المصدر الأول لاخبار اليمن

“المقلاع”..سلاح الثائرين الفلسطينين طيلة 31 عاماً

تقرير: وكالة الصحافة اليمنية منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي انطلقت شرارتها في العام 1987، والتي يطلق عليها اسم “انتفاضة الحجارة”، والفلسطينيون الثائرون لا يزالون يحافظون على إرث قديم كان رفيق نضالهم وكفاحهم الدائم في مقاومة جيش الاحتلال الإسرائيلي والتصدي له. اليوم، وبعد مرور 31 عامًا لا يزال هذا الإرث يناضل ويكافح في أيدي الفلسطينيين على […]

تقرير: وكالة الصحافة اليمنية
منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي انطلقت شرارتها في العام 1987، والتي يطلق عليها اسم “انتفاضة الحجارة”، والفلسطينيون الثائرون لا يزالون يحافظون على إرث قديم كان رفيق نضالهم وكفاحهم الدائم في مقاومة جيش الاحتلال الإسرائيلي والتصدي له.
اليوم، وبعد مرور 31 عامًا لا يزال هذا الإرث يناضل ويكافح في أيدي الفلسطينيين على حدود قطاع غزة، وبات شاهدًا على ثورة هذا الشعب ضد المحتل، الذي يواصل ارتكاب مجازره بحقهم منذ انطلاق الشرارة الأولى لمسيرات العودة الكبرى على حدود القطاع 30 مارس الماضي.
قطعتان من المطاط، متساويتان في الطول والعرض، طولها 40 سم، وعرضها 3 سم، بالإضافة إلى خشبة مأخوذة من شجرة ما على شكل “Y” أو علامة النصر، وقطعة جلد أو قماشة مستطيلة وصغيرة الحجم، مثقوبة من الجانبين لربط قطعتي المطاط بها، بحيث تكون هذه القطعة بعد التركيب حاملة الحجر صغير الحجم، ومن يجيد فن التصويب ينجح بإحداث إصابات بين صفوف الجنود، وكثيراً ما تُشاهد دماؤهم تسيل، ويصرخون من الألم، هذه هي “النقيفة” أو “الشُدّيده” باللغة العامية، أو “المقلاع” بالفصحى، سلاح الثائرين في ميدان المواجهة مع المحتل.


الشبان الفلسطينيون يعتمدون في المواجهات المندلعة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة على عدّة أسلحة ووسائل مختلفة، يندرج بعضها تحت مسمى “الأسلحة الشعبية البدائية”، ومنها الحجر والمقلاع والنَّقِيفة في مواجهة الجيش الإسرائيلي المدجج بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة.
واستخدم الفلسطينيون هذه الأسلحة ذاتها (الحجارة والسكين والمقلاع والنقيفة) وغيرها منذ بدء الصراع مع القوات الإسرائيلية خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وإلى الآن، رغم تطور صناعة الأسلحة العسكرية للفصائل الفلسطينية.
وبرزت مشاهد البطولة لـ”النقيفة” على الحواجز ونقاط الاحتكاك التي يقيمها الاحتلال على مداخل المدن والبلدات الفلسطينية، وخاصة على حدود قطاع غزة الشرقية خلال المواجهات المستمرة والساخنة التي تدور مع جنود الاحتلال في أيام الجُمع. ولم يقتصر استخدام “النقيفة” على الشبان الذكور، بل ظهرت صور فتيات مقنعات بالكوفية الفلسطينية استخدمن ” النقيفة” في رشق جنود الاحتلال، في خطوة لانخراطهن في كل أشكال المقاومة.

المواطنة “هدى الرنتيسي”، 21 عامًا إحدى المشاركات في مسيرة العودة الكبرى المنطلقة على حدود قطاع غزة الشرقية، وكانت من ضمن الفتيات التي حرصن على استخدام “النقيفة” في مواجهاتها مع قوات الاحتلال الإسرائيلي طوال أيام مشاركتها في الغضب الشعبي.
وتقول الرنتيسي، لـ”نون بوست”: “النقيفة” هي إحدى عناوين المقاومة البارزة التي تربينا عليها منذ صغر، وشاهدنها في الأغاني الوطنية منذ الانتفاضة الأولى عام 1987، ونحن اليوم نعيد هذا العنوان على حدود غزة بعد مرور 31 عامًا”.
وتشير الرنتيسي إلى أن “النقيفة” سلاح مقاومة يصيب هدفه بدقه كبيرة، وقد أصابت عدد من الجنود الإسرائيليين برأسهم خلال مشاركتها بالمسيرة الأيام الماضية، مشددةً على أن “سلاح المقاومة الشعبي يجب أن نحافظ عليه ويكون عنواناً لنا طالما وجحد هذا المحت”ل.

زعزعة أمن “إسرائيل”
وفق الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر فإن المقلاع- في الاستخدام غير المرئي- يربك قوات الجيش، مبينا أنه على الرغم من أن إصابة النقيفة بالعادة ليست قاتلة، إلا أنها تصيب بجروح قد تكون قوية، إذا كانت من مسافة قريبة، وكان الحجر قوياً، حيث يتراوح مداها بين 70 و120 متراً. وهي تعتمد على قوة الرامي، ونوعية المطاط المستخدم، فإذا كان من المطاط الجيد الليونة والقوي، يصل، أحياناً، إلى مدى أبعد قليلا، وكلما كانت المسافة قريبة، جاءت الإصابة أكثر فعالية وجدوى.
مسؤولين وخبراء إسرائيليين، أكدوا أن الأسلحة الفلسطينية -رغم بدائيتها وبساطتها أمام الآلات العسكرية الإسرائيلية المتطورة- فإنها تشكل “زعزعة للأمن”، لأن مستخدميها ينفذون عملياتهم من خلالها بشكل فردي
ويؤكد أبو عامر أن العودة إلى الأساليب القديمة للمقاومة إجابة شافية على أنه كلما حاول المحتل “الإسرائيلي” إتباع تكتيك جديد، وقفت المقاومة الشعبية له بالمرصاد، لتقطع الطريق عليه بإبداعها أساليب جديدة، ولو كانت قديمة.
ويضيف أبو عامر أن هذا يفسر تزاحم الإبداعات الصغيرة، وإيجاد المقدمات للإبداعات الكبيرة، والأهم هو نزول الشعب إلى معترك الانتفاضة، وهو لا يملك في البداية سوى إرادة المواجهة.
مسؤولين وخبراء إسرائيليين، أكدوا أن الأسلحة الفلسطينية -رغم بدائيتها وبساطتها أمام الآلات العسكرية الإسرائيلية المتطورة- فإنها تشكل “زعزعة للأمن”، لأن مستخدميها ينفذون عملياتهم من خلالها بشكل فردي?، وهذا “يشكل صعوبة في قيام القوات الإسرائيلية بمراقبة كل شاب فلسطيني”.
وتواجه قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية هذه الأسلحة والتوترات بإطلاق النار مباشرة على المنفّذ، والرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز وقنابل الصوت تجاه المتظاهرين، بالإضافة إلى اعتقال العشرات من الشبان.
ويبرع الشبان الفلسطينيون مع كل مواجهة في استحضار أدوات النضال التي عرفوها عن آبائهم وأجدادهم، وهذه الأدوات لازمت مراحل التحرر التي خاضها الفلسطينيون منذ سنوات طويلة في مواجهة الاحتلال.
المصدر: Noon post

قد يعجبك ايضا