قالت صحيفة ” اندبندنت” البريطانية، إن دعم الرئيس الأمريكي بايدن غير المشروط لـ “إسرائيل” ضد “حماس” أشعل نارا قد تكون صعبة الاخماد.
يقول ثاناسيس كامبانيس، مدير شركة سينشري إنترناشيونال، الذي حذر من مثل هذا الاحتمال في الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية: “لسوء الحظ، نحن الآن في عمق حرب إقليمية وجميع الأطراف المعنية ارتكبت أسوأ حسابات خاطئة ممكنة”.
والواقع أن الأولويتين الرئيسيتين لإدارة بايدن في أعقاب هجوم حماس بدت غير متوافقة منذ البداية. ووعد بايدن بدعم غير مشروط لحرب “إسرائيل” في غزة، ومنع تصاعد الصراع إلى حرب إقليمية أوسع. لكن كامبانيس يرى أن دعم إدارة بايدن للحرب في غزة، ورفضها استخدام نفوذها للضغط على “إسرائيل” لإنهائها، هو الذي أدى إلى تأجيج التصعيد الإقليمي.
وتابع التقرير: تشن أمريكا غارات جوية على ثلاث دول في الشرق الأوسط،، فقد أرسلت معدات عسكرية بمليارات الدولارات، وتقدم الدعم التكتيكي لأقرب حلفائها في المنطقة، التي تخوض حرباً ضد مناوشات في قواعدها.
وقد تعرضت القوات الأمريكية في اثنتين من تلك البلدان للهجوم أكثر من 150 مرة في الأشهر الثلاثة الماضية، وأدت القوة الحاكمة في دولة فقيرة في البحر الأحمر (اليمن) إلى توقف الشحن الدولي هناك بشكل كبير.
حرب إقليمية
التقرير قال إن أمريكا متورطة في حرب إقليمية، وتقوم بغاراتها دون إشراف يذكر من الكونغرس، مضيفًا بأن الخطوة الأكثر أهمية لتهدئة الصراع الإقليمي الأوسع هي إنهاء الحرب في غزة، حيث تحتفظ الولايات المتحدة بالكثير من النفوذ الذي اختارت للأسف عدم استخدامه، ولا تزال المحرك الرئيسي للصراع”.
ونوه التقرير إلى أنه منذ الأيام الأولى من الصراع، حقق بايدن أول أهدافه ــ بدعم قدرة “إسرائيل” على مهاجمة حماس في غزة ــ عن طريق إرسال مئات الملايين من الدولارات والإمدادات العسكرية، متجاوزا الكونجرس.
وبعد ذلك، من أجل ردع أي حلفاء لحماس من الانضمام إلى المعركة، أرسلت الولايات المتحدة مجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وكانت الولايات المتحدة قلقة بشكل خاص بشأن حزب الله ، الذي خاض حربا مدمرة ضد إسرائيل في عام 2006. وفي مقابلة أجريت بعد أيام قليلة من هجوم حماس، أصدر بايدن تحذيرا صارخا: “إلى أي بلد، أي منظمة، أي شخص يفكر في استغلال هذا الوضع، بقوله لدي كلمة واحدة: لا تفعل ذلك.
ولفت التقرير إلى أنه مع استمرار “إسرائيل” في حربها ضد حماس بشراسة متزايدة، وارتفاع عدد الضحايا المدنيين يوما بعد يوم إلى الآلاف، تصاعدت الهجمات ضد المصالح الأمريكية في مختلف أنحاء المنطقة. وأحصى المسؤولون العسكريون الأمريكيون أكثر من 150 هجوما ضد قواتهم في العراق وسوريا منذ 17 أكتوبر.، وفي أوائل ديسمبر ، تعرضت السفارة الأمريكية في بغداد لقصف صاروخي.
مفاجأة البحر الأحمر
وأوضح التقرير إنه بينما كانت أمريكا تتعامل مع هجمات محدودة النطاق ضد قواتها في العراق وسوريا، وسط قلقها من حزب الله، كانت المشكلة الأكبر بالنسبة لأمريكا قد جاءت من مكان غير متوقع، حيث فتح الحوثيون جبهة جديدة في المنطقة أمام القوات الأمريكية، بدء من 19 أكتوبر الماضي، حيث كانت العمليات ضد غزة جارية على قدم وساق، وفي ذلك اليوم أطلقت وابلاً من الصواريخ والطائرات بدون طيار باتجاه “إسرائيل” وقالت إن الهجمات ستستمر حتى تتوقف الحرب ويتم تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وزادت حدة الرد من قبل الحوثيين بحسب الصحيفة، في الـ 14 من نوفمبر، بعد إعلان السيد عبد الملك الحوثي أن القوات المسلحة اليمنية ، ستستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب، وبعد أقل من شهر، بدأت اليمن بمهاجمة جميع السفن المتجهة إلى “إسرائيل”.
وأوردت الصحيفة إنه في 11 يناير الجاري، بعد أن تجاهل الحوثيون التحذيرات المتكررة، نفذت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضربات جوية وصاروخية ضد أهداف في اليمن، مستهدفة العاصمة صنعاء، وكذلك محافظات صعدة وحجة والحديدة وتعز.
وبهذا انتقلت الولايات المتحدة من المشاركة غير المباشرة إلى حملة قصف جديدة في الشرق الأوسط، الرئيس بايدن قال مبررا الضربات، إنها تهدف إلى إرسال “رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة والشركاء لن يتسامحوا مع أي هجمات في البحر الأحمر”.