تحليل/ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
تجمع كبريات الصحف الرزينة الاوروبية والامريكية وكبار الباحثين على توصيف ايران بالقوة المهابة والمرهوبة وبانها تهيمن على الشرق الاوسط من خلف الستارة.
ما قيل ويقال عن ايران فيه الكثير من اوجه الصحة. فقد اشتقت ايران لنفسها نموذجا فريدا من الثورات وتاليا الحكم، والادارة، وبثقافتها الانتظارية، وعاداتها بنسج السجاد خاضت الحروب وواجهت الحصار والعقوبات بصبر وثبات ولم تتغير او تغير في قيمها والتزاماتها وشعاراتها التي انسجمت مع طبائعها ومع ما سعت وتسعى لتكون قوة اقليمية وازنة ومؤسسة في توليد العالم الجديد.
حوصرت، وتم الاعتداء عليها وخيضت ضدها الحروب باشكالها وأجيالها وفروعها وصرف لإسقاطها واحتوائها اموال كانت تكفي لإنهاض الشرق الاوسط برمته وتامين شعوبه وحاجاتها.
استمرت تعمل بهدوء وتدير الحروب طبقا لمصالحها وخطتها ورؤيتها ولتحقيق غاياتها واهدافها ولم تتصرف يوما بعشوائية او برد فعل او بارتجالية انما صنعت من الضعف قوة وراهنت على الزمن والتحولات وادارت الحروب من الخلف باحترافية شديدة تنم عن وعي عميق ومعرفة بالواقع والماضي وما سيكون عليه المستقبل.
فاوضت ولم تتنازل، وقعت على تعاقدات واحترمتها، خاضت حرب السفن والممرات وظفرت بها اشتبكت مع الامريكي واسقطت طائراته وقصفت قواعده. وعملت على قيمها؛ مجاراة الحليف ومدارات العدو، وعلى وتيرتها مولت ودربت وسلحت وامنت فصائل محور المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن والعراق وقاتلت بلا هوادة مع سورية وفيها، وضلت القدس وقضية فلسطين الموجه المحوري في سياساتها وأدائها والتزاماتها.
وعندما نضجت الظروف اصدر الامام الخامنئي تكليفا شرعيا بتسليح الضفة، واسس قواعد التسليح والاعداد القائد الشهيد سليماني، بعد ان امن غزة واطمئن لقدراتها وصلابتها.
عندما نفذت كتائب القسام طوفان الاقصى العجائبية ناصرتها ووقفت الى جانبها بحزم وعندما اعلن نتنياهو حرب إسرائيل الوجودية على غزة لم ترتدع ايران للتهديدات والتهويل ولا خافت من عروض القوة والاساطيل الامريكية والاطلسية بل اتفقت مع الفصائل لتعزيز وحدة الساحات الفلسطينية المحققة بتوحيد الجبهات وفتحت الحرب من الناقورة الى البحر العربي، وتم تنسيق النيران والجهد بما يؤكد الالتزام الصارم بانتصار غزة وانتصار حماس، والاحتفاظ بكل الاوراق والاستعداد لكل الاحتمالات.
وعندما توفرت الشروط التي اشتغلت عليها وبتقانة تشهد لها اشهرت سيوفها وقصفت مواقع داعش والجماعات الإرهابية في سورية والعراق وباكستان برغم انها محمية وعلى مقربة من القواعد الامريكية وقدمت قصفها كرد على استهداف ايران بالتفجيرات واعمال التخريب واغتيال خبرائها في سورية والعاروري في لبنان.
بإشهارها سيوفها استعرضت عضلاتها ودخلت الحرب دفاعا ونصرة لغزة وفلسطين ولتامين نصرها. فالجاري حربا واسعة وكبرى وإقليمية وعلى تخوم الحرب العالمية ان لم نكن احد اهم جبهاتها الملتهبة من اوكرانيا الى غزة والبحار الاربعة منشئة الحضارات والامبراطوريات ومدمرتها. فمن يحكم الامواج يحكم العالم.
هكذا قالت ايران بالنيران وبالصواريخ والمسيرات انا هنا والحرب مفتوحة ومسارحها وجبهاتها وسلاحها بلا سقوف والهدف اذلال امريكا والاطلسي وتحرير فلسطين وتصفية الوجود والهيمنة الامريكية الانجلو ساكسونية في الاقليم الى الابد.
ايران اشهرت سيفها ودخلت الحرب ولم يعد لإسرائيل وحلفها الا الهزيمة فحرب الوجود التي تخوضها ستنهي وجودها بتحرير فلسطين كلها.
ايران شمرت عن سواعدها واشهرت سيوفها وانخرطت بالحرب.
كاتب ومحلل سياسي لبناني.