المصدر الأول لاخبار اليمن

التهويل الامريكي والأوروبي على لبنان…حصرم رأيته في حلب

تحليل/ ميخائيل عوض/ وكالة الصحافة اليمنية//

 

 

اكثرت الدول الأوروبية ومبعوثيها التهويل والهوبرة على لبنان وعلى حزب الله والمقاومة وبلغ التهويل ذروته بمحاولات ارسال قوات مقاتلة المانية وفرنسية بذريعة تامين وحماية المواطنين والسفارات، وجرى الحديث عن طائرات وحمولات من السلاح والذخائر وأجهزة تشويش وتنصت وتعقب شحنت الى مطار حامات.
وفي اخر النسخ تهويل فرنسي وامريكي وتهديد بحرب اسرائيلية لتدمير بيروت والضاحية والا فالتمديد لقائد الجيش لحاجات اوروبية امريكية لا لضرورات لبنانية وابعاد المقاومة الى ما بعد الليطاني وتطبيق وتعديل القرار١٧٠١.
الغرب يهول ويهوبر ويعمم اوهام ورغبات لا اساس ولا ظروف لها او بيئات او قوى قادرة على وضعها موضع التنفيذ في ارض الواقع وكل ما تستطيعة احتلال وادارة العالم الافتراضي والرهان على هواجس ورغبات البعض والعيش في احلام ليالي الصيف.

بينما الواقع ومجرياته يفيدنا بالعكس تماما. وكان السيد حسن نصرالله قد حسم الامر بقوله؛ العين على الواقع والميدان واحداثه لا على الشفاه وتاليا ما يكتب وينشر ويقال بفشخرة فارغة في وسائل التواصل والعالم الافتراضي لا يغني ولا يزبد فهو كلام تذروه الرياح.
ماذا في الميدان؛
حزب الله يدرك تمام الادراك ان دوره في اليوم الثاني اذا ذبحت غزة وان كل الوعود والهبات والاغراءات مجرد كذبه وخديعة  ومحور المقاومة يعرف ان امريكا تصافح ولا تسامح فقد قتلت القذافي بالخازوق وعرفات بالسم وصدام بالمشنقة والثلاثة استجابوا للخديعة وامنو الوعود وحاولوا التساوق والاستجابة لما فرضه الامريكي بواسطة السمسار الاوروبي.
ومحور المقاومة من المفترض انه مفعم بالإيمان والمؤمن لا يلدغ من نفس السمسار والقاتل مرتين!!؟؟.
جاءت الاساطيل الامريكية ومنتجاتها الاحدث وخرج بايدن شخصيا بتهديدات لحزب الله ولبنان وسورية وايران. وتبرع وسطاء بنقل التهديد والوعيد، فكان التطنيش سيد الموقف وجاء الرد بالميدان.
فتحت جبهة الجنوب وكسرت قواعد الاشتباك التي تقررت منذ ١٩٨٢ و٢٠٠٦ واصبح مسرح الحرب في الجنوب يزيد عن مساحة غزة بثلاث اضعاف فالحرب دائرة بعمق ٥ كيلو متر في اراضي فلسطين وبذاتها في لبنان وطول الحدود ١٠٥ كيلو متر، بينما مساحة غزة كلها ٣٦٠ كيلو متر، وزاد الحزب بقصف مواقع وبتسيير المسيرات الى عمق ٤٠ كيلو متر، وقالها بلسانه العربي الفصيح؛ لقد اعددنا لأساطيلكم ما يناسبها فان كنتم جادون فنحن جاهزون.
وعلى الاثر بلع بايدن لسانه واعلن في طريق عودته من اسرائيل انه ابلغ نتنياهو بعدم توسيع الحرب الى لبنان وان فعلها فأمريكا غير معنية.
في الميدان ايضا ضرب محور المقاومة حيث لم يحتسب الامريكي والاسرائيلي فبحر العرب والبحر الاحمر باتا تحت صليات انصار الله وكذلك جنوب فلسطين وايلات الذي يستوعب ٧٦% من مبادلات إسرائيل التجارية. وهددت صواريخ اليمن ومسيراتهم مفاعل ديمونا واستولى اليمنيون على بواخر وتحرشوا بمدمرات امريكية تأكيدا لما قاله السيد من اننا اعدينا العدة المناسبة للتعامل مع اساطيلكم.

