وصف القيادي بجماعة الحوثيين وعضو المكتب السياسي حمزة الحوثي البيان الصادر عن قيادات بالمؤتمر الشعبي العام بأنه كان صادماً وأنه لم يكن هناك تفسير له سوى تعمد عرقلة فعالية المولد النبوي مؤكداً أن تلك القيادات سقطت سقوطاً ذريعاً ولم تحترم حتى قواعد المؤتمر الشعبية، وأكد أيضاً أن الاعتداء على المواطنين جريمة لا تغتفر.
وقال الحوثي في حديث خاص لـ المراسل نت إن “البيان الصادر عن بعض قيادات المؤتمر الشعبي العام يوم أمس ومثله تصريح اليوم كان مفاجئا وصادما وغير مبرر، وعبَّر عن تحامل غريب لم نستطع تبريره أو تشخيص سببه سوى تعمد أصحابه افتعال أحداث الأمس والضجيج بذلك البيان بهدف محاولة النيل من تفاعل الجماهير مع المناسبة المقدسة، وتدشينا لمسار مخطط ومرسوم له سلفا تم اختيار التوقيت له بعناية مع اهتمام وانشغال الجميع بالفعالية المقدسة والحرص على نجاحها” مشيراً إلى أن ما وصفه بالضجيج “لم ينل من التفاعل الشعبي مع المناسبة ولو حتى قليلا، ولم نكن نتمنى حدوث ذلك من قبل تلك القيادات أبدا أن نراها تقف اليوم في معرض الحرب لرسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم وإحياء ذكراه” بحسب قوله.
كما علق الحوثي على وصف المؤتمر لفعالية المولد النبوي بأنها سياسية بقوله “لم يكن يوما ولن يكون أبدا الاحتفال بمولد رسول الرحمة احتفالا سياسيا فمنذ متى أصبح إحياء مولد خاتم الرسل وسيدهم استعراضا سياسيا؟! ومن متى أصبح رسول الله إلى البشرية جمعاء احتكارا خاصا بحزب أو تيار أو قبيلة أو شعب بعينه؟!”.
وأضاف في السياق ذاته “كنا نتمنى عدم انجرار تلك القيادات نحو هذا الموقف المخجل بحق رسول الله على الأقل احتراما وحياء من جماهير المؤتمر الشعبي الحرة والشريفة التي يمس مشاعرها كثيرا مثل هكذا تصرف أو مزايدة على حساب نبي الله”.
كما انتقد الحوثي عدم احترام قيادات المؤتمر لقواعدها الشعبية وقال “لقد سقطت تلك القيادات مؤخرا سقوطا مروعا دونما احترام أو حياء من جماهير المؤتمر الشعبي العام العزيزة والغالية على قلوبنا التي تعرف الحقيقة أكثر منا جميعا، والتي يحرجها كثيرا انتهازية بعض القيادات وتصرفاتها واختراقها لمنظومة الحزب بأجنداتها وميولها الوهابية المعروفة بالإضافة إلى علاقات البعض المشبوهة مع الخارج”.
وتابع قائلاً إن “بعض القيادات للأسف لاتحترم ولم تفهم حتى الآن معنى الشراكة والتحالف ويسيئها واقع الشعب ومنه جماهير الحزب العريضة التي التحمت مع بقية فئات الشعب وانطلقت يدا واحدة بكل عنفوان ومسؤولية ومصداقية ومبدئية في معركة الحرية والاستقلال”.
وتطرق الحوثي إلى الأحداث التي شهدتها العاصمة صنعاء خلال الساعات الماضية مؤكدا أن “ما حدث يوم الأربعاء كان اعتداء إجراميا غير مسؤول على أفراد الأجهزة الأمنية وهي تسعى للقيام بواجبها في تأمين فعالية المولد النبوي الشريف بعد منعها وعرقلتها على مدى أيام متتالية من قبل عناصر مسلحة محسوبة على بعض القيادات المتطرفة المحسوبة على المؤتمر الشعبي العام التي أصبحت تصرفاتها وممارساتها غير منطقية ولا عقلانية ولا تعبر عن أولويات الشعب وجماهير المؤتمر الأبية والكثير من قياداته الحرة والشريفةّ”.
وأكد أن ما حدث كان في “غاية الخطورة؛ كونه ولغ في الدماء وتعدى الخطوط الحمراء لشعبنا الحر من خلال استهداف أمن وسكينة المواطنين في أمانة العاصمة واستهداف المؤسسة الأمنية ورجالها البواسل على قارعة الطريق غدرا وبغيا مستهينين بدمائهم وتضحياتهم الذين لولاهم بعد الله لكان حال العاصمة كحال بقية المحافظات المحتلة التي يقتل فيها المواطنين للأسف ليلا ونهاراّ”.
