تحليل/ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
لم تأتي عملية طوفان الاقصى برمية من غير رام. ولا كانت صدفة عفوية بلا مقدمات وتحضير وتجهيز ولا تمت عفوا بلا قرار وتخطيط واهداف.
قد يكون خطط لها لتكون عملية تكتيكية الا ان اشتداد نضج الظروف والمعطيات والتراكمات الكمية في جولات الصراع العربي الاسرائيلي، ومدى ما بلغته اسرائيل من حالة يباس وعقم وتسوس. جعلت منها حدثا عجائبيا استثنائيا. فاستدرجت حرب تاريخية نوعية غير مسبوقة في مقدماتها وتوازناتها ونتائجها التي سيجري ترصيدها في ٢٠٢٤ وغالب الظن ومعطيات الواقع المعاش؛ انها ستكون سنة تحرير فلسطين من البحر الى النهر. وهذا سيطلق مفاعيل عصر جديد للعرب والاقليم والعالم. والعصر هو عدة قرون.
هكذا ستكون ٢٠٢٤ سنة تأسيسية لنظام عربي واقليمي جديد مختلف نوعيا عما كان لمئة سنة ونيف. فكل منظومة النظم والكيانات والاقليميات التي نتجت عن الحرب العالمية الاولى وعاشت قرن ستنقلب رأسا على عقب وتنتفي قدرات الماضي على الاستمرار لتضرب في العرب والاقليم حقبة اعادة الهيكلة نظم وجغرافية. وبما ان النظم والجغرافية التي صممت بموجب منتجات الحرب العالمية الاولى فقدت وظائفها وامكانات استمرارها وقوى حمايتها وسقطت مخططات وجهود تقسيم المقسم واو الفوضى المستدامة. فالمنطقي ان اعادة الهيكلة ستعني تكبير الجغرافية واعادة صياغة النظم السياسية والاجتماعي ومنطق الحياة ودروسها تجزم بان من ينتصر في الحرب يكتب التاريخ ويقود في المستقبل. والمنتصر هو محور المقاومة وامته فيتأسس زمن ريادته وسيادته وقيادته للعرب والاقليم.
اما مستقبل النظم والكيانات التي صنعت لتتخادم مع اسرائيل ولتامين مصالح الغرب فستضربها الزلازل والعواصف وتطيح بها تسهيلا وتيسيرا لإعادة هيكلة العرب ونظامهم وهم دوما مؤسسون في اعادة هيكلة الاقليم ونظمه وقواه والاقليم حاسم في اعادة تشكيل التوازنات والقوى العالمية.
وبما ان العالم في حقبة المخاض لولادة العالم الجديد فالمنطقي ان ال٢٠٢٤ ستكون مؤسسة بأحداثها وتستعجل ولادة الجديد وتاليا دفن العالم الانجلو ساكسوني الذي شاخ وتوحش وانتفت اسباب وجوده واستمراره وتنهار قدراته وقيمه.
تداعي العالم القديم
٢٠٢٤ وهي تشهد حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر، وحرب تصفية السيطرة الانكلوساكسونية على البحار الاربع الحاكمة في التجارة العالمية وفي تصعيد وانهيار الامبراطوريات ستكون ايضا سنة الهروب الامريكي والاطلسي من العرب وغالبا من الاقليم برمته وهذه ستسرع تداعي العالم القديم.
وال٢٠٢٤ ستشهد تحقيق اهداف العملية الخاصة الروسية في اوكرانيا بالتمام والكمال وتلك ستفتح شهية الكريملين لاستعادة السيطرة على اوروبا الشرقية والسعي لإخضاع اوروبا الغربية بدءا من المانيا وفرنسا وصولا للاشتباك مع بريطانيا التي قادت الحرب الاطلسية في اوكرانيا لإسقاط وتفكيك روسيا وهزمت، وستكون يد روسيا هي العليا في القطب الشمالي مسرح الصراعات المقبلة.
في بحر الصين وشرق اسيا، ستصير يد الصين وكوريا الشمالية العليا وستبدأ عملية انحسار حدي للسيطرة والوجود الامريكي في بحر الصين ما سيسرع تمرد اليابان وكوريا الجنوبية واندونيسيا على الاملاءات الامريكية وربما على النموذج المصري والسعودي الذي تمرد وكسر السيطرة والإملاءات الامريكية.
اوروبا ونخبتها الحاكمة المنتدبة من الادارة الامريكية ونموذجها الليبرالي المتوحش، ستعصف بها ازمات سياسية واجتماعية واقتصادية وستصب الهزيمة في الشرق العربي وفي اوكرانيا النار على الزيت وتشهد اضطرابات واسعة تجبر الحكومات اما على التمرد على الإملاءات الامريكية او تغيرات حدية في النخب الحاكمة عبر صناديق الاقتراع والا فانهيار الاتحاد الاوربي واضطراب الوحدات الوطنية وتصاعد التناقضات والدخول في زمن الفوضى والعودة الى العصور الوسطى والتخلف.
العاصفة تضرب مستقبل الولايات المتحدة