وفي الميدان وبحسابات دقيقيه ومتقنة لم يعلق حزب الله على جهود تعديل وتطبيق ١٧٠١ بل امن لحماس والجهاد وقوات الفجر ولمن يرغب المسرح والساحة ليبل يده بالإسرائيليين ووفر الظروف المؤاتيه للمشاركة في الحرب. ولم يعر اهمية للصراخ والعويل في الاعلام والوسائط  وردا في الميدان على التهويل بفرض تطبيق ١٧٠١ اوعز لحماس ان الظرف والوضع بات مناسبا لانخراط اللاجئين الفلسطينيين في حرب تحرير فلسطين. فأعلنت حماس تشكيل طلائع طوفان الاقصى في لبنان وما فعلته حماس بات مشروعا للجهاد والجبهة الشعبية ولأي فصيل يرغب ويريد المشاركة العملية في الحرب بفروعها المختلفة وبالسلاح.
والميدان تم ضبط توقيته وساعته ليس على توقيت واشنطن او باريس او لندن وتل ابيب وتهديداتهم الفارغة والخلبية ” فشينك” انما على توقيت انتصار غزة وانتصار حماس الهدف الذي التزمه السيد حسن نصرالله وقال بصريح العبارة دون تحقيقه الحرب الطاحنة وحرب يوم القيامة ونتيجتها ان جرت كنس إسرائيل والمصالح والقواعد والاساطيل الامريكية والاطلسية وترحيل ادواتهم وحلفائهم من الاحزاب والزعامات والقوى بما في ذلك النظم والاسر.
الثابت ان النخب الحاكمة في اوروبا وامريكا والاطلسي قد شاخت وضربها العجز عن التفكير وبات الباركنسون يحكم ذاكرتهم وعقولهم جميعا، ويعيشون في حالة انفصال وانفصام عن الواقع ومجرياته، وقد ظهرت عوارض الشيخوخة والترهل في إداراتهم وادارة الكيان الصهيوني المأزوم والكل يعيش في زمن العطالة والعجز.
ذاته المرض الذي ضرب الامبراطوريات واداراتها ونخبها فسقطت واندثرت واخر الامثلة ما كان عليه الاتحاد السوفيتي قبل سقوطه وقد لا يكون عفوا قول بوتين؛ ان امريكا ونخبتها وقيادتها تعيش ذات حالة السوفيت قبل انهيار الاتحاد.
الميدان يتحدث ويده العليا ولسانه وحده الناطق بما يجري وبما سيكون.
للتذكير ان حشد الاساطيل والموفدين جاؤوا للتحذير والتهويل والطلب بالا تفتح جبهة الجنوب والا يبدا حزب الله حربه الموعودة لتحرير فلسطين وقد ردت المقاومة في كل الميادين. فماذا عدا لبدا حتى يستأسد الفرنسي ويرفع صوته بالتحذير من عدوان اسرائيلي على لبنان، والتهويل بتدميره؟؟؟ هل نسي الفرنسي والامريكي تهديدات واصبع السيد حسن وعروض ومناورات قوة الرضوان؟  واذا كانوا ينسون لضعف ذاكرتهم القصيرة … الا يعقلون؟؟  فإسرائيل العاجزة عن تحقيق مكسب واحد في غزة فهل من عاقل يخاف منها ويصدق انها قادرة على فتح جبهة لبنان والمقاومة تملك مئات الاف الصواريخ الدقيقة ومئات الاف الرجال الاشداء وتقاتل في جغرافية تفيض عن ثلاثة ملايين كيلو متر مربع وجبهات مفتوحة بريا وبحار اربع اصبحت مسارح وساحات اشتباك وعشرات ملايين المتطوعين لنيل الشهادة او النصر…
حقا تهويل فرنسا وامريكا على لبنان اشبه بقول الثعلب ؛ حصرما رأيته في حلب.
فالزمن وموازين القوى والتطورات كلها اصبحت في صالح فلسطين وغزة وحلفها المقاومة وتحرير فلسطين جار وايام اسرائيل العادية باتت معدودة..
الواقع والميدان اصدق قولا واجدى فعلا.
المهولين والمرتجفين والخائفين لهم ان يشربوا البحر فقد يهدأ روعهم.
القرار والجهد والعدة والعدد اكتملت والحرب الجارية كما وصفها نتنياهو وغالانت حرب اسرائيل الوجودية. ومحور المقاومة يخوضها على وعد السيد حسن كحرب كبرى لتحرير فلسطين كلها. والا لماذا يتم نعي الشهداء على طريق القدس، ولماذا شرع لحماس والجهاد وقوات الفجر بالمشاركة الفاعلة عسكريا من جنوب لبنان؟ ولماذا اذن لحماس بتشكيل طلائع الطوفان….
العقل زينه.

 

*كاتب ومحلل سياسي لبناني

قد يعجبك ايضا