرة تفرض ما تشاء وتلزم الدول وتضطهد الامم والشعوب لتنهبها، وتفرض العقوبات والحصارات الظالمة على الامم والشعوب التي ترفض الاملاءات والخضوع للمشيئة الامريكية.
فالسيطرة على البحار تؤمن السيطرة على التجارة العالمية والقدرة على فرض الحصارات والتجويع كما تؤمن القواعد وانتشار الجيوش البرية ويعطي الافضلية في الحروب التي تفتعلها امريكا وحلفها الانجلو ساكسوني.
لم يكن لمحور المقاومة دور وحضور في البحار، حتى المياه الاقليمية طالما عجزت الدول عن تأمينها وحمايتها، فبلطجت امريكا وفرضت الحصار على الدول والفصائل واطبقت على ايران وسورية وغزة وعلى اليمن وكوبا وفنزويلا. وانهكت حروب العقوبات والحصارات الشعوب والدول ووضعت بعضها على حافة الجوع.
في السنوات الاخيرة تجرأت ايران وتمكنت من بحارها واهتمت بقوتها البحرية والصاروخية وتقدمت في صناعتها وصناعة المسيرات والزوارق السريعة، وخاضت حرب السفن مع اسرائيل واخضعتها.
كما خاضت حرب الممرات وظفرت بها وارسلت سفنها وحاملات نفطها الى فنزويلا وسورية ولبنان عنوة وهدد السيد نصرالله بان السفن ستحمل بالمشتقات النفطية من ايران وتصل الى لبنان وحال تحميلها سترفع العلم اللبناني وتحدى اسرائيل وامريكا ان تعترضها ووصلت.
حرب غزة استعجلت الكشف عن ميزان القوى البحرية في المتوسط والاحمر وبحر العرب والخليج ومن يسيطر على هذه البحار يتحكم بالاقتصاد العالمي وبالحروب ايضا
كما انجزت ايران والصين وروسيا المناورات البحرية في هرمز وبحر العرب اشارة الى تحالف عالمي ساع لمنع السيطرة الامريكية البريطانية على المضائق والممرات والبحار.
وبرغم الاحتكاكات وتبادل حجز الحاملات بين ايران وبريطانيا والاطلسي عندما تجرأت مضيق جبل طارق وحجزت شحنة متوجهة لسورية فقامت ايران بحجز بواخر وسفن وانتصرت وفرضت ارادتها.
حتى حرب غزة كانت الامور تجري بسلاسة وهدوء، وبطئ، والخطط الايرانية وحلفها اوراسيا ومحور المقاومة يتقدم لفرض نفسه في البحار، الا ان حرب غزة استعجلت الكشف عن ميزان القوى البحرية في المتوسط والاحمر وبحر العرب والخليج. وهذه بحار وممرات ذات اهمية استراتيجية في التجارة العالمية وفي حروب العقوبات والحصارات، وفي تقرير لمن ستكون السيطرة ومن يسيطر على هذه البحار يتحكم بالاقتصاد العالمي وبالحروب ايضا.
سيطرة الحوثيين على البحر الاحمر وتحدي البحرية الامريكية والبريطانية واستهداف مدمراتها والسفن الاسرائيلية اسقط مشاريع قناة بن غوريون والتطبيع وتنشيط التجارة عبر اسرائيل الى الخليج واسيا، وتجويع مصر