تحليل/ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
يقطن الضفة الغربية ما يزيد عن ال٣ مليون، وفي ال٤٨ ما يزيد عن ٢ مليون فلسطيني.
مساحة الضفة ٥،٦ الف كيلو متر مربع ومساحة فلسطين ما يقارب ال٢٧ الف كيلو متر.
عدد الفلسطينيين في الضفة واراضي ٤٨ يكاد يتساوى مع عدد المستعمرين المقيمين الباقين في فلسطين، دأب خبراء صهاينة التحذير من خطر الاختلال الديمغرافي .
ما يقارب نسبة ال٣٠% من سكان الضفة هم من اللاجئين الفلسطينيين، وبالمقارنة مع غزة التي لا تزيد مساحتها عن٣٦٠ كيلو متر مربع ونسبة ال٧٠% من سكانها لاجئين .
غزة تحررت بقوة السلاح وبإرادة المقاومة عام ٢٠٠٥ وخاضت جولات حرب قاسية اعجزت إسرائيل عن لي ذراعها وحوصرت لقرابة عشرين سنة واستمرت على خط المقاومة وانتصرت في سيف القدس للضفة وحي الشيخ جراح، ووحدت الساحات واعادت صياغة القضية الفلسطينية كقضية شعب واحد مقاوم وقضية وطنية وقومية وانسانية وكانت جولاتها ما بعد سيف القدس تؤكد على وحدة الشعب والقضية ورفض اي حلول تسووية وخيانية وتظاهرت غزة على الشريط الشائك طلبا للعودة ولتحرير فلسطين كلها.
شكلت عملية طوفان الاقصى العجائبية نقلة نوعية هائلة واشرت الى ان الهدف الراهن لغزة وللشعب الفلسطيني هو تحرير كل فلسطين. وهدفت الطوفان لحماية الاقصى وشعب الضفة وتبييض السجون، فاستدرجت حرب عاصفة صار لها ١٠٣ ايام زجت اسرائيل وامريكا وحلفهم بكل ما لهم من قدرات عسكرية وامنية واستطلاعية ودبلوماسية، ومازالت غزة تقاتل وتوقع الخسائر الفادحة وتمنع اسرائيل من تحقيق اي من اهداف عدوانها المعلنة.
ناصر محور المقاومة غزة فتوحدت الساحات وتوحدت الجبهات واشهرت ايران سيفها ووجهت ضربة صاروخية لقواعد الموساد وعملاء إسرائيل في سورية والعراق في تطور نوعي هام بزمانه ودلالاته وانعكاساته على حرب غزة التي حولها المحور الى واسعة وكبرى واقليمية وادخل فيها البحار الاربعة التي تتحكم بمسارات التجارة العالمية. وفرضت اليمن حصارا بحريا على إسرائيل واستهدفت سفن ومدمرات امريكية وبريطانية.
الضفة التهبت وشكلت جبهة اشغلت إسرائيل وناصرت غزة ومازالت تقاتل ببسالة وتقدم الشهداء والجرحى والاسرى بلا حساب.
يتخوف خبراء اسرائيليون ومدراء اجهزة الامن وخبراء عالمين من انفجار ثورة شعبية واسعة مسلحة في الضفة واراضي ال٤٨ وتبدو الامور والمعطيات والوقائع المعاشة كلها تشير الى قرب الانفجار الشامل في الضفة وال٤٨. والمؤكد ان انتفاضة شاملة ومسلحة في فلسطين وغزة تقاتل والمحور يساند ويفتح الجبهات ويزيد بوتائر الاشتباك وساحاته وسلاحه سيؤدي حكما الى زيادة انهاك الكيان المنهك في غزة وجنوب لبنان والمستنزف والعاجز والذي تزداد ازماته البنيوية والانقسامات السياسية والمجتمعية فيه.
فتصاعد العمليات العسكرية في الضفة وال٤٨ وعصفها المرتقب سيجعل من تحرير فلسطين كلها امر راهن ومسالة اسابيع واشهر لا سنوات طويلة.
الضفة عانت كثيرا، واستمرت تقاوم بما تمكنت، وقاتلت لسنوات بالتظاهر والسكاكين والدهس، وامتشقت السلاح وحقق ابنائها بطولات مشهودة وفي حرب غزة شكلت جبهة استنزاف واشغال ومساندة واليوم تتأهل وتتأهب لتحمل الراية وتصبح هي مسرح وساحة الاشتباك لتحرير فلسطين كلها وقد توفرت كل الظروف والشروط اللازمة لثورتها المسلحة ومنها؛
– حرب غزة اسقطت حكومة ابو مازن واجهزتها وعرتها ووحدة الشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة.
