’يديعوت’: وليّ العهد السعودي أصبح شريكًا ثالثًا للحرب بعد الأردن ومصر
سمدار بيري – صحيفة “يديعوت أحرونوت”
أمام أعيننا يتشكل “السلام الجديد”. لم يعد “السلام” البارد، المتنكر والعدائي، بل سلام يستتر في أعلى الأماكن في قيادة السلطة. حاكم مقابل حاكم، في حالة مصر، وآلية مقابل آلية، في حالة الأردن. السيسي يعلن من تلقاء نفسه بأنه يتحدث إلى نتنياهو، وهذا يلقي بملاحظة حول “محادثة مثيرة للاهتمام مع الرئيس المصري”. وفي حالة الملك الغاضب في الأردن، لم يعد الشارع بحاجة إلى التظاهر ضد علامات تدل على العلاقات الطبيعية. كل شيء مخفي، و”إسرائيل” تتحرك بعيدا.
الآن يدخل الشريك الثالث الى الصورة. ولي العهد الشاب من المملكة العربية السعودية، الذي يفرض نظامًا جديدًا، سياسيًا واقتصاديًا وربما اجتماعيًا، وبالنسبة له فان السماء هي الحدود. من يجب أن نصدق: الوزير يوفال شتاينتس، الذي يدلي بتصريحات حول التعاون والاتصالات السرية، أو وزير الخارجية السعودي عادل جبير، الذي ينكر بشدة ويصر على أن الأمور لم تحدث أبدًا. هذا يسمح لنا بالتكهن أنه لو لم تكن هناك اتصالات، لكان الوزير السعودي سيسمح لنفسه بأن يبقى صامتًا. هناك علامات كثيرة جدًا تتراكم وتؤكد وجود حوار رفيع المستوى. الكثير من المصالح، وعلى رأسها التهديد الإيراني، تربط بين الرياض و”تل أبيب” تحت البساط. أنا على استعداد لتصديق وزير الخارجية السعودي، حين يصر على أننا لم نبدأ بعد في مسار العلاقات المفتوحة. وسيجري الاختبار قريبًا، إذا أصدروا تأشيرات دخول إلى الرياض لفريق الشطرنج الإسرائيلي، وكيف سيتم استقباله، إذا تم ذلك على الإطلاق.
“السلام” الجديد يرسم حدود معسكر “الأخيار” ضد معسكر “الأشرار” في منطقتنا، بين “المحور الإسلامي العربي المعتدل” والمحور الايراني، بعد ان استقرت إيران بالفعل في أربع عواصم: بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت. رجال الحرس الثوري لا يخرجون في نزهة سنوية؛ لقد جاؤوا للإستيلاء على مواقع. في المحور المعتدل يتعلمون المشي كما على قشور البيض. وإذا اندلعت المواجهة في مكان واحد، فإن الحرب المقبلة ستكون أشد حرب رهيبة وصعبة سنعرفها، بأسلحة لم نحلم بها أبدًا، حرب مشبعة بالدم والدمار. هذه الحرب لن تجري بين الدول. بل ستجري داخل “المعسكر الإسلامي” الذي يحاول الجميع الآن صده، وستواجه “إسرائيل”، العالقة في الوسط، صعوبة في الإفلات منها.
شركاء “السلام” الجدد يتعلّمون معًا قياس أبعاد الصراع المقبل. يجب أن نلاحظ التحذيرات من جهة الأمين العام لحزب الله وصفارات التهدئة التي تخرج من جانبنا. لا أحد يعتزم بدء مغامرة في لبنان ضد الإيرانيين ومستودعات الصواريخ التابعة لحزب الله. لا أحد في الرياض والقاهرة وعمان سوف يتحمل مسؤولية اتخاذ الخطوة الأولى ضد إيران، والتي لا يمكن معرفة أين وكيف ستنتهي. والسلام؟ سيبقى في مكانه الجديد، الخفي، وسيبتعد عن المجال المدني، لأن الزعماء مشغولون.