فرنسا تقود تمرداً أوروبياً على أمريكا وتؤكد:” سنثبت أننا قوة موحدة وذات سيادة”
تقرير خاص : وكالة الصحافة اليمنية يبدو أن علاقات الانسجام بين أوروبا وأمريكا في طريقها إلى الزوال، فتدخلت الرئيس الأمريكي دونالدو ترامب في الشأن الأوروبي السياسي والتجاري الاقتصادي تبدو مستفزة للغاية. ترامب الذي يريد تنصيب بلاده شرطياً اقتصادياً عالمياً، توقع أن تنصاع أوروبا له كما فعلت دول الخليج التي سلمتها خزائنها دون قيد أو شرط. […]
تقرير خاص : وكالة الصحافة اليمنية
يبدو أن علاقات الانسجام بين أوروبا وأمريكا في طريقها إلى الزوال، فتدخلت الرئيس الأمريكي دونالدو ترامب في الشأن الأوروبي السياسي والتجاري الاقتصادي تبدو مستفزة للغاية.
ترامب الذي يريد تنصيب بلاده شرطياً اقتصادياً عالمياً، توقع أن تنصاع أوروبا له كما فعلت دول الخليج التي سلمتها خزائنها دون قيد أو شرط.
رد الفعل الأوروبي على استفزازات الرئيس الأمريكي كان قوياً وقد لوحت فرنسا صراحة بأن أوروبا ستتمرد على أمريكا، وقد قال مسئول فرنسي رفيع :”رد فعلنا سيكون موحداً وقوياً بما يظهر أن أوروبا قوة موحدة وذات سيادة”.
لم يكتفي المسئول الفرنسي التلويح بتوحيد الموقف الأوروبي ضد أمريكا، لكنه أيضاً وجه تحذيراً شديد اللهجة:” لم يعد السؤال ان كانت حرباً تجارية ستقع أم لا، فالحرب بدأت بالفعل”.
وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير اليوم الأحد إن على الولايات المتحدة أن تتوقع رد فعل قويا وموحدا من أوروبا في حالة فرض أي زيادات أخرى للرسوم الجمركية محذرا من أن حربا تجارية تدور بالفعل.
وقال ”إذا حدثت زيادة في الرسوم الجمركية غدا، على صناعة السيارات مثلا، فإن رد فعلنا سيكون موحدا وقويا بما يظهر أن أوروبا قوة موحدة وذات سيادة“.
وتابع خلال مؤتمر اقتصادي في آكس أون بروفانس بجنوب فرنسا ”لم يعد السؤال إن كانت حرب تجارية ستقع أم لا، فالحرب بدأت بالفعل“.
وكانت فرنسا قد أعلنت صراحة في مايو الفائت عن رفضها السماح لأمريكا بأن تكون شرطياً اقتصادياً عالمياً، حيث قال وزير المالية الفرنسي برونو لومير بأن بلاده تدرس قدرة الاتحاد الأوروبي لتقديم تعويضات للشركات الأوروبية التي قد تواجه العقوبات الأمريكية بسبب ممارسة أعمالها بإيران.
وتطرق لومير في حديثه لـ “C News TV” وإذاعة “Europe 1″، منتصف مايو الفائت إلى قواعد الاتحاد الأوروبي لعام 1996 التي قال إنها تسمح للاتحاد الأوروبي بحماية الشركات الأوروبية من أي عقوبات أمريكية. وعبر عن رغبته في أن يشدد الاتحاد الأوروبي موقفه في هذا المجال.
وقال لومير: “هل ننوي أن نسمح للولايات المتحدة بأن تكون شرطيا اقتصاديا عالميا؟ والجواب هنا “لا”.
وأضاف أنه من المهم أن تنفذ إيطاليا التزاماتها وفق ميزانية الاتحاد الأوروبي في ضوء خطط الحكومة الائتلافية الإيطالية الجديدة لزيادة الإنفاق، الأمر الذي قد يضع روما على خلاف مع الاتحاد الأوروبي.
وتواجه الشركات الأوروبية التي تتعاون اليوم مع إيران خطر فرض عقوبات أمريكية عليها بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب واشنطن من اتفاق إيران النووي.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أجبر واشنطن عام 1996 عندما حاولت معاقبة الشركات الأجنبية بسبب تعاونها مع كوبا، على التراجع، مهددا بفرض عقوبات ثأرية عليها.
استفزازت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للفرنسيين كانت قد بدأت مطلع مايو الفائت عندما أثار مشاعر غضب في فرنسا وبريطانيا بتصريحات أشار فيها إلى أن تخفيف قوانين الأسلحة النارية كان من الممكن أن يحول دون الهجمات التي تعرضت لها باريس عام 2015 كما ربط بين هجوم بسكين في لندن وحظر حمل الأسلحة.
وفي كلمة ألقاها أمام الرابطة الوطنية الأمريكية للسلاح يوم الجمعة، استخدم ترامب يديه لمحاكاة إطلاق النار على ضحايا هجمات باريس وقال إن المدنيين لو كانوا يحملون سلاحا ”لكان الوضع اختلف تماما“.
وأصدرت الحكومة الفرنسية انتقادها الأقوى لترامب منذ توليه السلطة، وحث وزير فرنسي الرئيس الأمريكي على الاعتذار في وقت يحاول فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعزيز الروابط الثنائية بعد زيارة دولة للولايات المتحدة.
وقالت الخارجية الفرنسية في بيان ”تعبر فرنسا عن رفضها الشديد لتعليقات الرئيس ترامب بشأن هجمات باريس التي وقعت في 13 نوفمبر 2015 وتطالب باحترام ذكرى الضحايا“.
وأضافت ”فرنسا تفخر بأنها بلد تخضع حيازة السلاح فيه وحمله إلى قوانين صارمة“.
وقال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير إنه يأمل أن ”يتراجع ترامب عن كلماته ويبدي الندم“.
وأضاف لتلفزيون (بي.إف.إم) يوم الأحد ”تصريحاته صادمة ولا تليق برئيس أكبر قوة في العالم“.
وقال ترامب في كلمته مستخدما يديه وكأنه يصوب مسدسا ”استغرقوا كل الوقت الذي يريدونه (المهاجمون) وأسقطوهم (الضحايا) واحدا تلو الآخر“.