تحليل/ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية //
يمكن القول ان اليمن وجرأة قيادته وحجم الالتفاف الشعبي حولها وما بدأته من عمليات لإسناد غزة كان مفاجئ الإسرائيل وقوى اسنادها.
لم يكن مفاجئا لنا فقد كتبنا في ١٤/١٠/٢٠٢٣ وتوقعنا ان تكون المفاجأت في حرب تحرير فلسطين الجارية والتي اطلقتها طوفان الاقصى العجائبية ساحة العراق وسورية والبحر الاحمر وذلك قبل انذارات انصار الله لوقف مذبحة غزة.
الجرأة هذه تصنف في خانة الاحداث غير المسبوقة والقرار الاستراتيجي الذي لا يأخذه الا شعب ذو عزيمة وقيادة ذات بصيرة ومحور يعرف كيف تدار الحروب الكبرى والإقليمية وكيف ينتزع النصر باقل الكلف.
فاليمن جناح العربية الجنوبي، وشعبها حافظ الايمان والحكمة وقد دعى له الرسول ؛ اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا.
فتجلت بركة الله وحكمة وايمان اليمنين بإقدام وبقرار صائب في زمانه ومكانه وستكون نتائجه فرط استراتيجية.
اليمن بموقفه ووقوفه الى جانب فلسطين كشف الدول والنظم العربية، كما عرى الفصائل اليمنية التي ناصرت غزوه. ووضع الجميع في زاوية الخيانة فانتزع انصار الله مشروعية وقوة لإعادة توحيد اليمن وعزل الخونة والمتآمرين.
ووضع السعودية والامارات في الزاوية وعرى كل من شاركهم الغزو. واكد ان تدميره كان لتامين إسرائيل وتصفية القضية الفلسطينية كما تدمير سورية. فامن انصار الله لنفسهم صفة الوطنية والاجتماعية والايمانية والقومية وهذه من علامات انهم سيكونون ذوي شان عظيم في مستقبل الخليج والعرب والمسلمين.
في قرن الكلام بالفعل انتزعوا شهادة انهم صادقون جادون عارفون ما يفعلون والى اين يسيرون وماذا يستهدفون.
المنازلة في البحار كيفما جرت الامور ومهما كانت توازنات القوى وقدرات امريكا وبريطانيا فالنصر للحوثيين معقود ما سينهي الى الابد سيطرة العالم الانجلو ساكسوني على البحار والمضائق والتجارة العالمية
في واقعية مطالبهم وتدرجها شهادة انهم اسياد السياسة والعقل والمبادرة، فمن ربط استهداف السفن الإسرائيلية بفك حصار غزة الى استهداف السفن المتعاملة مع إسرائيل وبإصرارهم على تنفيذ تهديداتهم، استدرجوا امريكا وبريطانيا والاقزام للتورط بحرب معهم لا سبيل فيها ولا مخرج الا بإذلال المعتدين وفرض السيطرة والسيادة على بحر العرب والاحمر وباب المندب.
المنازلة في البحار كيفما جرت الامور ومهما كانت توازنات القوى وقدرات امريكا وبريطانيا فالنصر للحوثيين معقود . وقدراتهم وسلاحهم ورجالهم سيكونون اسياد البحرين وحماتهما ما سينهي الى الابد سيطرة العالم الانجلو ساكسوني على البحار والمضائق والتجارة العالمية وهذه بذاتها انجاز عبقري وفرط استراتيجي.
فالقصف الامريكي البريطاني بلا جدوى ويستهدف مواقع خالية او سبق ان قصفها التحالف السعودي والسلاح والقذائف المستخدمة يعرفها اليمنيون فقد استخدمها الغزاة من قبل. والمحقق ان الحوثيين اعدوا قوتهم وجيشهم واسلحتهم وعدتهم تحت القصف والحصار والاشتباك فليس بجديد.
اما الرد اليمني فمسارحه وساحاته واسعة واهدافه كثيرة ومتنوعة، تبدا من المدمرات المعتدية الى سفن الشحن المملوكة او المتعاملة مع دول العدوان الى استهداف مقر قيادة الاسطول الخامس وقيادة المنطقة الوسطى البحرية الامريكية في امبراطورية البحرين الافتراضية، الى القواعد العسكرية المنتشرة في دول الخليج والبحر الاحمر، ويستمر استهداف جنوب فلسطين وميناء ام الرشراش ومفاعل ديمونا والقواعد العسكرية في صحراء النقب.
الحوثيون واليمنون منتصرون حكما وبقوة القانون وبحقائق الواقع وقدراتهم ستتعاظم وسلاحهم فعال وسيكشفون عن منظومات فتاكه ودقيقة.
جرأة اليمن وتورط امريكا وبريطانيا في الاعتداء عليه اعطته موقعا مرموقا ومكانة عظيمة وحققت له دور محوري في الخليج والبحار والتحكم بالتجارة العالمية وفي مقارعة الكبار وهزيمتهم
وعندها ماذا يمكن للسعودية والامارات والأخريات التي تورطت في التآمر على اليمن ان تفعل غير الاستجابة لشروطه بخنوع وشبه استسلام فمن ينازل امريكا وبريطانيا ويهزمهم سيفرض شروطه ومصالحه على الصغار من الذين تورطوا وظلموا ودمروا اليمن.
توحيد اليمن واعادة بنائه والتحكم بالسياسات الخليجية وبمستقبل الخليج اصبح بين يدي اليمن العزيز والسعيد.
هكذا تصنع الشعوب الحية مستقبلها وتفرض دورها ومصالحها وهكذا تكون القيادات معبرة وملتزمة بمصالح شعوبها وعارفة بالجاري وبماذا يجب ان تفعل ليكون المستقبل لها وتحت امرتها.
فالله يضع سره في اشرف خلقه لا في اضعفهن واليمن نموذجا.