متابعات خاص/ وكالة الصحافة اليمنية
تحولت مدينة تعز إلى «ساحة إعدام» كبيرة، وسجون سرية، يسكنها ثلاثي مرعب: التعذيب، والذبح، والقتل. كل فصيل من الفصائل المسلحة، في المدينة، بات يمتلك سجوناً سرية، في المناطق الواقعة تحت سيطرته، يمارس فيها أبشع أنواع الجرائم، والانتهاكات الصارخة، والمخالفة لكل القواعد والمعايير الدولية المتعلقة بإدارة السجون والمعتقلات.
وبحسب موقع العربي الإخباري أكد مصدر أمني في المدينة أن “تعز تحولت إلى سجن كبير، يحوي بداخله سجون ومعتقلات أشبه بمعتقلات ((غوانتانامو))، وكل فصيل من الفصائل المسلحة في المدينة، نصّب نفسه جهة ضبطية وأمنية في تعز”.
وأفاد المصدر أن «المعتقلين في السجون السرية التابعة للفصائل، يعيشون أوضاع غير إنسانية، ومعاملة قاسية تصل إلى التعذيب المُفضي إلى الموت، بسبب استخدام أبشع الوسائل والأساليب في التعذيب».
جماعات مسلحة
وكشف المصدر، الذي فضل عدم ذكر إسمه، أن «فصيل جماعة أبو العباس السلفية، الموالية للإمارات، بقيادة عادل عبده فارع الذبحاني، لا زالت تمتلك ثلاثة سجون سرية، في المدينة القديمة، أكبرها سجن مجمع هائل في الميدان، في مديرية المظفر، كما أن لكتائب حسم، والمعروفة الآن باللواء الخامس رئاسي، بقيادة عدنان رزيق، سجن سري بمكتبة السعيد، في منطقة الأشبط، وآخر في الضباب، غرب المدينة».
وقال المصدر “أما حزب الإصلاح، فيمتلك تسعة سجون سرية، لا تزال تحت سيطرته حتى اليوم، منها ثلاثة سجون سرية في منازل متقاربة بمنطقة عصيفرة، أحدها منزل حمود خالد الصوفي، رئيس جهاز الأمن السياسي السابق، والذي يعتبر سجن سري لإخفاء وتعذيب المخفيين قسراً، بالإضافة إلى سجن مؤسسة الكهرباء، وسجن المجمع القضائي في جبل جرة، والذي يديره القيادي في حزب الإصلاح سالم عبده فرحان، والمعروف، بسالم، وسجن نادي المسبح، في حي المسبح، والذي يديره قائد اللواء 22 ميكا، العميد صادق سرحان، وسجن مدرسة نعمه رسام، والذي يديره قائد محور تعز، اللواء الركن، خالد فاضل، وسجن مكتب التربية والذي يعتبر سجن إحتياطي للحزب”.
وأكد المصدر أن: “سجون تنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة، والتي كان مقرها، في الجمهوري، ومدرسة أروى بالمجلية، وسوق الصميل، تم نقلها وبطريقة سرية، أثناء مداهمة الحملة الأمنية للمناطق المتواجدة فيها تلك العناصر شرق المدينة”.
ولفت إلى أنه «لم يعد هناك سوى سجن واحد يتبع عناصر تنظيم القاعدة في محكمة الاستئناف بحي الجمهوري».
تعذيب حتى الموت
وقال «م.س.ع» وهو حارس سابق، في سجن مؤسسة الكهرباء: “في إحدى المرات كان هناك سجين، في منتصف العمر، وكان يعاني من أمراض عدة، منها التهاب في القولون وقرحة في المعدة، طلب من المحقق أن يعطيه العلاج فرفض ذلك، بل إنه أمر أحد الأفراد الذين يعذبون السجناء أن يضربه بعصا مليئة بالمسامير، وقعت ضربة وبطريقة الخطأ كما قال على رأس السجين، سقط على إثرها ميتاً، فأمر المحقق إثنين من الحراس أن يضعوا جثته في شوالة، ويحملوها فوق متر ويرموا بها في السائلة”.
إخفاءات قسرية
وبحسب آخر إحصائية، لمدير مكتب حقوق الإنسان، في المحافظة، علي سرحان الشرعبي، فإن «المخفيين قسراً، الذين لا يعلم مصيرهم أحد حتى اليوم، بلغوا 2700 شخص».
وحول هذه الإنتهاكات والممارسات المرعبة التي يتعرض لها المعتقلين في سجون القوات التابعة لـ«التحالف» في تعز، وأسبابها، يؤكد الناشط الحقوقي، مختار الشميري، في حديث إلى «العربي»، أنه «ومنذ بداية الحرب في تعز، اعتقل وأُخفي عدد من المواطنين بذريعة موالاتهم لجماعة الحوثي ثم امتدت موجة الاعتقالات إلى كل من يعارض سطوة الفصائل والأحزاب المهيمنة في المدينة».
وأضاف الشميري، أن «عملية الإعتقال والإخفاء، بعد اندلاع المواجهات المسلحة بين حزب الإصلاح وجماعة أبو العباس أخيراً، تطورت لتشمل اعتقال مدنيين أبرياء لا تهمة لهم سوى أنهم يقطنون في منطقة الخصم، حيث اعتقل بعض المواطنين بتهمة الإنتماء إما للجماعة السلفية أو لحزب الإصلاح في المربعات التي يسيطر عليها الطرفان».
ويؤكد الشميري، أن: “المعتقلين في سجون الفصائل والأجهزة الأمنية بتعز، يعيشون وضعا إنسانيا مأساويا، حيث يقبع معظمهم منذ أكثر من عام في سجون إنفرادية ويتعرضون يومياً لشتى أنواع التعذيب الجسدي والمعنوي ومختلف الإهانات، والانتهاكات وسوء المعاملة”.
وأشار إلى أن «السلطات المحلية في المدينة وكعادتها تتجاهل مأساة المعتقلين في سجون الفصائل المسلحة حتى اليوم ولم تحرك ساكناً، رغم معرفتها الكاملة بالتفاصيل ومواقع تلك السجون السرية للفصائل».
وهذا ما يثبت اشتراك تلك الأجهزة في ممارسة أبشع الجرائم بحق المعتقلين في السجون التي تشبه كثيرا سجن غوانتنامو.
المصدر: العربي