صنعاء (وكالة الصحافة اليمنية) – سقط عشرات القتلى والجرحى، بينهم سكان مدنيين، إثر تجدد الاشتباكات المسلحة اليوم الخميس بين مسلحين يقودهم ابن أخ الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح والقوات الأمنية مسنودة بلجان شعبية تابعة لجماعة الحوثيين وسط العاصمة صنعاء، بحسب مراسل وكالة الصحافة اليمنية وشهود عيان.
وقال مراسل الوكالة أن قوات أمنية من كتائب التدخل السريع طوقت منزل طارق محمد عبدالله صالح، قائد القوات الخاصة التابعة لقوات الحرس الجمهوري سابقا، وانتشرت حول منزله والشوارع المجاورة في الحي السياسي جنوب غرب العاصمة، محاصرة عشرات المسلحين المتمترسين في منزل طارق ومقر اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام وعلى أسطح منازل السكان المجاورة في شارع الجزائر.
وقال شهود العيان أن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والرشاشة لا تزال جارية منذ العصر حتى لحظة صياغة الخبر 8:30 مساءً ، وأن قوات الشرطة أخلت عدد من الشوارع الرئيسية المجاورة في منطقة حدة لتأمين حياة المواطنين.
وفي تصريح لمراسل وكالة الصحافة، قال مسؤول أمني “أن طارق صالح استجلب المسلحين من معسكر الملصي الذي يستخدمه طارق منذ شهور لتجنيد الموالين له من عشيرته وأقربائه في قريته بمنطقة سنحان جنوب غرب صنعاء.
وبحسب شهادات سكان المنطقة، فقد تدخلت قوات الأمن واللجان الشعبية لجماعة الحوثيين بعد ساعات من الاعتداءات المسلحة من قبل مسلحي طارق وإطلاق الأعيرة النارية مباشرة على سيارات المواطنين والوفود الشعبية المتوافدة أثناء اجتيازهم الشارع المجاور لمنزل طارق باتجاه ساحة السبعين للمشاركة في الحفل الجماهيري الشعبي لإحياء ذكرى مولد الرسول محمد، الذي نظمته جماعة الحوثيين وأنصارها.
مراسلنا في ميدان السبعين أكد سماع أصوات أعيرة نارية لأسلحة رشاشة تنطلق من الشوارع المؤدية الى المداخل الغربية لساحة الاحتفال أثناء توافد مئات الآلاف من المواطنين للمشاركة في ذكرى المناسبة الدينية السنوية.
وشوهدت سيارات الإسعاف تهرع إلى المكان، وقال السكان وشهود العيان أن عددا من المارة المدنيين أصيبوا بطلقات نارية أثناء مرورهم بالقرب من منزل طارق وتم إسعافهم إلى المستشفيات.
أكد مسؤول أمني مقتل ثلاثة مسلحين على الأقل وجرح آخرين من مسلحي طارق أثناء اشتباكات فرعية في رأس شارع الجزائر جوار مبنى اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي. في حين قال شهود عيان أنهم شاهدوا عشرات القتلى والجرحى سقطوا من الطرفين أثناء الاشتباكات في مواقع متفرقة من الاشتباكات.
شهود عيان أكدوا قيام عدد كبير من مسلحي طارق باقتحام عدد من المنازل والعمارات في محيط اللجنة الدائمة والتمترس فيها متسببين في هلع الأطفال والنساء ما تسبب في حدوث اشتباكات بين المسلحين وبين سكان بعض المنازل التي تعرضت للاقتحام.
وقال نبيل الصوفي، السكرتير الصحفي للرئيس الأسبق صالح، :”أن صنعاء بخير وأن هناك عقلاء في أنصار الله وحزب المؤتمر يبذلون جهوداً كبيرة لاحتواء الخلاف والتهدئة”.
وكرر الصوفي في منشور له على صفحته في الفيسبوك : “أن صنعاء بخير مادام فيها رجال يظهرون عند الأزمة يقدمون أرواحهم في سبيل حل الخلافات التي يمنعها توازن القوة والحكمة لتحقيق انتصارات خاطفة ضد الجهل والعدوان”، وذلك في إشارة إلى الحرب التي تشنها قوات التحالف العسكري بقيادة السعودية والإمارات على اليمن منذ مارس 2015. لكن لم يتسنى على الفور التواصل مع الصوفي لاستفساره حول ما يقصد بكلمته “انتصارات خاطفة ضد الجهل”.
في الأثناء، تدخلت لجنة وساطة جديدة للتهدئة برئاسة محمد القوسي، وزير الداخلية في حكومة الشراكة الوطنية بين المؤتمر والحوثيين وحلفائهم، لاحتواء الخلاف، بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية.
ويأتي تشكيل اللجنة الجديدة بعد فشل تدخل وساطة بالأمس إثر مقتل أربعة مسلحين من أتباع طارق تمترسوا في جامع الصالح واستحدثوا نقاط في شارع الجزائر وشارع صخر والحي السياسي بمديرية الوحدة . اضافة الى اقتحام احد المساجد “جامع الفنية” والتمترس فيه ، وأطلقوا النار على اللجنة الأمنية لوزارة الداخلية المكلفة بإجراء ترتيبات تأمين ساحة الاحتفال عشية ذكرى الاحتفالية الدينية.
ولم تعرف بعد دوافع طارق صالح في استماتته في السيطرة المسلحة على جامع الصالح وساحة ميدان السبعين العامة ومنع مرور المواطنين من شارع رئيسي بالقرب من منزله، إلا أن موقع حزب المؤتمر الشعبي العام أدان الحادث في بيان له أمس الأربعاء وأيد لجنة الوساطة لإنهاء الخلاف ولم يزد على ذلك.
في حين ركزت وسائل إعلام الحوثيين على المضي قدما في إقامة الشعيرة الدينية مغفلة تجاوزات مسلحي طارق.
وكانت وسائل إعلام موالية لحزب المؤتمر بثت تقارير عشية إقامة الاحتفالية تعبر عن مخاوف من هجمات إرهابية محتملة قد تستهدف الحشود الجماهيرية المتوافدة إلى ساحة الاحتفال.
وقبيل ساعات قليلة من انطلاق الاحتفال، هز انفجار عنيف أرجاء العاصمة، وهرعت قوات الأمن لمعاينة مكان الانفجار. وقال مسؤول أمني لوكالة الصحافة اليمنية من مكان الانفجار أن الانفجار حدث بمنزل في شارع الخمسين على بعد أمتار قليلة جنوب ساحة الاحتفال، وسببه “انفجار حزام ناسف بانتحاري فشل في تجهيزه”.
فيما لايزال جامع الصالح تحت حراسة قوات الامن ولجان شعبية بعد ان سيطرت عليه قوات تابعة للحوثيين أمس الخميس ، وقال بيان نشره الاعلام الامني التابع لوزارة الداخلية أن اجهزة الامن واجهت عصابات مسلحة خارجة عن القانون تتمترس في جامع الصالح ورفضت اخلائه لتسهيل مهام تأمين ساحة الاحتفال بالمولد النبوي ، وتم العثور داخل بدروم واسع تحت الجامع على أسلحة وسيارات مدرعات وعربات عسكرية وأطقم مسلحة.