وتعليقاً على سقوط ضحايا من الأمن والمواطنين أكد الحوثي أن “الاستهتار بدماء رجال الأمن والعبث بأمن المواطنين كما حصل يوم أمس جريمة عظمى لاتغتفر، والأدهى من ذلك محاولة تزوير الحقيقة لما حصل والادعاء زورا وافتراء باستهداف منازل البعض إلا أن الأجهزة الأمنية ما لبثت أن كشفت جزءا كبيرا من الحقيقة”.
وفي إشارة للمسلحين التابعين لنجل شقيق علي عبدالله صالح قال الحوثي “طالما تحدثنا عن نشاط بعض القيادات في بناء ميليشيات مسلحة خارج إطار وزارة الدفاع ومساراتها في مواجهة العدوان، والعمل على تدريبها وتأهيلها ومن ثم نشرها وفق خطة مدروسة في منازل وفلل ومقرات داخل أمانة العاصمة لخدمة أجندات خارجية مشبوهة، ولاستهداف الجبهة الداخلية، وسعيا للانقلاب على بنود الاتفاق السياسي ومبادئ الشراكة والتحالف”.
وأضاف في ذات السياق أنه “كانت تلك القيادات تنكر ذلك النشاط الميليشياوي جملة وتفصيلا وتنتفض عند مجرد سماع الحديث عن ذلك سواء في الاجتماعات المغلقة معنا بحضور بعض العقلاء والحكماء أو عبر وسائل إعلامها، ولكن ماحصل يوم أمس واليوم كان دليلا قاطعا على ذلك”.
وجدد التأكيد على أن ما حصل يوم أمس واليوم من انتشار لما وصفها “الميليشيا المسلحة الإجرامية في بعض شوارع وأحياء الأمانة واعتدائها على أفراد الأجهزة الأمنية وبعض أطقمها غدرا وبغيا وقنص المواطنين ظلما وفجورا كان دليلا عمليا قاطعا بحقيقة ما كنا نتحدث عنه؛ وهو الأمر الذي لا يمكن أن يقبل به أي عاقل في هذا البلد إطلاقا”.
وواصل الحوثي حديثه لـ المراسل نت قائلاً “لقد قدمنا من أجل الاتفاق السياسي الكثير من التنازلات والتضحيات في مقابل اشتراطات واسعة من قبل بعض تلك القيادات تعزيزا لوحدة الصف الداخلي وتماسك الجبهة الداخلية، وأملا في توحيد الجهود والطاقات في تفعيل مؤسسات الدولة، وتخفيف معاناة المواطن، وتحسين الوضع الاقتصادي وفقا للمتاح والممكن؛ بما يعزز من عوامل الصمود في التصدي العدوان”.
وأضاف “إن من العجب أن يحاول البعض تغطية جريمته في سفك دماء المواطنين الآمنين والاعتداء على مؤسسات الدولة وسفك دماء منتسبيها وتحديدا المؤسسة الأبرز في البلد وهي المؤسسة الأمنية باتهام الآخرين بتلك الجريرة زورا وبهتانا”.
وعن مزاعم اقتحام المؤسسات قائلاً “إن من العجب ادعاء اقتحام المؤسسات واستهداف بعض المنازل ومحاصرتها كذبا وبهتانا لتبرير جريمته الكبرى في استهداف ضيوف رسول الله صلوات الله غليه وآله ظلما وعدوانا وبغيا ودون أي وجه حق أو مبرر ودون أن يسبق ذلك توتر أو تواجد في تلك الأماكن لأجهزة الأمن، ولم يكتف بذلك بل عمل أيضا على اختطافهم والاعتداء عليهم كما حصل اليوم مع الأخ حسن بن العلامة سهل بن إبراهيم بن عقيل وغيره”.
وقال أيضاً “نؤكد رفضنا الشديد لما اقترفته تلك الأيادي الإجرامية الباغية بحق رجال الأمن والمواطنين يوم أمس واليوم، ونعلن تضامننا ووقوفنا الكامل مع المؤسسة الأمنية وما تعرضت له من اعتداء إجرامي غاشم مشددين وبقوة على فرض الأمن والاستقرار فلا تهاون مع الطغاة والقتلة والمجرمين بأي حال، ويجب محاسبة الجناة والمعتدين وتقديمهم للعدالة حتى ينالوا جزاءهم الرادع، فدماء شهداء وجرحى الأمن والمواطنين الآمنين لن تذهب هدرا، داعين الله أن يرحم الشهداء ويمن بالشفاء العاجل للجرحى”.
