استطلاع خاص: وكالة الصحافة اليمنية
تزايدت في الأونة الأخيرة ظاهرة تعاطي النساء للقات واتسعت لتشمل الشباب والمراهقات ايضا كما تعددت مناسبات تناوله .
فاليوم عندما كثرت الأصوات الداعية لمحاربة تعاطي القات بين الرجال والقضاء على هذه الظاهرة من بين أوساط المجتمع اليمني ظهرت أصوات ناعمة تسعى لإيجاد مساحة لها في مجالس القات .
وفي ظل التقدم التي تشهده الساحة العالمية واتساع نطاق حرية المرأة في المجتمعات المتقدمة أصبحت تنافس الرجال في ميادين الحياة، بيد أن النساء في اليمن ينافسن الرجال في مضغ القات فلم يعد الامر مقتصر على النساء كبيرات السن ، بل تعدى الى الشباب المراهقات وتجاوز زمن المناسبات الى عادة يومية وكثيرا ما يرافقها تدخين السجائر والشيشا ( الارجيلة ) لنسبة وصلت الى ما يقارب 85% من الفتيات ..
هبة طالبة جامعية تدرس في جامعة صنعاء ، طرحت وكالة الصحافة اليمنية أمامها ظاهرة تعاطي القات عند النساء اليمنيات، وقالت بأن هذه الظاهرة عند الفتيات اصبحت منتشرة بشكل كبير ، خاصة طالبات الجامعة ، بل صارت عادة للقاء اليومي .
وتضيف إلى حديثها صديقتها ملاك بالقول ” القات اصبح من الضروريات حضورا عند المذاكرة و أيام الامتحانات، كونه ينشط الطاقة الذهنية لاستيعاب المعلومات”. كما أن القات حسب ما تصف ملاك يساعد الفتاة على القيام بمهمات عديدة في المنزل، إلى جانب القضاء على الفراغ العاطفي والاضطهاد النفسي الذي تعانيه بعض الفتايات” .
كثيرة هي المجالس التي باتت تجمع الفتيات اليمنيات لتناول القات، وغالبيتهن يتحدثن بأنه أصبح من الضروريات خاصة عند الزيارات والمناسبات، ولكن يبقى السؤال متعلق بوجهة نظر الأسرة من مضغ فتاتها للقات وحضور جلسات المقيل ، بعض من الأسر اليمنية تعتبر مضغ الفتاة للقات طبيعيا ، بل تسعى لشراءه وتقديمه لها ، لأسباب سردتها أحدى الأمهات بالقول: ” لا أمانع بناتي من مضغ القات ، كما أنه ليس عيبا او حرام ، فانا أسمح بذلك أفضل وأمن ، من أن يذهبن للتنزه أو يقومن بأعمال أخرى سيئة دون علمي ” .
أميرة البالغة من العمر 24 عاما ، تقول بأن السبب الرئيسي الذي جعلني أخزن بالقات ، هو صديقاتي ، كنا نجتمع وتعلمت منهن ” ، وتضيف أميرة بأن المقيل هو المتنفس الوحيد لها للتسلية ، خصوصا في ظل الوضع المضطرب، الذي جعل الأسرة تتخوف من السماح بالخروج للحدائق والمنتزهات ، كما انني اخذ راحتي وحريتي الكاملة في اللبس والكلام “.
أما (ش) إمرأة يمنية ، فضلت عدم ذكر اسمها، متزوجة منذ 4 أعوام، تعمل في إحدى المستشفيات الحكومية في العاصمة صنعاء ، تقول في حديثها لوكالة الصحافة اليمنية : ” أن جلسات القات، أصبحت عادة يومية، خصوصا بعدما وجدت المراة نفسها بين أربعة حيطان في المنزل، لجأت إلى القات ، لقضاء الفراغ والملل الذي لا يطاق ، ” .
وتعتبر في حديثها أن جلسات القات مناسبة لجمع ولقاء الأهل والأصدقاء ، ويقرب بين النساء اضافة إلى كونها فرصة تجد فيها الصديقات مجالا للحديث عن الأمور الخاصة وتحديدا فيما يتعلق بالشؤون النسائية، وأمور الفتيات العازبات ” .
اللجوء إلى القات
بعض من النساء اليمنيات، خصوصا في الأسر التي تحكمها العادات والتقاليد، بدأنا يتعاطين القات ، بعد الزواج ، كون الفتاة في هذه الحالة تجد نفسها أمام أسرة ترى أن هذه الممارسات مخلة بالتربية والأخلاق، وبعد زواجها لها ولزوجها الحرية فيما تصنع. أحد السيدات قالت في حديثها إنها بدأت تتعاطى القات بعد الزواج، لان زوجها كان دائما خارج المنزل ، ويقضي أكثر من 8 ساعات يوميا في المقيل مع زملاءه ، وعندما وجدت نفسها وحيدة لجأت إلى القات، حتى يظل زوجها في المنزل” وتضيف بأن زوجها هو من يقوم بشراء القات لزوجاتهم من اجل التخفيف من الخروج للفسحة في الحدائق والمنتزهات .
يرى بعض من الباحثين إن انتشار ظاهرة تعاطي القات نتجت بسبب تفلت رب الاسرة عن القيام بواجباته تجاه المراة، بل وتركها داخل المنزل وعدم السماح لها بمخالطة المجتمع يؤدي الى فراغ كبير ينتج عنه تعاطي القات لابعاد الملل.