تحليل:ميخائيل عوض / وكالة الصحافة اليمنية//
ثلاثة مواقف اطلقت من اعلى القيادات المعنية بحرب غزة.
بايدن بق البحصة وقالها علنا؛ على نتنياهو تغير حكومته الاكثر تطرفا. واسرائيل تخسر التأييد العالمي والخطر داهما على يهود العالم.
كان سبقه نتنياهو بالقول: لا دولة فلسطينية، ولا سلطة فلسطينية ولا مكان لحماس، ورجم اوسلو وحمله مسؤولية ما الت اليه اسرائيل…
اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس بعد غياب عن الشاشات يستدرج عروض ويؤكد لا تسويات ولا تفاوض بدون حماس وفصائل المقاومة…
ماذا عن اليوم الثاني لحرب غزة.
نتنياهو وبايدن ينطلقان في تصريحاتهم التي كشفت عن خلافات جوهرية بينهما من افتراض غير واقعي يقوم على استدراج عروض ما بعد غزة وحماس وكان الامر محسوم فيما الامر المحسوم وحده ان اسرائيل هزمت وستهزم هزيمة مذلة في غزة وعلى يد كتائب القسام واخواتها من فصائل المقاومة والمحور شريكا محوريا بانتزاع النصر.
السؤال هل هنية استشار الكتائب والسرايا والفصائل في استدراج العروض ام استعجل حجز مكان لحماس في التفاوض لإنتاج وهم جديد لا مكان له ولا قوى ولا عناصر ولا بيئات تحت مسمى حل الدولتين غير القابل للتحقيق ابدا ابدا فقد ولى زمانه وانتهت ظروفه وتوازناته وقواه الحاملة عندما قتلت اسرائيل رابين بسبب وديعته للآسد.
اما عن اليوم التالي؛ فكل واي من المعطيات والمؤشرات والوقائع ومجريات الحرب والتحولات تجزم بالقطع انه اصبح قريبا بشهادة تقاطع التصريحات زمنيا، وموضوعا. وستخرج فيه القسام والفصائل والمحور بنصر عزيز وثمين بل تاريخي ونوعي وفرط استراتيجي.
ثم يبدا التفاوض على شروط القسام ويجري تبيض السجون وتبدا حملة تفاوض ومؤتمرات دولية واقليمية للسعي خلف سراب حل سياسي للصراع ينشد دولتين في فلسطين التي اكدت تطوراتها واحداثها وجولات الحروب التي ادارها محور المقاومة منذ معركة الكرامة ١٩٦٨ حتى طوفان الأقصى وفي جميعها هزمت إسرائيل وانتصر المحور، واستهلكت الحلول السياسية للصراع وجاء كلام نتنياهو فاصلا لا سطلة ستان ولا حماس ستان واوسلو المسؤول بما يعني ان إسرائيل بغالبيتها اصبحت يمينبة ومتطرفة ومتدينة وليست فقط حكومة نتنياهو واسرائيل الدينية تحترب وتهزم وتباد ولا تقبل حل الدولتين وليس لأمريكا او احد في الزمن الجاري والمسموح لإنجاز وهم الدولتين ان يؤهلها، فبايدن وصف الحكومة بالأكثر يمينية وتطرفا لكنه لم يفهم انها جاءت بعد ٥ انتخابات كنيست وهي على صورة المجتمع الذي اغرته التنازلات والخيانات والتطبيع فتوهم ان يقيم دولته اليهودية على كامل فلسطين وكان قرر تهجير غزة الى مصر والضفة الى الاردن وفلسطيني ٤٨ الى لبنان مشروعها، ولم يدرك ان الزمن بات طوع المقاومة ومحورها وبأنه بفعلته اكد مقولات التاريخ وخلاصاته بان الحق القومي لا يقبل القسمة والفلسطينيين المنتصرين في الحروب وفي حرب غزة لن يقبلوا ولن يفرطوا، وكانت طوفان الاقصى المؤشر الاشد دلالة على ان الحل الوحيد للصراع يتجسد بهجرة الفلسطينيين الى فلسطين كلها بتحريرها وبطرد الغزاة المستوطنين.
في اليوم الثاني لتبييض السجون سيشتد ساعد وعزيمة الضفة ويرفد مقاومتها تسعة الاف من المحررين، وسيتحقق اهلها واهل فلسطين ال٤٨ ان المقاومة وحدها القادرة على استعادة الحق وان محور المقاومة فتح حرب كبرى وواسعة واقليمية لنصرة غزة والتزم ان تنتصر وتنتصر حماس ولو ذهبت الحرب الى اي مذهب.
والضفة وفلسطين ال٤٨ وغزة واللاجئين يدركون ان اليمن نصرهم والعراق قاتل معهم ولبنان انهك اسرائيل وجيشها وكسر عنقها وان العراق وسورية حضروا في حربهم وهذا المحور شريكا في النصر وسندا حقيقيا للضفة وغزة وباق على سلاحه والاصابع على الزناد حتى التحرير الكامل.
في اليوم الثاني، اعد نتنياهو وحكومته اليمينة والمتطرفة عشرات الاف المسلحين من المستوطنين الغزاة المتدينين واليمينين المتطرفين وبدا حرب ابادة الضفة وفلسطيني ال٤٨ وليس في امريكا او اسرائيل او بلدان التسويات والتطبيع من يلجمهم ومكلفون من نتنياهو وسيمورتش وبن غفير بذبح الضفة والفلسطينيين في ٤٨ دون هوادة ودون الالتفات لما يقال في مجلس الامن والامم المتحدة ولا في المؤتمرات الدولية والاقليمية ولن يستجيبوا للوفود الساعية لرعاية التفاوض على حل دولتين انتهى زمانه وفرصه من زمن بعيد.
في اليوم الثاني ستنفجر اسرائيل على نفسها وتسقط حكومتها وتدخل الفراغات الحكومية والنيابية ولن تنجح انتخابات كنيست في انتاج حكومة قوية صلبة تسووية فذاك زمن انتهى ولن يعود بعد ان هاجر ١،٥ مليون من الاشكيناز والطبقة الوسطى وتبخر ممثليهم حزب العمل وميريتس والهستدروت، وبات المجتمع بأغلبيته الساحقة متطرفا ويمينيا ومتدينا.
لا حل دولتين والحل الوحيد المتاح حل الدولة الواحدة الفلسطينية الخالصة فما ارتكبه نتنياهو في غزة وما يرتكبه المستوطنون في الضفة وفلسطين الـ ٤٨ اسقط اي حلم بحل دولة واحدة “لقوميتين” والحق والزمن والجاري ينسف بالمطلق احقية المستوطنين بقومية وبدولة وحتى ينفي امكانية الشراكة في دولة واحدة.
حل الدولتين والحلول التسووية ليست اكثر من وهم وامل لإبليس بالجنة.
سبق السيف العذل..