وأشار إلى أن ماوصفها “الادعاءات والأكاذيب التي تناولتها التصريحات الرسمية قد كشفت في الواقع من يصدر التعميمات لناشطيه الإعلاميين ومفسبكيه للهذيان المستمر بذلك بحق أنصار الله وأكد للشعب أن الإسفاف الإعلامي سياسة ممنهجة للبعض في استهداف أنصار الله”.
وأضاف “الكل يعرف من اختطف الدولة ومؤسساتها على مدى 33 عاما، ومن حاول أن يجيرها ملكا خاصا، ومازال يتعامل مع ذلك بنفس العقلية والكل يعرف من أدار البلد بالأزمات وسعى لتوريث الحكم للأولاد والأحفاد ومازال يأمل في ذلك رغم كل ماحدث”.
كما أشار إلى أن “خروج الشعب في عام 2011م وما تبعها من خطوة ثورية في العام 2014م ضد مراكز النفوذ في الماضي إنما كان نتيجة لمثل تلك الممارسات والتصرفات العدوانية والمأزومة التي لا ترى في الآخرين إلا خصوما وأعداء” مضيفاً أنه “للأسف تلك القيادات لا تستسيغ الشراكة والتحالف ولا تستوعب أصلا معانيها ومفاهيمها، وتستمر في ممارساتها تلك دون تراجع، وتعتبر الكل ضمن ممتلكاتها الخاصة”.
وتابع قائلاً “تنصلت تلك القيادات عن تحمل المسؤولية مباشرة في إدارة الدولة على مدى عام ونصف تقريبا من بداية العدوان ورفضت الدخول حينها في اتفاق سياسي يضم المكونات السياسية المناهضة للعدوان لترتيب مؤسسات الدولة وتشكيل مؤسساتها التنفيذية على أساس من الشراكة؛ على الرغم من إلحاحنا المستمر حينها ودعوات السيد القائد يحفظه الله المتكررة لذلك ولكن دون أن تلقى آذانا واعية”.
كما أشار إلى أنه “منذ التوقيع على الاتفاق السياسي، الذي نشدد على أهمية الالتزام به ومراجعة أداء الحكومة وبقية المؤسسات، فقد فضحت التصرفات والممارسات اللامسؤولة لبعض تلك القيادات حقيقة توجهها في عدم الحرص على تعزيز عوامل الصمود في التصدي للعدوان وتماسك الجبهة الداخلية بقدر توسيع نفوذها الخاص ولفت نظر الخارج إليها لخدمة أجندات شخصية بعيدا عن أجندات الشعب” بحسب قوله.
وأضاف قائلا إن “مما يدل على أن هدف تعزيز عوامل الصمود في مواجهة العدوان لم يكن الهدف الحقيقي لبعض تلك القيادات من شراكتها في الاتفاق السياسي – حجم الاختلالات والإعاقات والعراقيل التي مارستها منذ توقيع الاتفاق السياسي بحق تفعيل مؤسسات الدولة في إطار أولويتي خدمة المواطن ودعم الجبهات، والحيلولة دون ضبط الإيرادات، وإصلاح الأجهزة الرقابية ومكافحة الفساد، وفتح باب التجنيد الرسمي، وبحق تعبئة المجتمع وضبط وسائل إعلامه”.
وخاطب الحوثي جماهير المؤتمر قائلاً “نؤكد لشعبنا اليمني وجماهير المؤتمر الشعبي العام وقياداته الحرة والشريفة بأننا لن نكون إلا عند حسن ظنه، ولن نقف إلا الموقف الذي يخدم مصلحته وأمنه واستقراره ويرعى حقوقه ويلتزم أولويته في التصدي للعدوان وكل ما من شأنه أي ينال من ذلك” وأضاف “ندعو شعبنا اليمني العظيم وكافة الوجهاء والعقلاء والحكماء إلى تحمل المسؤولية والوقوف صفا واحدا في التصدي لكل من تسول له نفسه العبث بأمن المواطنين”.
وفي ختام حديثه لـ المراسل نت قال عضو المكتب السياسي لجماعة أنصارالله حمزة الحوثي “نحذر ونحمل تلك القيادات مسؤولية كل قطرة دم تسفك جراء غيها وإصرارها على ركوب غرورها ومشاريعها الشخصية مهما كان ذلك يخدم العدوان ويضعف من عوامل الصمود وينال من وحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية، “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.