– بينما إسرائيل دخلت ازماتها البنيوية والعميقة ويضربها الانقسام الحاد يلتف الشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة وبهذا تنقلب الصورة فعندما كانت إسرائيل موحدة كان الشارع الفلسطيني منقسم وفصائله متصارعة.
– هزيمة اسرائيل في غزة ومع جبهات المقاومة يفتحها على ازمة سياسية عميقة وتصاعد الشك بقدرات الجيش والامن وسيمورتش وبن غفير سلحوا المستوطنين ويطلقون يدهم للتنكيل بالشعب الفلسطيني وارتكاب الفظاعات ما يدفع الفلسطيني للالتفاف اكثر حول خيار المقاومة والسعي لامتلاك السلاح للدفاع عن العائلات والكرامات والممتلكات ما سيوسع بيئات المقاومة المسلحة.
– إسرائيل دفعت بأكثر من مئة الف من العمال الفلسطينيين الى البطالة والعوز ما سيحفزهم على العمل مع المقاومة ورفض سلطة ابو مازن.
– إسرائيل ترفض تمويل السلطة وتحجب عنها الاموال ما يدفع المنتسبين الى اجهزتها واملاكها للتمرد والتعاطف مع المقاومة.
– النصر في غزة محتوم واذا استجابت إسرائيل لشروط القسام واوقفت الحرب وبيضت السجون سيتحرر ما يزيد عن عشرة الاف اسير جلهم مقاومين مخضرمين واصحاب تجربة وعداء كبير لإسرائيل وولاء ثابت لفصائل المقاومة ما سيرفد الضفة بكوادر لديها الخبرة والوعي والقدرة على التنظيم والتحشيد والادارة والاشتباك.
– انتصار غزة وتضامن المحور معها سيحفز على الثورة المسلحة والشعب مفعم بالأيمان والثقة ومطمئن لإسناد المحور وفتح جبهاته للدعم واشغال الاسرائيلي.
– التوازن الديمغرافي وثقة الشعب بالمقاومة التي لا تساوم ولا تفاوض وقادتها يستشهدون وعائلاتهم ولا يترددون في الاشتباك مع الإسرائيلي ويديرون حرب غزة بثقة وتحكم وادارة نوعية تمثل حوافز هامة لانخراط اهل الضفة وفلسطيني ٤٨ بالمقاومة واحتضانها ومساندتها وكلها عناصر فعل موضوعية تعزز اختلال التوازن لصالح الشعب الفلسطيني
– في الضفة وال٤٨ المقاومة لا تحتاج الى الصواريخ الثقيلة وكلفتها العالية انما الاسلحة الفردية والمتوسطة والصواريخ الموجهة والانفاق وهذه كما وصلت الى غزة يمكن ان تصال الى الضفة وال٤٨.
– حققت المقاومة في السنوات الاخيرة ونجحت في تحويل جنين ونابلس ومناطق في الضفة ومخيماتها مناطق شبه محررة وكمنت وواجهت الإسرائيليين وأوقعت بهم الخسائر وتمرن المقاومين وبيئتهم الحاضنة للاشتباك مع الإسرائيلي وبتفعيل جبهة الخليل تتسع دائرة الاشتباك وتصبح شاملة للضفة ومدنها ومخيماتها وبلداتها ما سيعزز من قدراتها على ارباك واستنزاف الاسرائيلي ومنعه من التجميع والتحشيد واستخدام الطيران الحربي والقذائف والصواريخ التدميرية فالاشتباك في الففة وفلسطين ال٤٨ من مسافة صفر بفعل التقارب الجغرافي والاختلاط.
كل للظروف والشروط تنضج بسرعة على وقع حرب غزة ووحدة الساحات الفلسطينية ووحدة جبهات المحور المقاتلة لتجعل الضفة وفلسطين ال٤٨ مسرح الاشتباك ومنصته التالية وعندما يصل السلاح المناسب وتنتفض الضفة وفلسطيني ال٤٨ تصبح مهمة تحرير فلسطين شبه ناجزة وقد لا تستغرق السنوات الطويلة. فكل الظروف والتوازنات اختلت واصبحت لصالح المقاومة والمحور ويصبح هدف التحرير راهن وواجب التحقق.
ومن غير المنطقي او الجاىز ان يتخلف محور المقاومة والشعب الفلسطيني عن التقاط الفرصة وقبول العودة الى مسار حروب الجولات وترصيد النقاط.
هذه الجولة الفاصلة وقررتها إسرائيل حرب وجودية واذا هزمت فلا مكان لها في المنطقة.